آخر الأخبارأخبار محلية

القوى المسيحية وحزب الله… خلافٌ من طرفٍ واحد!

تسير الأوضاع السياسية الداخلية على حدّ دقيق في ظلّ التوترات الكبرى بين قوى المعارضة وتحديداً القوى المسيحية و”حزب الله” الذي يتجنّب الدخول في اشتباك اعلامي وعلني مع هذه القوى وسط انشغاله بالمعركة على الجبهة الجنوبية للبنان مع قوات الاحتلال الاسرائيلية.

 

 

يتعمّد “حزب الله” بما لا يقبل الشكّ الابتعاد عن أي تضارب إعلامي مع هذه القوى، وهو يركّز على خطابه السياسي من دون التطرّق الى الهجوم الذي يتعرّض له، إذ إنه يؤكّد بشكل مستمر عدم اهتمامه بكل الاعتراضات والأصوات التي تنقضّ عليه منذ الثامن من تشرين الثاني الفائت بعدما فتح جبهة الجنوب إسناداً لغزّة، بل ويشدّد أكثر على أن هذه الجبهة ستبقى مفتوحة حتى  توقّف العدوان الاسرائيلي على غزّة.

 

يتعامل “الحزب” مع باقي الاطراف السياسية في لبنان على اعتباره قوة كبرى لا يمكن التأثير عليها اعلامياً أو سياسياً،  بل وبحسب رأيه فإنّ قوة إقليمية مثله، لا تزال تقاتل بالحدود الدنيا من إمكانياتها، تفضّل أن يقال عنها أنها رفضت الانصياع لأي ضغوط داخلية وخارجية من أجل تحالفاتها الاستراتيجية. ولعلّ أكثر ما يوجع “الحزب” اليوم هم حلفاؤه الذين ينتقدون تدخّله في حرب غزّة وتحديداً المسيحيين، ولكن بالرغم من ذلك فهو أوحى بشكل ظاهر أن خسارة حلفائه المسيحيين أقلّ ضرراً بالنسبة إليه من قيامه بأي خطوة الى الوراء في المعركة الحاصلة، وهذا يعني أن حراك خصومه وسقف خطاباتهم العالي لن تؤثر أبداً على قراره. 

 

من الواضح أنّ الاستياء المسيحي اليوم في لبنان قد بلغ ذروته، حيث أنّ المعركة المشتعلة على الجبهة الجنوبية أدّت، وفق مصادر سياسية متابعة، الى تراجع التركيز على الملفات الداخلية في المرحلة الاكثر حساسية التي تمرّ بها البلاد. ولعلّ الاستحقاق الرئاسي العالق بين الخلاف المسيحي – المسيحي من جهة، وبين حرب غزّة من جهة أخرى يعزّز الفراغ السياسي الذي يؤدّي الى تأزيم الوضع الداخلي في ظلّ حكومة تصريف الاعمال التي يرأسها نجيب ميقاتي، والتي تلقى معارضة شديدة من قِبل أفرقاء مسيحيين يطعنون بشرعيتها. وعليه، فإنّ “حزب الله”، وبحسب المصادر، لم يساهم في تعطيل البلاد في الملفّ الرئاسي وحسب، حين تمسّك برئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، بل أيضاً هدّد أمن لبنان حين اتّخذ القرار بالانخراط في المعركة من دون مشاورات مع شركائه ومن دون أن يحسب حساباً لتبعات هذه المعركة.

 

من جهتها، أوضحت مصادر سياسية مقرّبة من فريق 8 آذار  أن “حزب الله” لن ينخرط في أي سجال إعلامي مماثل، سيّما وأنه كان قد شرح لبعض القيادات المسيحية في بداية الحرب على غزّة وفي مقدّمهم رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، موقفه من التصعيد مع العدوّ الاسرائيلي في جنوب لبنان، بالإضافة الى نقاشه لبعض الملفات الداخلية وطرح وجهة نظره إزاءها! وأكّدت المصادر أن المعركة “الجديّة” مستمرة في الجنوب، وأنه من غير المُجدي الدخول في اشتباك ولو اعلامي مع أي طرف سياسي الا بعد انتهاء الحرب الفعلية والتفرّغ للملفات الداخلية، لأن الوضع اليوم لا يحتمل مزيداً من التوترات في الشارع اللبناني وخصوصاً مع القوى المسيحية.
وختمت المصادر، أن الخلاف السياسي لن يبدأ الا بعد حصول هدنة جدية، وحتى ذلك الحين سيبقى الخلاف من طرف واحد! 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى