آخر الأخبارأخبار محلية

هل باتت احتمالات الحرب اكثر جدية؟

بدا واضحًا في الأيام الماضية، أنّ الكلام عن التصعيد والحرب لم يعد مجرّد ضجيج موسمي، بل تحوّل تدريجيًا إلى سيناريو يكتسب واقعية أكبر يوماً بعد يوم.

 فالتصريحات الصادرة من المسؤولين في تل أبيب تحمل نبرة مختلفة، توحي بأنّ القيادة الإسرائيلية لا تريد أن تترك لنفسها مخرجًا سهلاً، وكأنها تعمل على إقفال أبواب التراجع كلها، حتى لا يبدو أي تهدئة لاحقة وكأنها هزيمة سياسية أو تراجع معنوي أمام خصومها.

هذا التشدد في الخطاب الإسرائيلي يرفع منسوب القلق، ويحوّل التهديدات التي كانت تُقارب أحيانًا على أنها رسائل ضغط أو أدوات تفاوض، إلى احتمالات أقرب إلى الفعل. ومع كثافة التصعيد الإعلامي والخطابي، يصبح الحديث عن حرب شاملة احتمالًا عاليًا، خصوصًا في ظل شعور إسرائيلي بأنّ التأجيل المتكرر للعملية العسكرية يكلّفها الكثير على مستوى الردع والهيبة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإنّ حصول إسرائيل على ضوء أخضر من واشنطن ليس فكرة بعيدة. بل إنّ هذا الضوء قد يكون قد بدأ فعليًا، ولكن وفق شروط دقيقة ومحدودة الزمن.

فالإدارة الأميركية، المنشغلة بملفات داخلية واستحقاقات خارجية، ليست في وارد التورط في حرب طويلة في الشرق الأوسط، ولا في تحمل تبعات صراع يمتد أسابيع أو أشهر. هي مستعدة لمنح إسرائيل هامش حركة، لكن بشرط واحد: الحسم السريع.

هذا الشرط يعيد إلى الأذهان ما حدث في المواجهة مع إيران؛ يومها تدخلت واشنطن بعد أيام فقط من الضربة الإسرائيلية، واضعة إطارًا سريعًا لوقف إطلاق النار. وهذا النمط في السلوك الأميركي يفتح الباب أمام سيناريو مشابه في أي مواجهة جديدة: تبدأ إسرائيل الضربة، ثم تأتي واشنطن بعد فترة قصيرة لتقطف النتائج، أو تضبط الإيقاع قبل الانزلاق إلى فوضى واسعة.

أمام هذه الصورة، يصبح المشهد محصورًا بين احتمالين لا ثالث لهما. الاحتمال الأول يتمثّل في قدرة إسرائيل على توجيه ضربة قاسمة للحزب، تعطل جزءًا مهمًا من قدراته وتضعه في موقع دفاعي يحدّ من تأثيره لسنوات مقبلة. وهذا السيناريو، إن تحقق، يمنح تل أبيب انتصارًا معنويًا واستراتيجيًا.

أما الاحتمال الثاني، وهو الأكثر تعقيدًا، فيتمثّل في قدرة الحزب على امتصاص الضربة الأولى بسرعة كبيرة، ثم الانتقال إلى ردّ عنيف ومدروس يوجّه ضربات قاسية داخل العمق الإسرائيلي. وهنا تتبدّل قواعد اللعبة: بدلاً من أن تستعيد إسرائيل الردع، يصبح الحزب هو من يعيد تثبيت معادلة الردع لمصلحته، وفق توازنات جديدة تفرض على إسرائيل القبول بنهاية سريعة للحرب، ربما بطريقة لا تشبه حساباتها الأولى.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى