الواقع الافتراضي يهرب بأطفال غزة بعيدا عن أهوال الحرب – DW – 2025/12/4

داخل خيمة بيضاء في الزوايدة، إحدى بلدات قطاع غزة يعيش أطفال غزة تجربة جديدة، تنقلهم من أهوال الحرب إلى عالم آخر مليء بالطبيعة والطيور التي افتقدوها خلال الحرب التي امتدت لأكثر من عامين.
تصاعدت أصوات أطفال غزة بحماس وفرح وهم يتجولون في عالم افتراضي، بفضل نظارات يضعونها على عيونهم، في إطار برنامج علاجي يهدف إلى إبعادهم عن أهوال الحرب ومساعدتهم على العلاج النفسي.
يهدف العلاج بالواقع الافتراضي، بحسب القيمون على برنامج “تيك ميد غزة” Techmed Gaza، إلى تحسين الصحة النفسية للأطفال، مشيرين إلى إنه يمكن أن يحقّق نتائج أسرع مقارنة بجلسات العلاج التقليدي.
أطفال غزة في عالم آخر بعيداً عن الحرب
يجلس أحد الأطفال على كرسي متحرك بينما يجلس الآخرون على كراسي بلاستيكية، يحركون رؤوسهم لاستكشاف عالم جديد داخل نظارات الواقع الافتراضي، يرون من خلالها شطآن، وبحار، وحدائق، ومدن آمنة، وطيور.
يتفاعل الأطفال مع المشاهد الافتراضية بفرح وحماس ودهشة، من بينهم صلاح أبو ركب 15 عاماً، أصيب بجروح في الرأس أثناء الحرب التي توقفت نسبياً بعد سنتين، إذ وضع أحد المشرفين نظارة على رأس صلاح.
قال صلاح لوكالة فرانس برس: “نشعر بالراحة فيها، نستمتع بها، ومن خلالها ندخل إلى حديقة، وندخل إلى أماكن بها حيوانات وتجارب مشابهة”، وعند سؤاله عما يراه، يجيب: “إنها كلها أشجار. لا شيء سوى أشجار وعشب وزهور”.
الواقع الافتراضي بارقة أمل لعلاج أطفال غزة
يقول المشرف على الصحة النفسية عبد الله أبو شمالة: “إن النظارات لا تهدف فقط إلى الهروب من الواقع، وإنما يمكن من خلال البرمجة تصميم ألعاب ذات أهداف علاجية، وقائية، وتنموية تساعد الطفل على التأهيل أو تمكينه من التعامل مع حياته بشكل أفضل”.
ويضيف أبو شمالة: “أثبتت هذه التقنية نجاعتها على مدار عام كامل من العمل مع العديد من الأطفال، بما في ذلك الأطفال المبتورو الأطراف نتيجة الحرب، والأطفال المصابون، ومن تعرضوا لأحداث صادمة جداً”.
وتقول تيريزا زكريا، مديرة عمليات الإغاثة الإنسانية في منظمة الصحة العالمية إن الإصابات الناتجة عن الحرب لها آثار نفسية، وإن الناجين يكافحون للتغلّب على الصدمة النفسية والفقدان والعيش اليومي في ظروف صعبة.
يفتقر قطاع غزة لخدمات الدعم النفسي والاجتماعي، ويحتاج حوالي مليون طفل، أي جميع الأطفال في قطاع غزة إلى دعم نفسي واجتماعي بعد عامين من حرب مروّعة وفق جوناثان كريكس، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وتعتمد جلسات الواقع الافتراضي على برامج مصممة خصيصاً للأطفال الذين يعانون من صدمات، مع مراعاة حالتهم الجسدية والنفسية، ومساعدتهم على إعادة بناء تصورات إيجابية عن العالم.
قال أبو شمالة إن الأطفال في هذا البرنامج “لدى دمجهم مع هذه التقنية أبدوا استجابة قوية جداً ونتائج إيجابية للغاية”.
وأكد أبو شمالة أن العلاج والشفاء والوصول إلى الاستقرار باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي كان أسرع من الجلسات العادية، وقال: “في الجلسات العادية دون الواقع الافتراضي، عادة نحتاج إلى حوالى 10 إلى 12 جلسة، بينما مع الواقع الافتراضي يمكن تحقيق النتائج في خمس إلى سبع جلسات فقط”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





