بين سوريا ولبنان.. داتا نظام الأسد إلى الواجهة؟

حالياً، تنظرُ سوريا الجديدة بعينِ الأمل لتحفيز عودة اللبنانيين إليها، خصوصاً أنّ الزوار من بيروت في دمشق يُعتبرون عصباً اقتصادياً وسياحياً مُهمّاً بالنسبة لسوريا خصوصاً مع اقتراب الذكرى السنويّة الأولى لسقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024.
ولكن.. ماذا عن الجانب الأمني؟ في عهد النظام السابق، كانت “الوشاية” ناشطة على خط بيروت – دمشق، والأمرُ هذا كان يحصلُ من خلال من كانوا مرتبطين مباشرة بالنظام السوري السابق أو على علاقة مباشرة بالجيش السوري في عهد بشار.
لذلك، كانت هناك ملفات أمنية مرتبطة بتلك “الوشايات”، وارتباطها يكون مباشراً بالأشخاص الذين يتمّ إيداع أسمائهم لدى السلطات السورية السابقة على أنهم جهاتٌ مُعادية لها. حينها، من كان يذهب إلى سوريا من دون أن يُدقق بوضعه الأمني، سيكون مصيرهُ مجهولاً خصوصاً إذا تمّ اقتياده إلى السجن.
أما اليوم، فقد تبدلت الأحوال، والطريق بين لبنان وسوريا “آمنة” ولا وشايات كما كان يحصلُ سابقاً، وهذا الأمر انعدم تماماً وبات كل شيء على ما يُرام. مع هذا، فإنّ لبنانيين زاروا سوريا مؤخراً أبلغوا “لبنان24” أنَّ الأمن السوري يتعامل مع القادمين من لبنان بكل لباقة، حتى أن التسهيلات عديدة، ولا تأخير، ما يعكسُ مرونة متقدمة، وسعياً دؤوباً لتحسين العلاقة بين سوريا ولبنان.
عُلم أيضاً أنَّ القوات الأمنية السورية كثفت تواجدها الأمني على الخطوط المباشرة بين دمشق ومنطقة المصنع اللبناني، وذلك سعياً لمكافحة الجريمة والمخلين بالأمن، وحفاظاً على سلامة العابرين.
وتكشف معلومات “لبنان24” أن السلطات السورية أعادت ترتيب وضعها على الحدود بين لبنان وسوريا كما استعانت أيضاً بالأرشيف السابق للمعلومات الأمنية التي كانت في عهد النظام السابق، حيث جرى تفنيد كل الملفات بشكل منفصل، والهدف من ذلك تحديد الأسماء والجهات المتورطة بجرائم ما أو بسرقات أو بارتكابات جنائية.
مع هذا، فإن السلطات السورية تهدف للاطلاع أيضاً على الملفات التي فبركها النظام السابق بحق المناوئين له، وذلك لدراسة كل ملف والنظر به، والتقصي عنه ومعرفة حقيقته.
إذاً، فإن السلطات الجديدة تسعى لإقامة إحاطة كاملة بكافة المعلومات التي تهمها، خصوصاً أن “الداتا” القديمة منذ عهد النظام السابق تتضمنُ مظالم كبيرة كانت تطالُ أشخاصاً كثيرين. وفعلياً، فإن السلطات الجديدة تتعامل مع كل ملفٍ بشكل منفصل، وهذا أمرٌ مطلوب وضروري لتصنيف كل حالة.
في الواقع، فإن الكثير من اللبنانيين مُنعوا سابقاً من دخول سوريا بسبب “وشايات” وصلت إلى النظام السابق، والسبب يرتبط بمعارضته أو رفض سياساته. لكن الآن، فإن السلطات الحالية، وفق المصادر، تتعامل مع أي شخصٍ مُنع من الدخول سابقاً لأسباب سياسية، وفق قاعدة قانونية واضحة تتصلُ بالتقصي عن حقيقة ملفه.
وفعلياً، فإن هذا الأمر لا يكون من خلال الاستناد إلى “فبركات” نظام الأسد، بل التنسيق مع الأمن اللبناني هو الذي سيكشف كامل الحقائق، والهدف من وراء ذلك استبعاد أي ظلم بحق أي مواطنٍ شاء زيارة سوريا في أي وقت.
وعملياً، فإن الخطوات التي تقوم بها الإدارة السورية الجديدة تساهم في تذليل كل العقبات التي وضعها النظام السابق، وبالتالي إرساء نموذج أمني قانوني فعال يعتمدُ على الحقائق وليس على “فبركات النظام” المُنهار.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





