آخر الأخبارأخبار محلية

تحرّك مصري لنزع الذرائع الاسرائيلية والتحذير من الحرب: مفاوضات مباشرة في القاهرة

تُجرى التحضيرات لاستقبال البابا لاوون الرابع عشر الأحد المقبل في لبنان على قدمٍ وساق، فيما انشغلت الأوساط السياسية والرسمية بزيارة وزير الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي الذي جال على القيادات اللبنانية، معلناً عن جهود تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد.

وإذ أشارت المعلومات إلى أن عبدالعاطي نبّه خلال عشاء ليل أمس الأول حضره عدد من النواب والشخصيات السياسية، من تجدّد الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي لن تقتصر على الضربات الجوّية، كشفت مصادر نيابية أن الوزير المصري لم يقدم مبادرة متكاملة للحل إلى لبنان، بل نبّه إلى خطورة الموقف واحتمال توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية في كل لبنان، ولتفادي هذا العدوان أو التقليل من حجمه، اقترح جملة أفكار على المسؤولين”.
ووفق المصادر فإن المصريين طرحوا ثلاثة أمور: إنهاء سلاح حزب الله في جنوب الليطاني، احتواء السلاح في شمال الليطاني، وتعهّد الحزب بعدم التدخل بحال تمّ توجيه ضربة عسكرية جديدة لإيران. لكن الحزب وافق على البند الأول وتحفظ على البندين الثاني والثالث.
في المقابل، أرجأت لجنة الـ«ميكانيزم» اجتماعاً لها كان مُقرّراً إلى ما بعد انتهاء زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان الأسبوع المقبل، على أن تشارك فيه المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، فيما تواصل إسرائيل تهديد لبنان بجولة قتال جديدة ما لم يسلّم حزب الله سلاحه. فقد أكّد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس أنه «إذا لم يسلّم حزب الله سلاحه، فلا مفر من العمل مجدّداً بقوة في لبنان». وأشار إلى أن «الأميركيين ألزموا حزب الله بالتخلّي عن سلاحه حتى نهاية العام، ولا أرى أن هذا سيحدث»، مضيفاً: «لا أعتقد أنه سيتخلى عن سلاحه طوعاً»، لافتاً إلى «إمكانية إعادة النظر» في اتفاقية الحدود البحرية مع لبنان.

وكتبت” النهار”: العد العكسي لوصول البابا إلى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي بعد ظهر الاحد المقبل، انطلق وسط مشهد من الازدواجية القياسية التي تطبع وضع لبنان. فالزيارة تفتح باب الآمال العريضة بأن تشكل حافزاً ورافعة عملاقة لدفع مناخات دعم استقرار لبنان والحؤول دون تعريضه تكراراً لتجارب حربية مدمرة. وفي الوجه الآخر المعاكس تسابق الجهود والوساطات الديبلوماسية، كالوساطتين المصرية والفرنسية ما يخشى أن يكون قراراً إسرائيلياً نهائياً لا ينقصه سوى التوقيت في إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد “حزب الله” في لبنان.
وتجسّدَ هذا السباق المحموم، في تزامن استئناف التحرك المصري في اتجاه لبنان أمس، مع حلول سنة على اتفاق وقف الاعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. واكتسب كلام رئيس الجمهورية جوزف عون  خلال استقباله السفير الأميركي ميشال عيسى دلالات بارزة، إذ حمّل عون السفير “شكره للتهنئة التي وجهها اليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناسبة ذكرى الاستقلال، ولما صدر عنه في مؤتمره الصحافي الأخير عن رغبته في توجيه دعوة للرئيس اللبناني لزيارة الولايات المتحدة الأميركية. وعبّر عن امتنانه للدعوة وجهوزيته لتلبيتها”.
ولقي عون دعماً قوياً من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أعلن في حديث خاص لـ”النهار”، “أن بكركي ترى أن الحل لملف سلاح “حزب الله” هو عبر الديبلوماسية وليس بالمواجهة المسلحة، وهو ما يعتمده رئيس الجمهورية جوزف عون وهو عين الصواب”، متخوفاً من “أن يؤدي استخدام القوة إلى وقوع حرب أهلية ومواجهة مع الجيش”.
ورفض الراعي “الربط بين انسحاب إسرائيل من الجنوب وتسليم السلاح، والمقايضة بين الأمرين، وبالتالي على “حزب الله” أن يسلّم سلاحه وهذا قرار نهائي”، كما قال. وسأل: “ما هي قيمة هذا السلاح بعد؟ كي يقاوم من”؟. وقال “نعتبر أن دعم الرئيس ودعم عمله السياسي والاقتصادي واجب وطني، وواجبنا دعمه لتسيير شؤون الدولة”.

وكتبت” الاخبار”:خلاصة زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لبيروت أمس، بعد شهر من زيارة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وما بينهما من حركة دبلوماسية كثيفة، أميركية – سعودية – فرنسية، عكست زيادة لهجة التهديد من تدهور الأوضاع في لبنان.
وعلى طريقة تعاطي ترامب مع «حماس» قبل توقيع اتفاق غزة، نقل عبد العاطي إلى بيروت رسالة تهديد واضحة ومباشرة. وأتت الرسالة، وفق مصادر رفيعة المستوى، «بعدما وصلت إلى المعنيين في لبنان، قبل أيام، معلومات عن مبادرة مصرية تقوم على تجميد وظيفة السلاح والتعهّد بعدم القيام بأي أعمال عدائية ضد إسرائيل، مقابل بدء الانسحاب من بعض النقاط التي احتلّها العدو والإفراج عن عدد من الأسرى، تمهيداً للمسار التفاوضي، وهو ما سبق أن أبلغه اللواء حسن رشاد للمسؤولين اللبنانيين».
غير أن المسؤولين اللبنانيين فوجئوا بأن ما حمله عبد العاطي كان مختلفاً، ومتقدّماً خطوة في دعم المطلب الإسرائيلي، إذ انتقل الوزير المصري من مبدأ «تجميد السلاح» إلى «نزع السلاح» في كل لبنان، على أن يبدأ التنفيذ فوراً في المنطقة الممتدّة من جنوب الليطاني حتى نهر الأولي.
وفي زيارته التي وصفتها المصادر بأنها «غير موفّقة»، تحدّث عبد العاطي بلا مواربة أمام من التقاهم، قائلاً إن «على لبنان أن يبدأ بنزع السلاح شمال الليطاني، وإن المطلوب لبنانياً إيجاد مخرج عملي مع حزب الله، يبدأ على الأقل بإعلان نوايا واضح من الحزب بالاستعداد لتسليم السلاح». كما وجّه «دعوة للتفاوض المباشر مع الإسرائيليين في القاهرة»، محذّراً من «تصعيد إسرائيلي صار محتوماً قبل نهاية العام الجاري».
وقد شكّل كلام الضيف المصري مفاجأة للمسؤولين اللبنانيين، إذ «كان متوقّعاً منه كوسيط أن يقدّم شيئاً للبنان بالمقابل، لكنه بدا داعماً للمطالب الإسرائيلية بنزع السلاح قبل أيّ اتفاق». وقد عبّر رئيس الجمهورية جوزيف عون عن استغرابه أمام محيطه قائلاً، إن عبد العاطي «لم يحمل معه أي جواب على مبادرة لبنان، بل جاء بمزيد من المطالب». وردّ عون على ضيفه مؤكّداً أن «لبنان ملتزم بكامل مندرجات اتفاق وقف الأعمال العدائية، والجيش اللبناني ماضٍ في تنفيذ خطته لحصر السلاح بيد الدولة، على مراحل، ويطّلع مجلس الوزراء على تفاصيلها».
ونقل عبد العاطي الرسالة نفسها إلى رئيسَي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام، مؤكّداً أن «لا حدود للتصعيد الذي قد تلجأ إليه إسرائيل»، في حين سمع من بري الكلام نفسه عن التزام لبنان بالاتفاق وما يقوم به الجيش اللبناني.
 
وكتبت” نداء الوطن”: اكتسبت زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت بُعدًا يتجاوز إطار التضامن السياسي والدعم الدبلوماسي التقليدي، لتتحوّل إلى محطة مفصلية تُذكّر اللبنانيين بزيارة مشابهة سبقت بأسبوع اندلاع حرب الأيام الـ 66 عام 2024. يومها حملت القاهرة نصيحة واضحة إلى الدولة اللبنانية بضرورة وقف “حزب اللّه” الفوري لإطلاق النار تحت مسمّى “حرب الإسناد”، لكن رفض الأخير، فتح حربًا أدّت إلى هزيمته، وإلى تبدّل عميق في موازين القوى الإقليمية. هذه المقاربة هي مفتاح لفهم جدية الرسائل التي حملها عبد العاطي، وتبدو أكثر مباشرة وصلابة من كلّ ما سبقها. في السياق، علم أن الرسالة الأولى التي نقلها الوزير المصري تحمل دعمًا كاملًا لمبادرة الرئيس عون في خطاب الاستقلال، معتبرًا إياها فرصة لإنقاذ لبنان عبر معالجة أمنية داخلية متدرّجة.
أما الرسالة الثانية، فكانت صاعقة؛ إذ لفتت إلى أن مهلة إيجاد حلّ لمسألة سلاح “حزب اللّه” شارفت على نهايتها، ولبنان يقترب من مرحلة سقوط سريع مع نهاية العام 2025. بعدها، لا ضمانات لأيّ استقرار، خصوصًا مع بقاء بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية. فسياسة “التفاوض البطيء” و “شراء الوقت” لم تعد قابلة للصرف دوليًا، والأخطر أنها لم تعد مقبولة عربيًا. هذه المعطيات تتقاطع مع تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس الذي هدّد صراحة: “إذا لم يتخلّ “الحزب” عن سلاحه حتى نهاية العام، فسنعمل بقوّة مرة أخرى في لبنان”.
وتكتسب النصيحة المصرية خطورتها من مصدرها، إذ تأتي من دولة عربية وازنة ذات علاقات دولية وإقليمية، ما يضفي عليها طابع الجديّة المطلقة ويجعل تجاهلها مغامرة غير محسوبة. فالقاهرة، التي لطالما حرصت على حماية لبنان ومنع انهياراته الكبرى، اختارت هذه المرّة لغة واضحة لا تحتمل التأويل، لأن مسار المنطقة تغيّر، ونافذة التسويات تُغلق تدريجيًا أمام لبنان.
ويبدو أن المهلة المتبقية لا تقتصر على بُعدها السياسي، بل تشمل بُعدًا عسكريًا متسارعًا أيضًا. إذ تفيد المعلومات بأن رسالة عبد العاطي حملت تحذيرًا واضحًا: إذا لم يُعلن لبنان رسميًا، ومعه “حزب اللّه”، قبل نهاية العام الجاري، الاستعداد للانخراط في مسار نزع السلاح ضمن جدول زمني لا يتعدّى ثلاثة أشهر، فإن إسرائيل ستخوض حربًا جديدة بلا رادع دولي. هذا التحذير، المنقول عن دوائر دولية معنية، يعكس قناعة راسخة بأن هامش المناورة يضيق، وأن لبنان يقف أمام مفترق حاسم: إما تفكيك سريع ومنظم لسلاح “حزب اللّه” بحماية عربية ودولية، أو مواجهة مفتوحة قد تكون الأشدّ منذ عقود. لذا تشدّد الرسائل الدولية الأخيرة، على أن الوقت ينفد، والخيارات تضيق، وما يُطلب من الدولة اللبنانية ليس إعلان النوايا بل اتخاذ قرارات تاريخية، أكان على المستوى السيادي، أم على صعيد الإصلاحات المالية ومكافحة تبييض الأموال.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان الحراك الديبلوماسي الذي تشهده بيروت وبدا مع الوزير عبد العاطي يمكن وصفه بالعاجل في ظل ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي ودعم لبنان والوقوف الى جانبه، واعتبرت ان اي حراك لن يأتي بثماره ما لم تتدخل الولايات المتحدة الأميركية للجم هذا التصعيد، واعتبرت ان المبادرة المصرية لا تزال قائمة انما الأولوية تبقى العمل على منع تفاقم الأمور، مؤكدة ان الوزير المصري استفسر عن بعض النقاط ولا سيما ماهية العراقيل التي تحول دون تطبيق حصرية السلاح، مع العلم انه وجَّه تحية الى دور رئيس الجمهورية والجيش في الإجراءات المتخذة.
اما السفير الأميركي الجديد فبدوره سأل عن بعض الأمور وعرض لبعض الملفات.
وكتبت” الديار”: في وقت تعطي اميركا الضوء الاخضر لاسرائيل باكمال اعمالها العداونية على حزب الله والقرى الجنوبية، تبرز فرنسا والسعودية كدولتين تبذلان اقصى الجهود لتجنيب لبنان المعركة الكبرى، ليس من منطلق الخوف من الحرب بل من باب عدم معرفتهم للنتائج التي ستحدثها الحرب الاسرائيلية المفتوحة على لبنان. والحال ان هناك خوفا فرنسيا وسعوديا كبيرا على بنية وتركيبة لبنان كدولة واي انفجار في لبنان سيكون له تداعيات كارثية عليه وليس فقط على حزب الله.

وافادت معلومات «البناء» ان الوزير المصري سمع من الرؤساء التزام لبنان الكامل باتفاق وقف إطلاق النار وأن الحكومة اتخذت قرارات جريئة بهذا الخصوص والجيش اللبنانيّ يقوم بدوره وينجز مهامه الموكلة إليه لكن «إسرائيل» لم تنفذ شيئاً وتستمر بعدوانها خارقة كل القرارات الدولية.
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي جال على المسؤولين اللبنانيين، وأشارت معلومات إلى أنه حذّر خلال عشاء ليل أول من أمس، من تجدّد الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي لن تقتصر على الضربات الجوّية.
 
وقد أعرب عبد العاطي عن الخشية من أي احتمالات للتصعيد في لبنان، مؤكداً “أننا لن نتوقف عن أي جهد لتجنيبه المخاطر”. وقال إنه نقل إلى الرئيس عون “توجيهات الرئيس السيسي بتقديم مصر كل سبل الدعم والمساعدة، وتسخير شبكة علاقات مصر لدعم التهدئة ودعم تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والعمل على نزع فتيل أيّ نزاع محتمل، وأكدت دعم مصر الكامل لمبادرة الرئيس عون التي أطلقها خلال عيد الاستقلال لجهة استعداد الجيش اللبناني لتسلّم كل النقاط في الجنوب”. واشار إلى أن “بسط سلطة الدولة أمر مهمّ جداً وهناك تناغم بين الموقفين المصري واللبناني”.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى