آخر الأخبارأخبار دولية

إثيوبيا تؤكد استمرار حربها “الوجودية” ضد متمردي إقليم تيغراي وسط دعوات دولية للتهدئة


نشرت في: 05/11/2021 – 09:30آخر تحديث: 05/11/2021 – 09:31

بعد مرور عام على الحرب في إقليم تيغراي الإثيوبي، أعلنت أديس أبابا الخميس أنها ستواصل حربها “الوجودية” ضد المتمردين، فيما تواصل القوى الدولية المطالبة بوقف لإطلاق النار. ويتفاقم الوضع الإنساني السيء في الإقليم في ظل صعوبات جمة بإيصال المساعدات.

في رفض واضح للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، أعلنت الحكومة الإثيوبية الخميس أنها أوشكت على الانتصار في حربها المستمرة منذ عام ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، وتعهدت بمواصلة القتال.

بعد سنة يوما بيوم على إرسال الجيش الفدرالي إلى إقليم تيغراي في أقصى شمال إثيوبيا، قلب المتمردون في جبهة تحرير شعب تيغراي الوضع وأكدوا أنهم باتوا على مسافة مئات الكيلومترات من أديس أبابا.

وأعلن المتمردون خلال عطلة نهاية الأسبوع سيطرتهم على مدن استراتيجية عدة في أمهرة حيث حققوا تقدما بعدما استولوا على كامل مناطق إقليم تيغراي في حزيران/يونيو. وهم أكدوا الأربعاء أنهم سيطروا على بلدة كيميسي على مسافة 325 كيلومترا شمال العاصمة الإثيوبية.

وقال ناطق باسم جبهة تحرير شعب تيغراي إن متمردي تيغراي انضموا إلى مقاتلي جيش تحرير أورومو وهو مجموعة متمردة تابعة لاتينة أورومو وتحالفوا معهم. وقال ناطق باسم جيش تحرير أورومو إن أديس أبابا قد تسقط في غضون أسابيع.

وكتب مكتب اتصالات الحكومة الإثيوبية على فيس بوك بعد تقدم المتمردين نحو العاصمة أن “هذه ليست دولة تنهار تحت الدعاية الأجنبية! نحن نخوض حربا وجودية!”.

وإثيوبيا ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان (أكثر من 110 ملايين نسمة) هي عبارة عن مجموعة مختلفة من الشعوب المتحدة في نظام يعرف باسم “الفدرالية الإثنية”.

وفي واشنطن أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحافيين أن الولايات المتحدة “تشعر بقلق عميق” إزاء الوضع الراهن و”تطالب جميع الأطراف بإنهاء الأعمال العدائية على الفور، بما في ذلك الجبهة الشعبية لتحرير تيغري والحكومة الإثيوبية”.

وقال كبير المحللين في الشؤون الإثيوبية في مجموعة الأزمات الدولية وليام دايفيسون “بعد عام من الحرب، وصل الصراع الإثيوبي إلى مرحلة خطيرة جدا، ولم يظهر أي طرف بوادر تراجع”.

وكان آبي أحمد أعلن الانتصار في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بعدما أوفد جيشه إلى إقليم تيغراي لإطاحة السلطات المنشقة المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي بعدما اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية فدرالية.

لكن في حزيران/يونيو الماضي، استعاد مقاتلون موالون للجبهة الجزء الأكبر من المنطقة وواصلوا هجومهم في إقليمي عفر وأمهرة المجاورين. ويثير تقدم المتمردين قلق المجتمع الدولي.

تفاقم الوضع الإنساني

حذرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو اس إيد) الخميس من أن زحف المتمردين باتجاه العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قد يفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلا بعد سنة على بدء نزاع ينهش شمال البلاد.

وقال مسؤول كبير في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الخميس إن “أي زحف باتجاه أديس أبابا سيزيد من عمليات نزوح السكان وارتفاع في الحالات وتفاقم معاناة الشعب الإثيوبي”.

وأضاف “سيزيد ذلك بالتأكيد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية وتعقيدات إيصال هذه المساعدات”.

وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 400 ألف شخص باتوا على شفير المجاعة في تيغراي الخاضع لحصار “بحكم الأمر الواقع”.

وتتبادل الحكومة وجبهة تحرير شعب تيغراي الاتهامات بعرقلة نقل المساعدات وبتجويع السكان.

إلا أن مسؤول الوكالة الأمريكية اعتبر الخميس ان الحكومة تشن في تيغراي “عملية العرقلة الإنسانية الفاضحة الأكبر في العالم”.

وأوضح أنه “لم تدخل تقريبا أي كمية من الوقود والأموال النقدية والأدوية والإمدادات الطبية منذ أشهر ما يرغم المنظمات الإنسانية إلى خفض برامجها أو وقفها كليا”.

وفي الأسبوعين الأخيرين لم تصل أي مساعدة إنسانية إلى إقليم تيغراي حسب ما أكد المسؤول نفسه مشددا على أن الحاجات ستزداد في عفر وأمهرة حيث يفر مئات آلاف الأشخاص من المعارك.

وساطة

وصل الخميس جيفري فلتمان المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الإفريقي إلى إثيوبيا في محاولة لإيجاد حل سلمي للنزاع.

وأعلنت سفارة الولايات المتحدة الخميس أنها ستسمح بالمغادرة الطوعية لغالبية طاقمها ونصحت بعدم زيارة إثيوبيا مرجحة حصول “تصعيد جديد” واحتمال وقوع اضطرابات مدنية وأعمال عنف إثنية”.

ولا يزال منشور لآيي أحمد وجهه الأربعاء ويتوعد فيه “بدفن العدو بدمنا وعظامنا وبرفع عزة الإثيوبيين” متوافرا عبر الإنترنت.

من جانبها، نصحت السفارة البريطانية مواطنيها بـ”السعي إلى المغادرة” في الرحلات التجارية المتاحة.

وجدد الاتحاد الأوروبي دعواته إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات مقدرا أن “التصعيد الأخير (…) يهدد لجر البلاد إلى مزيد من الانقسامات والنزاعات المسلحة الأوسع وبمفاقمة وضع السكان”.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى