روسيا تقرر تجميد عمل بعثتها لدى حلف شمال الأطلسي على خلفية قضية تجسس
نشرت في: 19/10/2021 – 12:25
قررت روسيا تعليق عمل بعثتها لدى حلف شمال الأطلسي وإغلاق مكتب الارتباط التابع للحلف لديها، ردا على سحب أوراق اعتماد ثمانية من أعضاء البعثة الروسية لدى الحلف بتهمة التجسس، حسبما أعلن الاثنين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موضحا بأن القرار سيدخل حيز التنفيذ في الفاتح من نوفمبر/تشرين الثاني. ويتفاقم التوتر السائد منذ سنوات بين روسيا والغرب، بدءا من العقوبات إلى تبادل عمليات طرد دبلوماسيين وصولا إلى اتهامات بالتدخل في انتخابات وبالتجسس وهجمات معلوماتية نسبت إلى موسكو.
أعلنت روسيا الاثنين تعليق عمل بعثتها لدى حلف شمال الأطلسي وإغلاق مكتب الارتباط التابع للحلف في موسكو، بعد سحب أوراق اعتماد ثمانية من أعضاء البعثة الروسية لدى الحلف بتهمة التجسس.
وتشكل هذه الخطوة دليلا جديدا على التوتر الشديد السائد منذ سنوات بين روسيا والغربيين، بدءا من العقوبات إلى تبادل عمليات طرد دبلوماسيين وصولا إلى اتهامات بالتدخل في انتخابات وبالتجسس وهجمات معلوماتية نسبت إلى موسكو. وتأخذ روسيا من جانبها على الناتو طموحه بالتوسع إلى حدودها عبر ضم أوكرانيا وجورجيا، الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين اللتين تعتبرهما موسكو جزءا من دائرة نفوذها، إلى صفوفه.
“ظروف العمل المشترك لم تعد متوفرة”
وفي هذا الصدد، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “إثر بعض الإجراءات التي اتخذها حلف شمال الأطلسي، لم تعد الظروف الأساسية لعمل مشترك متوفرة” موضحا بأن هذه القرارات سيبدأ تطبيقها في 1 نوفمبر/تشرين الثاني. ومن ثم ستعلق روسيا إلى أجل غير مسمى عمل بعثتها في بروكسل لدى الحلف الأطلسي وكذلك مكتب الارتباط القائم في السفارة البلجيكية في موسكو والذي يتولى التنسيق بين الحلف في بروكسل ووزارة الدفاع الروسية.
كما أعلن لافروف “وقف أنشطة مكتب الإعلام التابع لحلف الأطلسي” الذي يحدد الحلف مهمته “بتحسين الاطلاع والتفاهم المتبادلين”. وتابع الوزير أنه منذ 2014 وضم روسيا شبه جزيرة القرم “خفض حلف الأطلسي بقوة اتصالاته مع بعثتنا. من الجانب العسكري لم يحصل أي اتصال منذ ذلك الحين”. وأكد أن الناتو “ليس مهتما بحوار أو عمل من الند للند”، مضيفا “لا نرى ضرورة لكي ندعي بأن تغييرا ما ممكن في مستقبل منظور”. وصرح لافروف “إذا حصل شيء طارئ، فإن الحلف يمكنه في المستقبل الاتصال بالسفير الروسي في بلجيكا”. هذا، وورد في بيان للخارجية الروسية أن”النهج الذي يتبعه التحالف تجاه بلادنا يزداد عدائية”.
الناتو: عززنا قدراتنا الردعية
في المقابل، أعرب الحلف الأطلسي عن “أسفه” لقرار موسكو، وقالت المتحدثة باسمه أوانا لونغسكو “لقد عززنا قدراتنا الردعية والدفاعية ردا على ممارسات روسيا العدائية، لكننا منفتحون على الحوار”. والاثنين قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن “القرار الروسي أكثر من مؤسف”، معتبرا أنه “سيطيل أمد العلاقات الجليدية” بين روسيا والحلف الأطلسي.
وتأتي كل هذه التطورات ذلك بعد اتهامات بالتجسس. ففي في مطلع أكتوبر/تشرين الأول أعلن حلف الناتو سحب أوراق اعتماد ثمانية أعضاء في البعثة الروسية في بروكسل بتهمة أنهم “عملاء للاستخبارات الروسية غير معلنين”. وجهت أصابع الاتهام إلى روسيا في “أنشطة مسيئة” متزايدة في أوروبا بحسب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.
بدورها، اعتبرت روسيا أن الحلف السياسي-العسكري الذي أسسه عام 1949 خصوم الاتحاد السوفياتي أثبت رفضه لتطبيع العلاقات. وكان الحلف قد قرر في مارس/آذار 2018 سحب أوراق اعتماد سبعة أعضاء من البعثة الروسية وطردهم من بلجيكا إثر تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا. وخفض عدد أوراق اعتماد أعضاء البعثة الروسية في بروكسل آنذاك من 30 إلى 20. وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2021، خفض هذا العدد بشكل إضافي ليصل إلى 10.
وعلى الرغم من التوتر الشديد، عقدت القيادة العسكرية الروسية العليا لقاءات عدة منذ 2014 مع قادة عسكريين من حلف الأطلسي أو البنتاغون في دول أخرى. ففي فبراير/شباط 2020، التقى رئيس هيئة أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف في أذربيجان القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال الأمريكي توم ولترز. وفي سبتمبر/أيلول 2021، التقى غيراسيموف نظيره الأمريكي مارك مايلي في هلسنكي في فنلندا بعد لقاء سابق عقد في ديسمبر/كانون الأول 2019.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook