آخر الأخبارأخبار محلية

الثنائي متفاهم على الحصص والتحالفات وهاجس التيار الحفاظ على عدد النواب

كتبت” الاخبار”: يبدو أن النقاش الأولي بين حركة أمل وحزب الله حول الانتخابات النيابية قد بدأ بالفعل. ويتركز البحث ليس فقط على آلية التعاون في المرحلة المقبلة، بل أيضاً على تثبيت الحصص المخصصة لكل طرف في اللوائح، إضافة إلى درس التحالفات المحتملة مع بقية القوى.

وأشار مطلعون إلى أن الرئيس نبيه بري ليس في وارد إدخال تغييرات كبيرة على أعضاء كتلته النيابية، ربما باستثناء مقعد واحد فقط.
وهو أبلغ حزب الله أنه لن يتخلى عن النائب علي عسيران، ولا ينوي إجراء مقايضات في أكثر من دائرة. في المقابل، لم يحدد حزب الله بعد أسماء مرشحيه النهائيين أو ما إذا كان سيجري أي تعديلات، في ظل أجواء داخل الحزب تشير إلى احتمال عزوف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، عن خوض الانتخابات بسبب المهمات الجديدة الملقاة على عاتقه في قيادة الحزب.
كذلك أبلغ بري سائليه أنه لن يرشح الوزير ياسين جابر عن مقعد النبطية، لكون الأخير ملتزماً بقرار حكومة الرئيس نواف سلام التي نص بيانها الوزاري على عدم ترشح أي عضو من الحكومة للانتخابات. وجاء ذكر جابر في معرض الحديث عن أن المقعد الوحيد الذي يفكر بري بتعديله، هو الذي يشغله حالياً النائب ناصر جابر، وسط تقديرات بأن بري يتحسب لموجة ضغوط خارجية تريد أن يكون الوزير جابر نائباً في المجلس، مع وجود اعتراضات داخل حركة أمل خشية أن يصبح جابر المرشح المقبل لرئاسة المجلس النيابي.
وبحسب ما هو متداول، فقد اتفق حزب الله وحركة أمل على أن التحالف ممكن مع قوى وشخصيات بحسب كل منطقة، وأن بري شدّد على أهمية تثبيت التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي في الجنوب والبقاع الغربي وبيروت وبعبدا. كما ناقش موضوع المقعد الدرزي في حاصبيا مع النائبين السابقين وليد جنبلاط وطلال أرسلان، وأبدى تأييده لتوافقهما على إعادة ترشيح المصرفي مروان خيرالدين، رغم تأكيد الأخير أنه غير مستعد لهذا الأمر. ولم يتضح بعد موقف حزب الله من هذا الترشيح، خصوصاً أن قواعد الحزب كانت قد عبّرت عن رفضها للأمر في الدورة السابقة. ويولي الثنائي أهمية لأن تشمل التسوية مع جنبلاط مقعد أرسلان في عاليه، ويتردد أن بري طلب من أرسلان الترشح شخصياً عن المقعد، بدلاً من ترشيح نجله مجيد، وهو ما يمثل تحدياً أمام جنبلاط لإقناع ابنه النائب تيمور جنبلاط بهذا التحالف، في ظل مشكلات بدأت تطلّ برأسها، من بينها قرار جنبلاط الابن الاستغناء عن النائب مروان حمادة، وعدم الأخذ بطلبه ترشيح نجله كريم مكانه عن المقعد الدرزي الثاني في الشوف. كما يجري الحديث عن نية جنبلاط نقل النائب فيصل الصايغ إلى عاليه، وترشيح شخصية جديدة في بيروت. أما بالنسبة إلى التحالف مع التيار الوطني الحر، فإن بري يوافق حزب الله على أهمية التحالف مع التيار في جزين وبيروت والبقاع الغربي وبعلبك – الهرمل، على أن يتم البت لاحقاً بملفي بعبدا وجبيل، خصوصاً أن الثنائي يشترط عدم إبعاد مرشحهما عن جبيل قبل أي اتفاق على دائرة بعبدا، حيث يحتدم التنافس بين النائب آلان عون ومرشح التيار المحتمل فادي أبو رحال.  

وفي مقال ثان ، كتبت” الاخبار”: قرّر النائب جبران باسيل منذ شهور بأن يقضي كل الوقت المتبقي قبل الانتخابات النيابية في العمل الميداني في كل المناطق التي سيخوض فيها التيار الانتخابات. ويستند باسيل في ذلك إلى كوادر التيار والمرشحين المحتملين لتعزيز الحضور الشعبي في جولاته، ويسعى إلى معالجة الصدع التنظيمي في بعض المناطق.
وفي الوقت الحالي، لم يحسم باسيل أسماء المرشحين النهائيين، طالباً من الراغبين في الاستمرار بالعمل من أجل مصلحة التيار أولاً، ثم مصلحتهم الشخصية، علماً أن استطلاعات الرأي التي يعتمدها التيار في مراحل معينة من أجل اختيار المرشحين، قد رست على عدد من الأسماء.
ورغم أن باسيل ليس معنياً اليوم بإحداث تغييرات كبيرة في الدوائر التي ستشهد معارك قوية، فإنه يركز على إنتاج مرشحين جدد لمواجهة النواب الذين أعلنوا خروجهم من التيار، ولا سيما في بعبدا والمتن الشمالي، فيما يعتقد أن معركته في جبيل تبقى الأكثر سهولة، وخصوصاً أن المرشح المحتمل وديع عقل يقود حملته الانتخابية منذ مدة ويحظى بدعم غالبية المستمرين في التيار، في حين أن النائب الحالي سيمون أبي رميا لم يحسم بعد ما إذا كان سيواصل خوض المعركة النيابية. وبحسب التقديرات، فإن باسيل يبحث في سبل تعزيز حضور التيار في دوائر أساسية مثل بيروت الثانية وعكار وجزين، حيث يرى أن التيار أمام معركة تثبيت مقاعد واسترداد أخرى انتُزعت منه نتيجة أخطاء في الإدارة الانتخابية السابقة. وهو يعوّل على تحالف انتخابي مع حزب الله وحركة أمل في جزين وبيروت الثانية، كما يعتبر التحالف قائماً ومستمراً معهما في زحلة والبقاع الغربي وبعلبك – الهرمل، فيما ينتظر موقف الحزب خصوصاً في دائرتَي بعبدا وجبيل. أما في المتن الشمالي، فيرى باسيل أن التيار أمام اختبار كبير لإثبات حضوره، والعمل على استعادة المقعدَين الماروني والأرثوذكسي اللذين يشغلهما حالياً النائبان إلياس أبو صعب وإبراهيم كنعان، مع اعتماد كبير على المرشح أدي معلوف عن المقعد الكاثوليكي، الذي يحتاج إلى قوة كبيرة لمواجهة المرشح الأبرز لـ«القوات» النائب ملحم رياشي.
وفي الشمال، يدرس باسيل كيفية خوض معركة صعبة في دوائر البترون وبشري وزغرتا والكورة، مع ميل واضح إلى التحالف مع تيار المردة والنائب طوني فرنجية والحزب السوري القومي الاجتماعي، على أن يجري مقايضة مع هذه الأطراف في دوائر أخرى.
لكن المشكلة الرئيسية تتمثل في حسم هوية أحد المرشحين عن المقعد الأرثوذكسي في عكار، حيث يتنافس النائب الحالي أسعد ضرغام مع الرئيس السابق لبلدية رحبة فادي بربر، فيما يسعى النائب جيمي جبور إلى تعزيز علاقاته مع القوى السنية التقليدية في الدائرة نفسها.
يُشار إلى أن التيار الوطني الحر يشهد نقاشات إضافية بشأن تمويل الحملة الانتخابية، وسط تقديرات بضرورة الحصول على دعم مالي جدي في هذه المرحلة. وتنفي أوساط التيار ما تُشيعه «القوات اللبنانية» عن وجود علاقة خاصة بين التيار ودولة قطر، وأن الدوحة وعدت بدعم باسيل في الحملة الانتخابية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى