آخر الأخبارأخبار محلية

الصداقات في عصر التواصل الاجتماعي: افتراضية أم حقيقية

 

 

لكن هناك وجه آخر للعملة. الاعتماد الكبير على هذه المنصات أحيانًا يخلق شعورًا بالوحدة رغم وجود “أصدقاء افتراضيين”. التعليقات والاعجابات لا تعادل اللقاء الحقيقي، ولا يمكنها أن تعوض عن دعم شخص يقف الى جانبك في المواقف الصعبة. الدراسات النفسية تشير إلى أن التفاعل الرقمي المستمر قد يجعل بعض الأشخاص يشعرون بالعزلة، خاصة عندما يقارنون حياتهم اليومية بما يرونه على صفحات الآخرين. الصور المنسقة واللحظات المثالية التي يعرضها الناس على الإنترنت غالبًا لا تعكس الواقع، وهذا يخلق إحساسًا بالضغط والغيرة أحيانًا.

 

 

الأمر الأكثر أهمية هو أن الصداقات الحقيقية تقوم على التفاهم، الدعم، والمشاركة في اللحظات الحقيقية. لحظة الضحك مع صديق، المشي سويًا في الحديقة، أو حتى جلسة قهوة بسيطة يمكن أن تكون أكثر قيمة من آلاف الرسائل النصية. الصداقة الحقيقية تحتاج إلى التواصل المباشر والتفاعل الواقعي، وهو شيء لا يمكن أن توفره الشاشة مهما كانت متقدمة.

الحل لا يكمن في التخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي، بل في إيجاد التوازن المناسب. من المهم استخدام هذه المنصات كوسيلة لتعزيز العلاقات وليس لاستبدالها. يمكننا البقاء على اتصال مع الأصدقاء الذين يعيشون بعيدًا، مع الحرص على اللقاءات الواقعية مع من هم بالقرب منا. كما يمكننا تعزيز جودة تواصلنا الرقمي عبر المحادثات العميقة والدعم النفسي بدل الاكتفاء بالتعليقات والرموز التعبيرية.

في نهاية المطاف، الصداقات الحقيقية تقاس بالوقت المشترك، الدعم المتبادل، والذكريات التي نكوّنها معًا، لا بعدد الاعجابات أو المتابعين. التكنولوجيا قد تكون أداة رائعة لتقريب المسافات، لكنها لن تكون يومًا بديلاً عن اللحظات التي تشعرنا بأننا مرتبطون حقًا مع الآخرين. الحفاظ على الصداقات الحقيقية في عصر  التواصل الاجتماعي يتطلب وعيًا، توازنًا، وأحيانًا جرأة للابتعاد عن الشاشة لنعيش الحياة الواقعية بكل تفاصيلها.


المصدر:
“لبنان 24″


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى