إستدراج إسرائيلي لـحزب الله

يكشف هذا التصعيد عن شروط إسرائيلية لا تقتصر على نزع السلاح، فهي نسفت كل اقتراحات التفاوض التي قدمها لبنان، فيما الولايات المتحدة تعتبر أن ما يقترحه لبنان، ومن ضمنه ما جاء في رسالة الاستقلال، ليس كافياً، وهي أوصلت رسائل بأن المهمة الأولى هي نزع السلاح ضمن المهلة المحددة، وأصبح الوقت داهماً أمام تولي إسرائيل هذه العملية بنفسها.
“حزب الله” يتحمل أيضاً مسؤولية وصول الوضع إلى ما هو عليه، كونه لا يساعد الدولة ولا يسهل مهمات الجيش، ويقدم الذرائع التي تستغلها إسرائيل حول سلاحه لتوسيع عملياتها، وذلك على الرغم من أن هدفها هو فرض أمر واقع جنوباً يمنع العودة إلى القواعد التي كانت تحكم المنطقة الحدودية والجبهة قبل 8 تشرين الأول 2023، فتضغط بالنار على بيئة الحزب وتلوّح بتهجير جمهوره وتمنع إعادة الإعمار.
إسرائيل اغتالت الطبطبائي في لحظة اختراق استخباراتي، لكنها تعمل على ضرب العصب أو البنية التي عملت إيران طوال سنة على إعادة تأهيلها وترميم قوة الحزب، بما يعني أنها تستهدف الخط المتقدم الذي تراهن عليه طهران في أي حرب مقبلة، ولذا قد نشهد في المرحلة المقبلة توسع دائرة التصعيد الإسرائيلي المفتوح، خصوصاً وأن إسرائيل تستدرج الحزب نحو معركة مباشرة للرد على عملياتها، لكن الحزب حتى الآن لا يريد الانجراف نحو الأجندة الإسرائيلية، لكنه في المقابل يجر لبنان إلى حالة الاستنزاف، فيما الدولة تتعرض لمطرقة إسرائيل التي تواصل احتلالها وفرض الشروط، بينما ينتظر الحزب قرار طهران وما ستؤول إليه المفاوضات في المنطقة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





