تواصل التحقيق في مقتل مديرة تصوير فيلم “راست” مع التركيز على عنصرين من الفريق
نشرت في: 24/10/2021 – 12:05
يواصل المحققون الأمريكيون التحري في مأساة فيلم “راست”، التي ذهبت ضحيتها مديرة التصوير، وأصيب فيها مخرج هذا العمل السينمائي في كتفه، إثر استخدام مسدس يحمل ذخيرة حية من الممثل أليك بالدوين، أظهر التحقيق حتى الآن أنه لم يكن يعلم بوجودها، وبالتالي لم تطلق أي ملاحقات قضائية ضده. ويركز المحققون في الوقت الحالي على شخصين في فريق الفيلم: المشرفة على الأسلحة ومساعد المخرج.
لايزال التحقيق متواصلا في ملابسات مقتل مديرة تصوير في الولايات المتحدة بطلقة رصاص، أطلقها الممثل أليك بالدوين خلال تصوير فيلم ويسترن “راست”، مع التركيز على المشرفة على الأسلحة ومساعد المخرج.
وقد أصيبت مديرة التصوير هالينا هاتشينز برصاصة في صدرها، أطلقها أليك بالدوين من سلاح استخدم أكسسوارا في فيلم “راست”، وفق تقرير التحقيق الأولي، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنها اطلعت عليه، قبل أن تنقل بالمروحية إلى مستشفى في نيو مكسيكو حيث أُعلنت وفاتها.
أما المخرج جويل سوزا الذي أصيب في كتفه في هذه الحادثة، فهو في طور التعافي. وقد كشف السبت في بيان نُقل إلى موقع “ديدلاين” أنه “مفجوع بخسارة صديقة وزميلة”. وأشار إلى أن هالينا كانت “مفعمة بالحنيّة والحياة والموهبة”.
المحققون يركزون على شخصين
ويركز المحققون على دور هانا غوتييريز ريد (24 عاما)، المشرفة على الأسلحة في موقع التصوير، لأنها هي التي حضرت، بحسب التقرير، المسدس الناري الذي خرجت منه الطلقة القاتلة. وكانت قد وضعته في عربة مع سلاحين آخرين.
ثم قام معاون المخرج دايف هالز، المعروف بطول باعه في هذا المجال، بإعطاء السلاح لبالدوين خلال التمرن على أحد مشاهد الفيلم، قائلا له إنه “بارد”، أي أنه غير محشو برصاص فعلي وفق المصطلحات المستخدمة في مجال التصوير السينمائي.
ولم يكن هالز على دراية بأن السلاح كان محملا برصاص فعلي، وفق ما جاء في تقرير لمركز الشرطة في سانتا في بولاية نيو مكسيكو.
للمزيد: لماذا تستخدم أسلحة حقيقية في مواقع التصوير السينمائي وكيف تقع الحوادث؟
وبعد الطلقة، رُدّ السلاح إلى غوتييريز ريد التي أخذت الرصاصة المستخدمة وسلّمتها إلى الشرطيين عند وصلوهم، بحسب التقرير.
ولم تطلق بعد أي ملاحقات قضائية في هذا الشأن، وفق ما أفاد ناطق باسم مكتب الشرطة.
وبقي أليك بالدوين طليقا بعد استجوابه، مع تمحور التحقيقات على فرضية الحادث العرضي.
وأصدر قاض الجمعة مذكرة تفتيش تخول قوى الأمن ضبط المعدات المرتبطة بالتصوير، فضلا عن الأسلحة والذخائر المستخدمة كأكسسوارات والملابس التي كان يرتديها الممثل وبقية أفراد الطاقم خلال وقوع الحادث.
مأساة “راست”
وحصلت المأساة في موقع “بونانزا كريك رانش” المستخدم على نطاق واسع لتصوير أفلام الويسترن، وقد ضربت الشرطة طوقا حوله ومنعت الدخول إليه.
و”راست” فيلم من نوع الويسترن (أفلام الغرب الأمريكي القديم)، من تأليف جويل سوزا وإخراجه ومن بطولة أليك بالدوين الذي يشارك أيضا في إنتاج العمل ويؤدي فيه دور رجل خارج عن القانون يدعى هارلاند راست يهب لنجدة حفيده البالغ من العمر 13 عاما والذي حُكم عليه بالإعدام شنقا بتهمة القتل.
وكتب الممثل البالغ من العمر 63 عاما على “تويتر” الجمعة: “لا أجد كلاما للتعبير عن ذهولي وحزني بعد الحادثة المأسوية التي أودت بحياة هالينا هاتشينز” (42 عاما)، مؤكدا “التعاون الكامل مع تحقيق الشرطة بشأن الطريقة التي حصلت فيها هذه المأساة”.
وأعاد لاحقا تداول مقال لـ “فاراييتي” على حسابه الخاص جاء في عنوانه أنه “اُعلم بأن السلاح الخلّبي آمن قبل الطلقة القاتلة”، من دون التعليق عليه.
توترات وسط فريق الفيلم
ونمّت المكالمة الهاتفية التي تلقّتها خدمة الإسعاف (على رقم 911) عن توترات سائدة على موقع تصوير هذا الفيلم محدود الميزانية.
وبحسب التسجيل الذي تم نشره، ردت صاحبة الاتصال التي لم يُكشف عن هويتها عندما سألتها مشغلة الهاتف عن وجود رصاص فعلي في السلاح، “لا يمكنني أن أؤكد الأمر… ومعاون المخرج المعتوه هذا الذي صرخ في وجهي وقت الغداء… من المفترض أن يتحقق من الأسلحة وهو مسؤول عما يحصل في الموقع”.
وكان ستة أفراد في الفريق التقني للفيلم قد غادروا موقع التصوير قبل ساعات من وقوع الحادثة تنديدا بشروط العمل والظروف الأمنية، بحسب ما أفادت صحيفة “لوس أنجليس تايمز”.
فقد شُغّل سلاح يُستخدم أكسسوارا في موقع التصوير مرتين على الأقل عن طريق الخطأ قبل الحادث، وفق ما نقلت الصحيفة عن مصادر لم تكشف عن هويتها لم تحدد إذا ما كان ذاك هو المسدس عينه الذي تسبب بالحادثة.
وكانت غوتييريز ريد التي لم تدلِ بعد بأي تصريح علني منذ وقوع الحادثة قد كشفت في بودكاست نُشر في مطلع أيلول/سبتمبر أنها ترددت في العمل على فيلمها السابق “ذي أولد واي” مع نيكولاس كايدج، لأنها لم تكن أكيدة من أنها مستعدة لذلك، لكنها أشارت إلى أن التصوير جرى على خير.
وفي السنوات الأخيرة طارت شهرة بالدوين في الولايات المتحدة بفضل تقليده المتقن لشخصية الرئيس السابق دونالد ترامب في برنامج “ساترداي نايت لايف” الساخر الشهير.
وكانت قد تدهورت سمعته في مطلع الألفية إثر طلاق مرير، لكن تحسنت صورته مجددا في أواخر العقد بفضل نجاح المسلسل الكوميدي “30 روك” الذي نال عن دوره فيه جائزتي “إيمي”.
وكانت هالينا هاتشينز المولودة في أوكرانيا والمقيمة في لوس أنجلس تُعتبر نجمة صاعدة في التصوير السينمائي.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook