آخر الأخبارأخبار محلية

بازار الحرب والتصعيد.. صغط سياسي ام إحتمال جدّي؟

تبدو الصورة في لبنان متناقضة. في الأسابيع الأخيرة، بات المشهد السياسي والأمني مشحونًا إلى حد يكاد الحديث عن الحرب يصبح امرا واقعا. التوتر يتصاعد، الحديث عن حرب يملأ الشاشات، والرسائل السياسية تتحرك بصمت بين العواصم والحدود.

من يتابع الاوضاع عن قرب يشعر أن امرا ما أكبر من مجرد تصريحات يحدث. هناك ضغط مُحكم يُمارس على لبنان، حكومة وشارعًا وقوى سياسية، وبالطبع على حزب الله الذي يقف في قلب العاصفة. خلال الأسابيع الماضية، وصلت إشارات واضحة تشبه أوراق اختبار، هدفها دفع الأطراف نحو قبول واقع جديد او تسوية ما. ليست تسوية من النوع السهل، بل واحدة تحتاج إلى حرارة قصوى حتى تصل للنضج، ولذلك تأتي التهديدات.

اللافت أن إسرائيل لا تبدو فقط في حالة تهويل. هناك تسريبات عن رغبتها في توجيه ضربات محددة، في أماكن تعتقد أنها تحتوي مخازن او منشآت لحزب الله، كما توحي أقله. وكأنها تريد أن ترتب الحلبة قبل الجلوس إلى الطاولة. ضربة هنا، رسالة هناك، ثم حديث جدي حول شروط مستقبل الصراع. تكرار هذه الإشارات يوحي أن هناك من يفكر بصوت عال، يفكر في ضربة جراحية قبل أي اتفاق، حتى لو كانت مغامرة محفوفة بالخطر.

الولايات المتحدة حاضرة أيضًا في الخلفية، ما يجري لا يبدو مجرد تصعيد ابن ساعته، بل عملية ضغط سياسي كبيرة تهدف إلى تغيير قواعد اللعبة. واشنطن تريد تبديل قواعد الاشتباك التي حكمت الحدود منذ سنوات لمرة أخيرة، وتريد أن تحصل على قبول واضح لهذه التعديلات، لا عبر التفاوض الهادئ فقط، بل عبر مزيج من العصا الثقيلة والهمس الدبلوماسي.

لبنان يعيش اليوم تحت التهويل الاقصى والاقسى، و الحرب ليست قدرا مكتوبا، ولكن التخويف منها هو الذي يستعمل. الهدف ليس تدمير لبنان، بل استخدام خوف اللبنانيين لتليين مواقف القوى، وتمهيد طريق تسوية تبدو ما زالت في مراحلها الأولى. قد يأتي الاتفاق في النهاية، وقد نشهد مرحلة تهدئة طويلة، لكن الوصول اليها يمر هذه المرة عبر التصعيد او ربما المعركة، حيث كل كلمة وكل حركة قد ترفع الحرارة أكثر، قبل أن تبرد الأجواء فجأة ويقال إن كل شيء كان مجرد تمهيد لتفاهم جديد يغير شكل المرحلة المقبلة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى