مقتل ستة أشخاص على الأقل في تبادل لإطلاق النار خلال مظاهرة لأنصار حزب الله وحركة أمل في بيروت
نشرت في: 14/10/2021 – 22:28
قتل ستة أشخاص على الأقل وأصيب ثلاثون آخرون الخميس في تبادل لإطلاق النار في العاصمة اللبنانية بيروت تزامنا مع مظاهرة لأنصار حزب الله وحركة أمل الشيعية ضد المحقق العدلي في تفجير مرفأ بيروت. واتهم حزب الله حزب القوات اللبنانية بإطلاق النار على المتظاهرين، لكن الأخير نفى الاتهامات واعتبر أنها “نتيجة عملية للشحن الذي بدأه” حسن نصر الله “منذ أربعة أشهر بالتحريض على المحقّق العدلي” في انفجار مرفأ بيروت.
أدى تبادل لإطلاق النار والقذائف الصاروخية خلال اشتباكات تزامنا مع مظاهرة لمناصرين من حزب الله وحركة أمل ضد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق بيطار، لمقتل ستة أشخاص وإصابة ثلاثين آخرين على الأقل بجروح.
للمزيد – عودة على التغطية المباشرة لأحداث العنف في لبنان: 6 قتلى على الأقل في إطلاق نار ببيروت
وتحولت مستديرة الطيونة، على بعد عشرات الأمتار من قصر العدل حيث مكتب بيطار، إلى ساحة حرب شهدت إطلاق رصاص كثيفا وقذائف ثقيلة وانتشار قناصة على أسطح أبنية، على الرغم من تواجد وحدات الجيش وتنفيذها انتشارا سريعا في المنطقة.
الخبير القانوني مروان صقر
وأعلن الجيش اللبناني أنه “خلال توجه محتجين إلى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة- بدارو”، محذرا من أن وحداته “سوف تقوم باطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرقات وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار”. وناشد المدنيين إخلاء الشوارع.
حزب الله وحركة أمل “مجموعات من حزب القوات اللبنانية”
وقال وزير الداخلية بسام مولوي إن “الإشكال بدأ باطلاق النار من خلال القنص” ما أسفر عن “إصابات بالرأس”.
وقالت مديرة الطوارئ في مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية لبيروت مريم حسن أن بين القتلى الذين وصلوا إلى المستشفى امرأة في الرابعة والعشرين من العمر أصيبت جراء طلق ناري في الرأس خلال تواجدها في منزلها.
واتهم حزب الله وحركة أمل “مجموعات من حزب القوات اللبنانية”، أبرز الأحزاب المسيحية التي شاركت في الحرب الأهلية (1975-1990) ويعد اليوم معارضا شرسا لحزب الله، بـ”الاعتداء المسلح” على مناصريهما.
سقوط ستة قتلى على الأقل
من جهته، استنكر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ما حصل في محيط منطقة الطيونة، معتبرا أن ” السبب الرئيسي لهذه الأحداث هو السلاح المتفلت والمنتشر والذي يهدد المواطنين في كل زمان ومكان”.
نجيب ميقاتي: “أحداث اليوم هي انتكاسة للحكومة لكن سنتجاوزها”
وفي ردة فعل مقتضبة، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن أحداث اليوم هي “انتكاسة للحكومة لكن سنتجاوزها”. وأضاف: “لبنان يمر بمرحلة ليست سهلة بل صعبة، التشبيه كالمريض أمام غرفة الطوارئ، مع تشكيل الحكومة دخلنا غرفة الطوارئ”. ومضى يقول “لا يزال أمامنا مراحل كثيرة للشفاء التام”.
بدورها، حضت الولايات المتحدة على نزع فتيل التوتر في لبنان، وقال المتحدث بإسم الخارجية نيد برايس للصحافيين: “نضم صوتنا إلى السلطات اللبنانية في دعوتها إلى التهدئة ووقف تصعيد التوتر”.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صباحا صورا لأطفال يجلسون أرضا في إحدى القاعات المدرسية، ما أعاد إلى الأذهان بالنسبة لكثيرين ذكريات الحرب الأهلية المؤلمة.
خالد الغرابلي عن أحداث بيروت
ماذا تقرر محكمة التمييز المدنية؟
ويخشى كثيرون أن تؤدي ضغوط حزب الله وحليفته حركة أمل إلى عزل بيطار على غرار سلفه فادي صوان الذي نُحي في شباط/فبراير بعد ادعائه على مسؤولين سياسيين.
ومنذ ادعائه على رئيس الحكومة السابق حسان دياب وطلبه ملاحقة نواب ووزراء سابقين وأمنيين، تقدم أربعة وزراء معنيين بشكاوى أمام محاكم متعددة مطالبين بنقل القضية من يد بيطار، ما اضطره لتعليق التحقيق في القضية مرتين حتى الآن.
وعلق بيطار الثلاثاء التحقيق بانتظار البتّ في دعوى مقدمة أمام محكمة التمييز المدنية من النائبين الحاليين وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال السابق غازي زعيتر، المنتميان لكتلة حركة أمل.
صحافي لبناني مختص في الشؤون القضائية
وأفاد مصدر قضائي لوكالة الأنباء الفرنسية أن محكمة التمييز المدنية رفضت الدعوى على اعتبار أن الأمر ليس من صلاحيتها لأن بيطار “ليس من قضاة محكمة التمييز”.
وإثر القرار، يستطيع بيطار استئناف تحقيقاته. وهذه المرة الثانية التي يرفض فيها القضاء دعوى مماثلة ضدّ بيطار لعدم اختصاص المحكمة النظر فيها.
وكان مقررا أن تعقد الحكومة بعد ظهر الأربعاء جلسة للبحث في مسار التحقيق، غداة توتر شهده مجلس الوزراء بعدما طالب وزراء حزب الله وحركة أمل بتغيير المحقق العدلي. إلا أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قرر تأجيل اجتماع الأربعاء إلى موعد يحدد لاحقا بانتظار التوصل إلى حل.
مراسلة فرانس24 في بيروت
وتسبب انفجار ضخم في الرابع من آب/أغسطس 2020 بمقتل 214 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، عدا عن دمار واسع في العاصمة. وعزت السلطات الانفجار إلى تخزين كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم بلا تدابير وقاية. وتبين أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook