تطبيق اتفاق الطائف محور ندوة للمجلس الشيعي في الحازمية

كتب ابراهيم بيرم في “النهار”:
لم يكن امراً خالياً من الأبعاد والخلفيات، ان ينتقي المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لحظة تزاحم الملفات والقضايا الخلافية الحادة، موضوعاً بعيداً نسبياً عنها يتصل باتفاق الطائف، وينظم ندوة فكرية حوله يتشارك فيها اربعة شخصيات لها قيمتها في الحقل الفكري والحقوقي والقانون الدستوري.
الأمر إذن، والحال هذه، ليس عابراً بل هو مدروس وينطوي على إبعاد عدة عميقة، ترتبط باللحظة السياسية الراهنة، ارادتها عن سابق وعي وتصميم المرجعية الروحية الشيعية العليا التي ولدت كما هو معلوم في أواخر عقد الستينات، على يد الإمام موسى الصدر، وعدت في حينه الباب الذي عبرت منه الشيعية السياسية إلى دائرة الحراك والفعل والحضور في دورة الحياة السياسية في البلاد. في الرابعة عصر الخميس المقبل، سيجلس الوزراء السابقون: سمير الجسر وزياد بارود وعباس الحلبي والرئيس السابق والأكاديمي المعروف زهير شكر إلى طاولة واحدة في إحدى قاعات المقر التاريخي والأول للمجلس في الحازمية، ليطلق كل منهم قراءته حول عنوان اختاره مركز الدراسات والبحوث في المجلس، وهو “تطبيق اتفاق الطائف: اخفاقات وتحديات “.
والمفارقة الأخرى أن المجلس انتقى عنواناً إشكالياً وجدلياً (تطبيق اتفاق الطائف: اخفاقات وتحديات)، لذا ثمة من وجد أن اختيار هذا العنوان مقصود، خصوصاً أن من المعلوم أن الشيعية السياسية في صدامها الطويل مع الرئاسة الثالثة، صارت متهمة من جانب شريحة واسعة بأنها باتت تضيق ذرعاً بهذا الاتفاق وتنتظر اللحظة المؤاتية لتجاوزه، في حين ان ثمة من نصّب نفسه حارساً لهذا الاتفاق وعدّه عقداً اجتماعياً – سياسياً لا يمكن المساس به بأي شكل من الأشكال.
وفي المقابل، فإن رموز الشيعية السياسية، يلجأون إلى رفع لواء المطالبة بتنفيذ بنود هذا الاتفاق كاملة، كلما وجدوا أنفسهم محاصرين بشبهة السعي إلى تجاوز الاتفاق أو النيل منه.
وعليه، ثمة من يجد في طيات عنوان ندوة المجلس، رغبة مضمرة من الشيعية السياسية والدينية على حد سواء، في “ربط نزاع” متجدد مع الاتفاق يكون بموازاة ربط النزاع المزمن القائم بينها وبين الرئاسة الثالثة، والذي اشتعل أكثر ما يكون مع الحكومة الحالية ليتحول إلى صراع مكشوف.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





