واشنطن تستنكر اختبار موسكو صاروخا مضادا للأقمار الاصطناعية
نشرت في: 16/11/2021 – 09:33
عبرت واشنطن عن أسفها واستنكارها “للتصرف الخطر” الذي أقدمت عليه موسكو الاثنين باختبارها صاروخا مضادا للأقمار الاصطناعية، محذرة من أن هذه التجربة خلفت آلافا من قطع الحطام التي تهدد خصوصاً سلامة رواد الفضاء العاملين في محطة الفضاء الدولية. كما أكدت أنها “ستعمل مع حلفائها وشركائها في مسعى للرد على هذا العمل غير المسؤول”.
استنكرت واشنطن بشدة “التصرف الخطر” الذي أقدمت عليه موسكو الاثنين باختبارها صاروخا مضادا للأقمار الاصطناعية، محذرة من أن هذه التجربة خلفت آلافا من قطع الحطام التي تهدد خصوصاً سلامة رواد الفضاء العاملين في محطة الفضاء الدولية. وأحيت هذه التجربة المخاوف من تحول الفضاء إلى ساحة حرب بين القوى العظمى.
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان يوم الاثنين أن “روسيا أجرت بشكل غير مسؤول اختباراً تدميريا على صاروخ مضاد للأقمار الصناعية استهدفت خلاله أحد أقمارها الصناعية”. وأكد أن هذه التجربة الصاروخية “خلفت حتى الآن أكثر من 1500 قطعة من الحطام المداري المُمكن تتبعه، وستخلف على الأرجح مئات آلاف القطع من الحطام المداري الأصغر حجماً”.
وحذر بلينكن في بيانه من أن “قطع الحطام الناجمة عن هذا الاختبار الخطِر وغير المسؤول ستهدد الآن ولعقود مقبلة الأقمار الاصطناعية وأجساماً فضائية أخرى حيوية لأمن دول أخرى واقتصادها ومصالحها العلمية”.
وتابع أن هذه التجربة “ستزيد بشكل كبير من المخاطر التي يتعرض لها رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية”، مؤكدا أن الولايات المتحدة “ستعمل مع حلفائها وشركائها في مسعى للرد على هذا العمل غير المسؤول”. ولم يوضح بلينكن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات انتقامية ضد روسيا بسبب هذه التجربة، مكتفياً بالقول إن بلاده “ستوضح أنها لن تتسامح مع هذا النوع من النشاط”.
إعلان حالة الطوارئ على محطة الفضاء الدولية
من جهتها، أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” بيانا قالت فيه إن محطة الفضاء الدولية “تمر كل 90 دقيقة عبر سحابة (من الحطام) أو بالقرب منها”.
وصباح الاثنين اضطر رواد الفضاء السبعة الموجودون على متن محطة الفضاء الدولية، وهم أربعة أمريكيين وألماني وروسيان، للالتجاء إلى سفنهم الملتحمة بالمحطة استعداداً لإخلاء طارئ محتمل.
كما أوضحت ناسا في بيانها أن لجوء الرواد إلى مركباتهم الفضائية حدث تحديداً خلال المرور الثاني والثالث لمحطة الفضائية الدولية – أي بين قرابة الساعة الثانية والرابعة فجراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة – بهذه السحابة.
وبحسب موقع “سبايس فلايت ناو” المتخصص بأخبار الفضاء فإن الرواد السبعة عادوا جميعاً ظهر الاثنين إلى داخل محطة الفضاء الدولية لكنهم أبقوا، في إجراء احترازي، البوابات الفاصلة بين عدد من وحداتها مغلقة. ولفت الموقع إلى أن البوابات الفاصلة بين الوحدتين الأمريكية والروسية في المحطة لم تغلق.
رئيس ناسا “مصدوم”
إلى ذلك، قال رئيس “الناسا” بيل نيلسون: “لقد صدمني هذا العمل غير المسؤول والمزعزع للاستقرار”. وأضاف “من غير المعقول أن تعرض روسيا للخطر ليس فقط رواد الفضاء الأمريكيين والشركاء الدوليين في محطة الفضاء الدولية، بل أيضاً رواد الفضاء الخاصين بها”.
وكانت وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” نشرت في وقت سابق من الإثنين تغريدة طمأنت فيها إلى زوال الخطر الذي شكله على رواد محطة الفضاء الدولية “جسم” لم تحدد ماهيته. بدوره قال رائد الفضاء الروسي أنتون شكابلروف في تغريدة على تويتر “أصدقائي، كل شيء هنا على ما يرام. نواصل العمل وفقا لبرنامجنا”.
نادي الدول الأربع
وهذه ليست أول تجربة صاروخية على استهداف قمر اصطناعي أثناء دورانه حول الأرض، إذ سبق أن أجرت مثل هذه التجربة أربع دول هي الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا.
ولقي هذا النادي الرباعي بسبب تجاربه هذه انتقادات شديدة لأن الحطام الذي يخلفه قصف القمر الاصطناعي سرعان ما يتحول إلى مقذوفات خطرة يمكن أن تصطدم بآلاف الأقمار الاصطناعية الموجودة في المدار والتي تعتمد عليها دول بأسرها في العديد من الأنشطة، كالاتصالات وتحديد المواقع الجغرافية…
ومن هنا فإن حيازة دولة ما تكنولوجيا الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية تزيد من رصيدها العسكري كثيراً إذ يصبح بمقدورها تدمير أقمار تابعة لدول أخرى.
“أمر لا يغتفر”
وأوضح عالم الفلك جوناثان ماكدويل لوكالة الأنباء الفرنسية أن “وقوع أحداث بسبب حطام ناجم عن تجارب على أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية أمر لا يحدث كثيراً، وآخرها كان اختبار أجرته الهند” في آذار/مارس 2019.
وأشار إلى أنه بناء على مسارات محطة الفضاء الدولية والأجسام المعروفة في المدار يمكن استنتاج أن القمر الصناعي الذي استهدفته التجربة الروسية هو كوزموس 1408 وقد خرج من الخدمة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
لكنه أعرب ماكدويل عن أسفه لأن التجربة الصاروخية أسفرت عن تدمير القمر الاصطناعي، وقال “تدميره لم يكن ضرورياً على الإطلاق”. وتابع: “هذا اختبار عسكري بحت”، مذكراً بأن “لدينا أصلاً الكثير من الحطام هناك وتوليد المزيد منه عمداً هو أمر لا يغتفر”.
وطمأن الخبير إلى أن بعضاً من الحطام الناجم عن هذا الاختبار سيتفكك عند دخوله الغلاف الجوي “في الأشهر المقبلة”، في حين يمكن أن يبقى البعض الآخر في المدار لمدة تصل إلى عشر سنوات. ويطالب العديد من الخبراء بمزيد من التنظيم لمواجهة هذه المخاطر.
فرانس24/أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook