لافروف يعترف بـ”جهود” طالبان لإحلال الاستقرار
نشرت في: 20/10/2021 – 12:12
في إطار محادثات دولية انطلقت الأربعاء في موسكو مع طالبان، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على “الجهود” التي تبذلها حركة طالبان لتحقيق الاستقرار في أفغانستان في إشارة إلى التهديدات الإرهابية التي تشهدها البلاد وسائر المنطقة.
أقر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء بما تبذله حركة طالبان من “جهود” لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، مشيرا إلى أن الخطر “الإرهابي” القادم من البلاد يهدد المنطقة بأسرها.
ويأتي تصريح لافروف خلال محادثات دولية أولى في موسكو مع الحكام الجدد لأفغانستان إذ قال “نعترف بالجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الوضع السياسي العسكري”، مشيرا إلى أن “هناك خطرا حقيقيا … لامتداد النشاطات الإرهابية وتهريب المخدرات… إلى أراضي البلدان المجاورة”.
للمزيد: أفغانستان – الغرب: هل من طريق نحو كابول؟
وتستضيف روسيا الأربعاء محادثات دولية حول أفغانستان بحضور حركة طالبان، سعيا لتأكيد نفوذها في آسيا الوسطى والدفع في اتجاه التحرك ضد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين يحتشدون بحسب قولها في هذا البلد الهش.
وتعتبر هذه المحادثات أحد أهم اللقاءات الدولية التي تحضرها طالبان منذ وصولها إلى السلطة في منتصف آب/اغسطس، وسيشارك فيها مسؤولون من عشر دول بينها الصين وباكستان.
وتأتي بعدما حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي من أن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” يحتشدون في أفغانستان لنشر اضطرابات في الجمهوريات السوفياتية السابقة الواقعة على حدود روسيا.
يترأس وفد طالبان نائب رئيس الوزراء عبد السلام حنفي وهو شخصية بارزة في القيادة الأفغانية الجديدة سبق أن أجرى محادثات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وجاءت هذه اللقاءات بعد محادثات جرت بين طالبان ومسؤولين أتراك في أنقرة.
من جانبها تعهدت بروكسل بتقديم مليار يورو لتجنب أزمة إنسانية بعد استيلاء الحركة على السلطة.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء أن أحد أهداف لقاء موسكو هو تعزيز “جهود المجموعة الدولية لمنع أزمة إنسانية”، قائلة إن تشكيل “حكومة جامعة” سيكون على جدول أعمال اللقاء وإن المشاركين سيصدرون بيانا مشتركا في ختام المحادثات.
وسبق أن استضافت موسكو ممثلين عن حركة طالبان في موسكو مرات عدة في السنوات الماضية بالرغم من أن الحركة مصنفة “منظمة إرهابية” في روسيا.
قلق
يعبر مسؤولون روس كبار بينهم بوتين عن قلقهم بشأن الأمن منذ تولي طالبان السلطة في أفغانستان وانسحاب القوات الأجنبية بعد تواجد استمر حوالى 20 عاما.
وحذر الرئيس الروسي الأسبوع الماضي من أن حوالى ألفي مقاتل موال لتنظيم “الدولة الإسلامية” تدفقوا إلى شمال أفغانستان مشيرا إلى أن قادتهم يخططون لإرسالهم الى دول آسيا الوسطى المجاورة للتنقل كلاجئين.
ولفت بوتين إلى أن قادة تنظيم “الدولة الإسلامية” في أفغانستان يسعون لتوسيع نطاق نفوذ المجموعة المتطرفة في أنحاء دول سوفياتية سابقة في وسط آسيا، وهي منطقة تعتبرها موسكو باحة خلفية لها، لإثارة نعرات دينية وعرقية.
بعد تولي طالبان السلطة، أجرت روسيا مناورات عسكرية الى جانب جمهوريات سوفياتية سابقة قريبة من أفغانستان.
وحذر لافروف أيضا من أن تهريب المخدرات من أفغانستان وصل إلى مستويات “غير مسبوقة”، وهو قلق عبر عنه الكرملين أيضا خلال لقاءات مع دول أخرى من آسيا الوسطى والصين.
على الرغم من مد اليد لطالبان، أوضح مسؤولون روس وبينهم بوتين أن موسكو لا تمضي في اتجاه اعتراف رسمي بالنظام الإسلامي.
وقال لافروف “الاعتراف الرسمي لا يجري بحثه وقد تم إعلان ذلك” لكنه لفت إلى أن روسيا وعلى غرار دول أخرى في المنطقة تبقي على اتصالات مع الحركة.
وفي ثمانينيات القرن الماضي، خاضت موسكو حربا كارثية استمرت عقودا في أفغانستان وأسفرت عن مقتل ما يصل إلى مليوني أفغاني وأجبرت سبعة ملايين على النزوح وأدت إلى مقتل أكثر من 14 ألف جندي سوفياتي.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook