تواصل الاحتجاجات الشعبية في البلاد وسط تصاعد الضغوط الدولية من أجل عودة المدنيين إلى السلطة
نشرت في: 28/10/2021 – 14:48
تتواصل الاحتجاجات الشعبية في السودان لليوم الرابع على التوالي للمطالبة بعودة المدنيين إلى السلطة فيما قتل سبعة أشخاص على الأقل في اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن. سياسيا، اتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك بعد أن أفرج عنه من قبل الجيش، داعيا “إلى عودة المسار الديمقراطي والمدنيين إلى الحكم”.
غداة تباحثه الأربعاء مع رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك عقب إطلاق سراحه من قبل الجيش السوداني على إثر الانقلاب العسكري الذي عرفته البلاد، انتقد وزير الخارجية الأمريكي في اتصال هاتفي مع نظيرته السودانية مريم الصادق المهدى الخميس سيطرة الجيش السوداني على مقاليد الحكم واعتقال القادة المدنيين بالبلاد.
وكتب بلينكن في تغريدة على حسابه بموقع تويتر إنه “بحث مع الوزيرة السودانية أفضل السبل المتاحة أمام الولايات المتحدة لدعم الشعب السوداني في مطالبته بالعودة إلى الديمقراطية”.
وعبر بلينكن عن دعمه للمسار السياسي في السودان، فيما دعا مسؤولي الجيش وعلى رأسهم البرهان إلى إطلاق سراح كل المحتجزين السياسيين والعودة إلى المسار السياسي.
من ناحية أخرى، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بأن بلينكن بحث دعم واشنطن لانتقال مدني وفقا للإعلان الدستوري السوداني.
ويأتي هذا في وقت قرر القائد العام للجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إقالة سفراء السودان لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر والصين وفرنسا ورئيس البعثة السودانية بجنيف..
ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات الشعبية لليوم الرابع على التوالي، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص على الأقل. كما ارتفعت أيضا حدة الضغوط الدولية ضد مسؤولي الجيش ومن أجل عودة المدنيين إلى السلطة من جهة أخرى.
وكان مصدر دبلوماسي قد قال أيضا الثلاثاء إن سفراء السودان لدى 12 دولة منها الولايات المتحدة والإمارات والصين وفرنسا قد رفضوا استحواذ الجيش على السلطة في السودان الاثنين.
حمدوك لا يزال ملتزما بالتحول المدني الديمقراطي
من جهة أخرى، نقل مصدر مقرب من رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الذي أطيح به في انقلاب عسكري ووضع قيد الإقامة الجبرية، قوله الأربعاء إنه لا يزال ملتزما بالتحول المدني الديمقراطي. وأضاف نفس المصدر أن حمدوك شدد أيضا على التزامه بأهداف الثورة المناهضة للرئيس السابق عمر البشير في 2019 وحذر من استخدام العنف ضد المحتجين. وكان قد سُمح لحمدوك بالعودة إلى منزله الثلاثاء تحت حراسة مشددة.
وخرج آلاف السودانيين إلى الشوارع منذ استيلاء الجيش على السلطة من الحكومة الانتقالية الاثنين. وقُتل سبعة متظاهرين على الأقل في اشتباكات مع قوات الأمن وفق ما أعلن مدير الطب الشرعي السوداني هشام فقيري الخميس.
وقال فقيري لوكالة الأنباء الفرنسية “يوم الاثنين في الخرطوم، دخلت إلى المشارح سبع جثث لمتظاهرين وجثة جندي من قوات الدعم السريع.. في الأيام التالية، وصل عدد من الجثث بسبب أحداث العنف، وظهرت عليها آثار ضرب بأدوات حادة”.
وعزل البرهان المجلس المشترك بين المدنيين والعسكريين الذي تأسس لتوجيه البلاد نحو انتخابات ديمقراطية في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية في أبريل/نيسان 2019.
وزراء وقادة سياسيون لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة“.
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية التي قادت الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، r$ أعلنت سابقا مقتل أربعة “ثائرين بإطلاق نار من قوات المجلس العسكري الانقلابي” الاثنين خلال احتجاجات.
وأعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان الاثنين حلّ مجلس السيادة والحكومة وفرض حالة الطوارئ. كما تضمنت قراراته حل جميع الكيانات النقابية والاتحادات المهنية. وبالتالي، تسلّم العسكر إدارة البلاد وأطيح بالمدنيين من العملية الانتقالية.
مظاهرة “مليونية” السبت القادم
وأثار ذلك موجة احتجاج في البلاد، وانتقادات من المجتمع الدولي. وحاول الجيش استيعاب الانتقاد الدولي عبر إعادة رئيس الوزراء المقال عبد الله حمدوك الذي كان قد أوقف الاثنين، إلى منزله.
لكن مكتبه قال إنه لا يزال “تحت حراسة مشددة”، مشيرا إلى أن “عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة”.
ومساء الأربعاء، أصدرت وزارة الثقافة والاعلام التابعة للحكومة المطاح بها والرافضة للانقلاب، بيانا نشرته على صفحتها على فيس بوك أشارت فيه إلى أن الانقلابيين “يمارسون أفظع الانتهاكات بحق الثوار السودانيين”، واصفة إياها بأنها “ترقى لمستوى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية”.
وأضافت “تتم محاصرة الأحياء والشوارع بالسيارات المدرعة، والجنود المدججين بالبنادق، وتُسحل النساء، ويعتقل الأطفال ويُرمى الثوار السلميون بالرصاص الحي، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى”. ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى “مظاهرة مليونية” السبت ضد الانقلاب.
فرانس24/أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook