آخر الأخبارأخبار محلية

عن الحرب في لبنان.. ماذا أعلن تقريرٌ إسرائيلي؟

نشر موقع “واللا” الإسرائيلي تقريراً جديداً قال فيه إنّ الحرب المقبلة بين لبنان وإسرائيل “مكتوبة بالفعل”، مشيراً إلى أنَّ “حزب الله يتحصّن ويعيدُ تأهيل نفسه ويستعدّ لصراعٍ كبير”.

 

التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” يقولُ إن الغارات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي هذا الشهر تكشفُ عن صورة مُقلقة، مشيراً إلى أنَّ “حزب الله يُضحّي بقادته على الحدود لإعادة بناء بنيته التحتية، وحشد الأسلحة الإيرانية، والتحضير لحملة في عمق لبنان”، وأضاف: “إن سياسة الاحتواء الهادئ التي يمارسها حزب الله ليست ضعفاً، بل هي استعداد دقيق للحرب المقبلة”.

 

وأكمل: “يُظهر تحليل الهجمات الأخيرة أن التنظيم يُضحي بقادة ميدانيين لمواصلة حملة عسكرية واسعة النطاق. منذ بداية الشهر، نفّذ سلاح الجو أكثر من 24 هجوماً على أهداف في جنوب لبنان، شملت قادة وعناصر ومعدات هندسية وبنية تحتية إرهابية. ووفقًا للتقديرات، يُحافظ حزب الله على سياسة الهدوء لإعادة بناء صفوفه والاستعداد لصراع واسع النطاق”.

 

وتابع: “يكشف التحليل المهني للهجمات عن 3 رؤى رئيسية:

 

1- الهجمات في منطقة الحدود الجنوبية اللبنانية تؤدي إلى تآكل البنية التحتية لقوة رضوان، ولكنها تُظهر أيضاً أن حزب الله يحاول استعادة البنية التحتية لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وجمع المعلومات الاستخبارية، وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات بالقرب من الحدود.

 

2- تستهدف الهجمات في قطاعات النبطية وخربة سلم ودونين في جنوب لبنان، مراكز القيادة والعمليات اللوجستية لقوات حزب الله، مما يسمح بالفصل بين المستوى القتالي ومستويات القيادة.

 

3- الهجمات في البقاع – شرق لبنان هي أكثر أهمية بكثير وتشير إلى نية إلحاق الضرر بالبنية التحتية الاستراتيجية، حيث تُقدر هذه المنطقة بأنها خط إمداد لوجستي ومنطقة تخزين للأسلحة الإيرانية والصواريخ بعيدة المدى والأسلحة التي يتم تهريبها إلى لبنان.

 

ويقول التقرير إنّ “حزب الله” لا يردّ على هجمات سلاح الجو، ولكن تجدر الإشارة أيضاً إلى أنه تحت الضغط الأميركي والأوروبي، لا يهاجم الجيش الإسرائيلي بيروت، على الرغم من نشاط “حزب الله” في المنطقة.

 

وذكر التقرير أنَّ “عدم رد حزب الله على هجمات الجيش الإسرائيلي المُستهدفة للقادة أو العناصر أو البنية التحتية لا يُشير بالضرورة إلى ضعف، بل يُشير إلى سياسة استراتيجية باردة ومدروسة”، وأضاف: “وفقاً للتقديرات، كان الهدف من ذلك خدمة المصالح الرئيسية التالية:

 

1- كان حزب الله، ولا يزال، ذراعاً لإيران، بتمويل وتوجيه من النظام في طهران. وحالياً، تتمثل مصلحة إيران الرئيسية في منع حرب تُهدد أصولها الاستراتيجية المتبقية في لبنان. لذلك، يُمكن الافتراض أن عدم الرد يُبقي على سياسة الاحتواء التي ينتهجها حزب الله.

 

2- يُعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة، وتُدرك قيادة حزب الله أن أي رد فعل كبير سيؤدي إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في لبنان، وهو تدمير سيُضطر التنظيم إلى تمويله وإعادة بنائه.

 

ومن المهم الإشارة إلى أن المنظمة تواجه بالفعل صعوبات في تمويل الدمار الذي خلفته الحرب، ورواتب المتقاعدين والنشطاء، ودعم الجرحى وعائلات القتلى. لذلك، فهي مستعدة لاستيعاب الهجمات لمنع اتساع نطاق أضرار البنية التحتية.

 

التقرير يقول إنه “يجب الإشارة أيضاً إلى أنَّ حزب الله يستعد استراتيجياً ليس فقط لمواجهة مع الجيش الإسرائيلي، بل أيضاً للصراعات الداخلية، بينما تواصل الحكومة اللبنانية مطالبتها بنزع سلاحه”، وأضاف: “إن الجيش الإسرائيليّ نجح في إبعاد معظم البنية التحتية لحزب الله عن المناطق الحدودية، ومع ذلك يحاول التنظيم العودة إلى تلك المناطق. في الوضع الراهن، إذا اندلعت حملة متجددة ضد حزب الله، فقد تحدث في المرة المقبلة في عمق لبنان. هناك، لا تزال بعض تشكيلات التنظيم سليمة أو يمكن استعادتها بسرعة أكبر”.

 

وختم: “إن تصميم حزب الله على الحفاظ على قدراته، وترميم ما دمره، وتعزيز قوته، يُعزز عملية إعادة الإعمار والاستعداد لحرب مستقبلية، مما يُؤكد أن الحملة العسكرية القادمة حتمية. وإلا، فلماذا يُصر حزب الله على إعادة بناء قواته وتعزيز قوته رغم الضربات الموجعة من إسرائيل، وكل هذا في ظل وقف إطلاق النار؟”.

 

من ناحيته، نشر مركز “مائير عميت لمعلومات الاستخبارات والإرهاب” الإسرائيلي ورقة بحثية جديدة تحدث فيها عما أسماها بـ”جهود إعادة الإعمار التي يقوم بها حزب الله في لبنان”.

 

التقرير البحثي الذي ترجمهُ “لبنان24” يقولُ إنه “منذ دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، يبذل حزب الله جهوداً حثيثة لاستعادة قدراته التي تضررت بشدة خلال الحرب ضد إسرائيل بين تشرين الأول 2023 وتشرين الثاني 2024، مع تكييف هيكل التنظيم مع الواقع الجديد”.

 

وأضاف: “حتى أن كبار مسؤولي حزب الله أعلنوا استعداد التنظيم لمواجهة جديدة مع إسرائيل.. كذلك، تُشكل أنشطة حزب الله لإعادة الإعمار في جنوب لبنان انتهاكاً للتفاهمات التي تحظر وجوده جنوب نهر الليطاني”، وفق مزاعم التقرير.

 

وتابع: “في ضوء رصد جهود متسارعة لإعادة بناء البنية التحتية للمنظمة، نفّذ الجيش الإسرائيلي مئات الهجمات ضد عناصر حزب الله والبنية التحتية العسكرية للمنظمة في جنوب لبنان ومناطق أخرى من البلاد، مما أدى إلى تدمير قدرات ساهمت في إعادة بناء البنية التحتية لحزب الله، بما في ذلك مئات المركبات الهندسية”.

 

وأكمل: “على خلفية وقف إطلاق النار في قطاع غزة ومحاولة زيادة الضغط الأميركي على إسرائيل، اقترح الرئيس اللبناني جوزاف عون بدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لحل القضايا الخلافية. في غضون ذلك، أفادت التقارير بأنَّ حزب الله لم يرفض الفكرة، لكنه اشترط وقف الضربات، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين في إسرائيل”.

 

ويقول التقرير إنه “من المُتوقع أن يُواصل حزب الله جهوده لاستعادة قدراته رغم إجراءات الجيش الإسرائيلي، مع التركيز على المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني لتقليل الاحتكاك مع قوات الجيش اللبناني التي تعمل على فرض مبدأ حصر السلاح بيد الدولة في جنوب لبنان”.

 

ويُكمل: “يقدر المركز أنه في حال تصاعد وتيرة الضربات الإسرائيلية ضد عناصر حزب الله وبنيته التحتية، فمن المتوقع أن يزيد حزب الله انتقاداته وضغطه على قيادة الدولة، لكن يبدو أن المنظمة لا تزال منضبطة في الوقت الحالي، وستتجنب التدخل المباشر ضد إسرائيل. ومع ذلك، إذا أسفرت الضربات الإسرائيلية عن أضرار واسعة النطاق للمدنيين غير المتورطين، فقد يرد حزب الله على نطاق أوسع بذريعة الدفاع عن لبنان”.

 

المركز يقولُ إنه “ظهرت مؤخراً تقارير تفيد بأن حزب الله في مرحلة متقدمة من استعادة قدراته العسكرية استعداداً لمواجهة محتملة أخرى مع إسرائيل، بعد مرور قرابة عام على سريان وقف إطلاق النار، مع التكيف مع الواقع الجديد في ضوء الإجراءات الإسرائيلية”، وأضاف: “كذلك، يزعم كبار مسؤولي حزب الله أن التنظيم نجح في إعادة بناء نفسه بعد الأضرار التي لحقت به في الحملة ضد إسرائيل”.

 

وتابع: “أيضاً، ذكرت مصادر استخباراتية غربية أنَّ حزب الله كثّف جهوده لإعادة الإعمار مؤخراً، رغم قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاحه. ووفقًا للمصادر، ينجح حزب الله في إعادة تسليح نفسه بالأسلحة، بما في ذلك الصواريخ، وتجنيد مقاتلين جدد، وإعادة بناء مواقع وقواعد. كذلك، أشارت المصادر إلى أن معظم جهود إعادة الإعمار التي يبذلها الحزب تتم شمال نهر الليطاني، وليس في المنطقة الواقعة جنوبه، والتي يُفترض أن تبقى خالية من قوات حزب الله وأسلحته”.

 

وأكمل: “لا تزال سوريا تُشكّل معبراً لتهريب الأسلحة لحزب الله في لبنان، على الرغم من جهود قوات الأمن التابعة للنظام السوري الجديد لوقف هذا النشاط. وفي تشرين الأول 2025، أحبط الأمن الداخلي السوري محاولات تهريب صواريخ كورنيت مضادة للدبابات قرب القصير على الحدود مع لبنان، وشحنات أسلحة متوسطة وثقيلة في مدينة حمص. أيضاً، أحبط الجيش الإسرائيلي محاولة تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان في منطقة جبل الشيخ”.

 

التقرير يدّعي أنه “من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في تشرين الثاني 2024، وجد الجيش اللبناني نفسه في موقفٍ مُعقّد للغاية بين إسرائيل وحزب الله”، وأضاف: “رغم كونه الجهة الرسمية المسؤولة عن الحفاظ على الاستقرار والأمن في جنوب لبنان، إلا أنه من الواضح أن الجيش اللبناني يجد صعوبةً في فرض سيطرته الفعلية على المنطقة وكبح نشاط حزب الله على طول الحدود. في الأشهر الأخيرة، واجه الجيش اللبناني تحدياً مزدوجاً: الحفاظ على السيادة اللبنانية من جهة، وتجنب الصدام المباشر مع حزب الله من جهة أخرى. وفي الوقت نفسه، وُثّقت محاولاتٌ مُحدّدة من قِبله للحفاظ على وجود رمزي في مناطق الاحتكاك، والتنسيق مع قوات اليونيفيل في إجراءاتها لمنع التصعيد”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى