آخر الأخبارأخبار محلية

التفاوض المباشر… هل يُبعد شبح الحرب الإسرائيليّة عن لبنان؟

سجّل لبنان نقطة في مرمى العدوّ الإسرائيليّ، بعدما أعلنت رئاسة الجمهوريّة عن تعيين السفير السابق سيمون كرم، لترؤس الوفد اللبنانيّ في لجنة “الميكانيزم”، ما رأت فيه أوساط دبلوماسيّة أنّه مكسب لبيروت على حساب تل أبيب، بعدما كانت إسرائيل تُطالب بتعيين مُفاوضين غير عسكريين لإجراء مُحادثات مباشرة ورسميّة، وسط التهديد بعملٍ عسكريّ بسبب مُعارضة “حزب الله” لهذا الأمر.








 
وبينما اعتبرت الولايات المتّحدة أنّ الخطوة اللبنانيّة إيجابيّة، وتفتح الطريق للتفاهم أكثر مع إسرائيل لإبعاد شبح الحرب عن لبنان، والدخول في مُفاوضات مباشرة من أجل حلّ أبرز الخلافات بين البلدين، تماماً كما يجري بين دمشق وتل أبيب منذ أشهر، فإنّ تعيين شخصيّة مدنيّة بين كلّ من لبنان وإسرائيل، لا يعني بحسب العديد من المراقبين إنتهاء الخروقات والأعمال العدائيّة، وأبرز دليلٍ على ذلك، ما يقوم به الجيش الإسرائيليّ في سوريا، من توسّعٍ وتدخلٍ في شؤون السوريين، واستمرار الغارات هناك، على الرغم من المُحادثات السوريّة – الإسرائيليّة، والضغوطات الأميركيّة بهدف الإتّفاق أمنيّاً بين الرئيس أحمد الشرع ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على أسسٍ تُحدّد العلاقة بين بلديهما.
 
وبعد يوم واحدٍ من إجتماع لجنة “الميكانيزم” بحضور كرم، شنّت إسرائيل سلسلة غارات على أهداف في الجنوب، زعمت أنّها لأماكن يُخزّن فيها “حزب الله” الأسلحة.
 
ويُنقل عن مصادر سياسيّة، أنّ تجاوب لبنان مع إسرائيل في إشراك مُفاوضين مدنيين، فرمل الحرب الإسرائيليّة التي كانت تُشير تقارير من تل أبيب، إلى إمكانية حصولها في بداية العام المُقبل. لكن في المقابل، يرى مراقبون أنّ “نتنياهو والإدارة الأميركيّة قد يزيدان من ضغوطاتهما الآن، لانتزاع ما فشلا في تحقيقه عسكريّاً، عبر تسريع وتيرة نزع سلاح “حزب الله”، وجرّ اللبنانيين إلى التطبيع، وخصوصاً وأنّ الإسرائيليين اعتبروا أنّ تعيين كرم، فرصة لتعزيز العلاقات الإقتصاديّة بين البلدين.
 
وفي ما يخصّ “حزب الله”، فقد سارع مُناصروه للنزول إلى الشارع في الضاحية الجنوبية ليل الأربعاء، للتعبير عن رفضهم في إجراء مُحادثات مباشرة بين لبنان وإسرائيل. وبانتظار حسم أمين عام “الحزب” الشيخ نعيم قاسم لموقف “المقاومة” من هذه المسألة، يرى المراقبون أنّ “حارة حريك ستُسجّل إعتراضات على تعيين كرم، وستعتبره رضوخاً للإملاءات الإسرائيليّة والأميركيّة، مع التحذير من مطالب الإسرائيليين الهادفة إلى التضييق على “حزب الله”، من خلال نزع سلاحه”.
 
لبنان عبر تعيين كرم سيقول لإسرائيل إنّ “الأمر لي” في موضوع حصر السلاح، وقد عبّر رئيس الحكومة نواف سلام عن هذا الأمر خلال مُقابلة صحافيّة يوم الأربعاء، عبر تشديده على بسط الدولة لسيادتها على كامل أراضيها ونزع السلاح واسترجاع قرار الحرب والسلم، وطمأن “الحزب” أنّ لا مُفاوضات سلام مع تل أبيب، داعياً إياه إلى الرجوع إلى الشرعيّة، لأنّ سلاحه لم يحمِ اللبنانيين من الحروب والإعتداءات الإسرائيليّة.
 
وفي هذا السياق، يُذكّر المراقبون أنّ “إسرائيل تتحجج ببطء الجيش في تنفيذ خطّة نزع السلاح، وبإعادة كلّ من “حزب الله” وحركة “حماس” بناء قدراتهما البشريّة والعسكريّة في لبنان، وتتّهم “اليونيفيل” بالتستّر على ما يقوم به “الحزب” في جنوب الليطاني، ما يُحتّم القيام بعملٍ عسكريّ كبيرٍ في القريب العاجل، لمنع “المُقاومة” وحلفائها من استرجاع قوّتهم”.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى