آخر الأخبارأخبار محلية

الخطيب: لتثبت الدولة انها دولة بالفعل وتخرج من منطق تضييع الحقائق وإلا فعلى العدالة السلام

وطنية – وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب رسالة المولد النبوي الشريف من مقر المجلس، وقال فيها: “لمناسبة حلول عيد المولد النبوي الشريف نتوجه بالتهنئة والتبريك للبنانيين عامة وللمسلمين خاصة وان يوفقنا جميعا للاستفادة من هذه الفرصة التي وفرها الله تعالى للبشرية بعنايته بهم بعد كل ما خصها من نعمة الخلق والايجاد والتكوين والتكريم بتسخير هذا الكون وما فيه حتى الملائكة في خدمتها بارسال الرسل والانبياء لهدايتها الى ما فيه خيرها ورشادها، على ان النعمة الكبرى كانت بإهدائها الرحمة الالهية التي تجسدت برسول الله محمد، كما ورد في الاثر عنه “انما انا رحمة مهداة” فكان بنفسه رحمة بما حمل من صفات ومزايا أخلاقيه وانسانية عالية لم يبلغها احد غيره على الاطلاق ولن يبلغها الى يوم القيامة. وبهذا استحق ان يخاطبه المولى عز وجل بقوله “وانك لعلى خلق عظيم” دون ان يكون لذلك اثر في نفسه من الشعور بالفخر والغرور، وهي من صفات نفسه الكاملة التي بلغت حدا من السمو والعظمة تتواضع معها مواصفات اعظم الناس، فاستحق بذلك ان يكون الرسول الخاتم وان ينوه باسمه في التوراة والانجيل”.

أضاف: “الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون . (الأعراف: 155 – 157)
ويوضح المهام التي ينجزها على صعيد الانسانية دون تمييز وعنصرية، كما ارادها بنو اسرائيل، هذه المهام كما ورد في الآية الآنفة الذكر من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واحلال الطيبات وتحريم الخبائث، هي مهام مستمرة وباقية الى يوم القيامة يقوم عليها من آمن برسالته والتزمها منهجا وسلوكا الى يوم القيامة والتي من اهم معالمها اقامة العدل واحقاق الحق ومواجهة الباطل ونصرة المظلوم دون تمييز او تخصيص”.

وتابع: “إننا حينما نستعيد اليوم هذه الذكرى المباركة فإننا نستعيد هذه القيم الانسانية النبيلة وعلى رأسها قيم الحق والعدالة ونصرة المظلوم ومواجهة الظلم والظالمين التي كانت وما تزال اهم القضايا التي تعني الشعوب المقهورة والمظلومة وخصوصا شعوبنا العربية والاسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين وشعبها في مواجهة القوى الدولية العاتية التي تقف عائقا امامها وتمنعها من تحقيق ارادتها في الحرية والاستقلال والاستفادة من قدراتها الذاتية الهائلة في بناء مستقبل يليق بابنائها ويحفظ كرامتهم ويحقق آمالهم، وهي المساحة التي تشكل اليوم كما الامس المنطلق الاهم لصراعها الدامي في المواجهة مع قوى الهيمنة والعدوان التي بدلت جلدها وحولت المهمة الى وكلائها الداخليين الذين قبلوا هذه المهمة للاسف ووضعوا أنفسهم متاريس يعيقون عملية التحرر مقابل أوهامٍ موعودة لم يسبق يوما ان كان مشغلهم وفيا مع عملائه.
ولقد كانت التجربة مريرة في لبنان مع هذه القوى ممثلة بالعدو الاسرائيلي، دفع اللبنانيون فيها ثمنا كبيرا من حياتهم وابنائهم وارزاقهم واستقرارهم، واستخدم فيها العدو كل مكره وخبثه واوقع الاحتراب الداخلي بينهم ولم يكن باستطاعتهم الخروج منها الا بفضل المقاومة التي فرضت نفسها بقوة الحق والتضحية والدم الذي سال غزيرا، واجبر العدو على الاندحار، وعملاءه ووكلاءه على الاختباء ريثما تحين فرصة الخروج من جديد لتنفيذ المهام التي تفرضها الوقائع المستحدثة”.

وأردف: “قد بينت الوقائع التي شهدناها على الساحة اللبنانية بعد الاندحار المحاولات الاسرائيلية الحثيثة إنتقاما لهزيمتها المشهودة وخصوصا بعد حرب تموز (الفين وستة) بفعل العمل البطولي لأداء المقاومة، محاولات عديدة بالاستعاضة عن العمل الحربي المباشر بأشكال عديدة وغير مرئية وغير مباشرة وبقصد إيقاع قوى المقاومة بحروب داخلية وخارجية عبر اختراعها لقوى تكفيرية انتهت الداخلية منها الى الفشل الذريع والخارجية الى تسجيل المقاومة انتصارات كبيرة ادت الى حمايتها وحماية لبنان واللبنانيين من الوقوع فريسة سهلة للعدو خرجت منها اكثر قوة ومنعة بفضل وعي قيادتها وجمهورها الذي ابلى بلاء حسنا في هذه التجربة.
ولقد ثبت للبنانيين بشكل قاطع عبر كل هذا التاريخ حرص قوى المقاومة وقيادتها والقوى الداعمة لها، واخص بالذكر دولة الرئيس الوطني بامتياز الاستاذ نبيه بري وسماحة السيد حسن نصر الله والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى حرصها على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي وعلى حساب مصالحهم الخاصة والعمل الحثيث على مواجهة المظالم التي ارتكبت بحقهم بكل الوسائل الراقية والصبر والحكمة والاناة، وبالخطاب المليئ بالمنطق والحكمة والعقل على مخاطبة الرأي العام والرأي الآخر بكل هدوء لبيان مخاطر هذا الاستهداف على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي واحقية موقف المقاومة وسلامة اهدافها في كل الاحداث التي افتعلت في مواجهتها والاساليب التي استخدمت للقضاء عليها، من اعلامية سخرت لها الاقلام المأجورة والالسنة الخبيثة والتحليلات المغرضة ومحاولات الدس الرخيص بقصد بث الخوف لدى ابناء بعض الطوائف وتجييشهم لمواجهتها، ولم تسلم حتى البيئة الحاضنة لها من محاولات تأليبها على المقاومة في حربٍ لم نشهد لها مثيلا من قبل باءت كلها بالفشل حتى كانت حادثة تفجير المرفأ المشؤومة وما ادت اليه، حاول هذا الفريق اضافتها الى انهيار البلد اقتصاديا ونقديا وتحميلها الى هذا الطرف عبر قاض أضاع البوصلة ودخل في هذا المزاد الخطير ليستكمل هذا المشهد بالمجزرة المروعة التي ارتكبتها عصابة الغدر بجر البلد الى حرب اهلية لم تستطع كل المحاولات السابقة بلوغها”.

وقال: “لم تكن قوى المقاومة امل وحزب الله وقيادتهما واهالي شهداء المجزرة في هذه الحادثه اقل وعيا من سابقاتها في عدم تضييع الهدف وهو تفويت الفرصة على العدو الخارجي المتربص وعدو الغدر الداخلي وهو مرتكب الجريمة دون غيره والذي شكل على الدوام لغم التفجير للحرب الاهلية لأوهام التأسيس لكانتون اسرائيلي آخر، فوتت قيادة امل وحزب الله عليهم جميعا هذا الهدف بما يمتلكه من جلد وحكمة وصبر وفي سبيل حفظ لبنان واللبنانيين جميعا وان يبقى لبنان قويا وعزيزا، ان غريمنا الوحيد وحزبه اصبح معروفا لدى اللبنانيين وقد وفر علينا ذكر اسمه بعد ان دل على نفسه بشكل لا لبس فيه وننتظر من التحقيق ان يظهره بشكل واضح.
وانا اليوم وبهذه المناسبة العزيزة، ولادة الرسول الاكرم ادعو اللبنانيين الى مراجعة هادئة للخطابات والمواقف التي صدرت عن هذا الفريق فريق امل وحزب الله والفريق الآخر المتآمر وعلى رأسه الجهة التي ارتكبت جريمتها الغادرة بحق مواطنين لبنانيين مارسوا حقهم القانوني في التعبير عن حقهم في الدفاع عن انفسهم وعن العدالة في كشف المجرمين والمسؤولين عن قتل مئتين وعشرين شهيدا ضحية جريمة المرفأ التي انحرف المحقق العدلي عنها وهو دفاع عن لبنان كل لبنان وعن احقاق الحق، والاستماع في المقابل الى خطاب هذا الفريق القاتل المليئ بالحقد والكراهية والتجييش الطائفي البعيد عن كل منطق وحق والخالي عن اي مصلحة وطنية وعن اي غاية انسانية شريفة”.

وختم: “انني أدعو اللبنانيين جميعا الى المقارنة بين هذين المنطقين وبين تاريخ كل منهما وليكن الضمير هو الحاكم، بدل ان نسمع للاسف مواعظ السلاطين التي تحمل كل شيء الا قول الحقيقة وتعمي الامور وتخلطها حتى تضيع الحقيقة. اننا رغم هذه الجريمة الغادرة وما خلفته من جروح عميقة وعلى خلاف ما يدعيه الجزار احتكمنا الى مؤسسات الدولة التي جعل نفسه خلافا لادعائه بديلا عنها جارا البلد الى اتون حرب اهلية وهذا يرتب على المسؤولين القيام بمسؤولياتهم في تحقيق شفاف وتحميل المسؤولية للمرتكبين والاقتصاص منهم وفضح المحرضين والاعلان عنهم بشكل صريح.
اننا بانتظار ان تثبت الدولة انها دولة بالفعل واننا خرجنا من منطق تضييع الحقائق ولفها وإلا فعلى العدالة السلام. ونقول اخيرا اننا لن نسكت عن دماء ابنائنا تذهب هدرا. واختم بما بدأت به في الدعاء بالرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والصبر لعوائلهم، متمنيا للبنانيين عيدا سعيدا بميلاد نبي الرحمة نبي العدالة والحق والهدى للعالمين”.

================إ.غ.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى