آخر الأخبارأخبار محلية

عودة: الرجاء يولد من الدموع

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، وتوقف في عظته عند مشهد إقامة ابن أرملة ناين، معتبراً أنه “من أعمق صور الرأفة الإلهية التي انكشفت للبشر”، إذ لم تُطلب من يسوع صلاة أو شفاعة، بل خرجت منه كلمة الرحمة: «لا تبكي».

وقال عودة إن “المسيح أوقف موكب الموت ليُظهر أنه جاء ليوقف مسيرة البشرية نحو الفناء ويفتح طريق القيامة أمام كل من مات في الخطايا”، مشيرًا إلى أن “أجمل ما في الحدث ليس القيامة الجسدية فقط، بل القيامة الداخلية التي يهبها الرب لكل نفس ميتة بالحزن أو اليأس أو الخطيئة”.

ورأى أن “الأرملة ترمز إلى الكنيسة التي تبكي أبناءها موتى الخطايا، والمسيح يأتي ليمسهم بكلمته الحية فيقيمهم إلى الحياة الجديدة”، لافتًا إلى أن “الرسول بولس هو مثال لهذه القيامة، إذ تحوّل ضعفه وآلامه إلى مجال تتجلى فيه قوة الله، كما قال له الرب: تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل”.

وتناول المطران عودة نبوءة النبي يوئيل الذي “أعلن عن فيض الروح الذي يُسكب على كل بشر”، مؤكداً أن “الروح الذي أحيا ابن الأرملة هو نفسه الذي يحيي الكنيسة ويبدل دموعها فرحًا”. وأضاف: “كل دمعة صادقة تسكب أمام الله تتحول في النهاية إلى نعمة، فالحياة المسيحية ليست خلاصًا من الألم بل عبورًا معه إلى القيامة”.

وختم قائلاً: “كما أقام الرب ابن الأرملة وحوّل حزنها إلى فرح، سيقيمنا ويقيم وطننا إذا شعرنا بما هو ميت في داخلنا وبكينا عليه بتوبة. في المسيح، لمس الموت صار علامة للحياة، والنعش صار مذبحًا للقيامة، والدموع صارت طريق المجد. لذا، دعوتنا اليوم أن نقبل الموت مع المسيح لنحيا بقوته، فكل قلب ينفتح على النعمة يصير ناين جديدة”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى