صحة

ليس دومًا دهونًا… طبيب يشرح سرّ تثدّي الرجال!

يُعدّ تضخم الصدر عند الرجال من أكثر الحالات التي تثير القلق في العيادات، ويؤكد الأطباء أنّ هذه الظاهرة ليست دائماً ناتجة عن سبب واحد، بل تختلف بين تجمّع الدهون ونمو نسيج الثدي الحقيقي، أو مزيجٍ منهما معاً.

يُعرف النمو الفعلي لنسيج الثدي عند الرجال باسم التثدّي، وهي حالة أكثر شيوعاً مما يظن كثيرون، إذ تُظهر الدراسات أنّ ما بين 30% إلى 50% من الرجال الأصحاء يختبرون شكلاً من أشكالها خلال حياتهم، غالباً من دون أعراض مؤلمة أو ملحوظة.

تشريح ووظيفة الثدي عند الرجال

يتكوّن الثدي لدى الجنسين من دهون ونسيج غدّي. الدهون تمنح الحجم والشكل، فيما يعتمد النسيج الغدّي على الهرمونات. عند النساء، يُنشّط الإستروجين النمو، أما عند الرجال فيُبقي التستوستيرون النسيج صغيراً وغير نشط. لكن البنية الأساسية تبقى موجودة، ما يجعل الرجال عرضة أيضاً لتغيّرات هرمونية أو مشكلات صحية تصيب هذا النسيج.

ويُذكّر الأطباء بأن الرجال يولدون ببنية ثدي مماثلة للنساء، إذ تتكوّن الحلمات قبل أن يُفعّل الكروموسوم Y الصفات الذكورية. ولهذا يمكن للرجال، في ظروف استثنائية، أن يُنتجوا الحليب نتيجة اختلالات هرمونية أو استخدام أدوية معيّنة، وهي حالة نادرة لكنها تتطلّب مراجعة طبية.

التثدّي الكاذب

الدهون تُعد السبب الأكثر شيوعاً لامتلاء الصدر، خاصة مع زيادة الوزن أو السمنة، فيما تُعرف الحالة بـ”التثدّي الكاذب”. هذا النوع لا ينطوي على مخاطر طبية حقيقية وغالباً يتحسّن مع إنقاص الوزن وممارسة الرياضة.

التثدّي الحقيقي

أما التثدّي الحقيقي فينتج عن نمو النسيج الغدّي للثدي تحت الحلمة، ويكون أكثر صلابة وأحياناً حساساً. يظهر عادةً مع اختلال التوازن بين الإستروجين والتستوستيرون، خصوصاً خلال سنّ البلوغ أو مع تقدّم العمر حين تنخفض مستويات التستوستيرون. كما قد يرتبط بتناول أدوية أو اضطرابات هرمونية أو أمراض مزمنة.

الأسباب والعوامل المساعدة

بعض الأدوية مثل فيناسترايد وبيكالوتاميد، أو العلاجات الهرمونية لسرطان البروستاتا، يمكن أن تغيّر تأثير الهرمونات الذكرية وتؤدي إلى نمو نسيج الثدي. كذلك، الكحول والماريجوانا والستيرويدات المستخدمة في كمال الأجسام، إضافة إلى أمراض الكبد والدرق والكلى، قد تسهم في تطور الحالة.

التأثيرات النفسية

كثير من الرجال يشعرون بالحرج أو فقدان الثقة بالنفس بسبب التغيّرات في شكل الصدر. ويشير الأطباء إلى أنّ التحدث عن الحالة ومراجعة الطبيب خطوة ضرورية، لأن التثدّي شائع جداً ويمكن التعامل معه طبياً أو جراحياً بحسب السبب.

متى تُراجع الطبيب؟

رغم أنّ معظم الحالات غير خطيرة، فإن أي كتلة جديدة، أو تضخّم غير متناظر، أو إفراز من الحلمة، أو نمو سريع يستدعي الفحص الطبي لاستبعاد سرطان الثدي عند الرجال، الذي يشكّل نحو 1% من الحالات عالمياً. كما يجب تقييم أي تثدّي مؤلم أو مستمر، أو يسبب ضيقاً نفسياً واضحاً.

وبينما تُعزى أغلب الحالات إلى عوامل هرمونية أو نمط حياة، يؤكد الأطباء أنّ الفحص المبكر والتقييم الطبي الدقيق هما المفتاح لتمييز الحالات البسيطة من تلك التي تتطلب علاجاً حقيقياً، ولتجنّب القلق أو التشخيص الخاطئ.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى