آخر الأخبارأخبار محلية

لبنان أمام استحقاق المفاوضات مع إسرائيل وتشديد دولي على التوافق الداخلي

كتب معروف الداعوق في” اللواء”: وضع موقف رئيس الجمهورية جوزاف عون الداعي لإجراء مفاوضات مع اسرائيل، لحل المشاكل القائمة معها، في ضوء مسار السلام بالمنطقة، الاصبع على الجرح، وانهى حالة التردد والمراوحة التي يعيشها لبنان، جراء استغلال اسرائيل معارضة حزب الله نزع سلاحه، وامعانها في مواصلة اعتداءاتها واستهداف مواقع الحزب ومخازن سلاحه المتبقية، واغتيال عناصره، ومنع كل محاولات اعادة الاعمار جنوبا، ووضع كل المسؤولين والاطراف السياسيين، امام مسؤولياتهم، لملاقاته للتشاور وبلورة موقف وطني موحد، للانطلاق قدماً الى الامام، وملاقاة مطالب الجانب الاميركي الداعي لاجراء حوار مباشر بين لبنان واسرائيل لحل المشاكل القائمة بينهما، وكان آخرها ما قاله المبعوث الاميركي توم براك بهذا الخصوص.

ويستند موقف رئيس الجمهورية المتقدم هذا من جملة وقائع مهمة اولها، انه لا يجوز استمرار بقاء الوضع المتدهور جنوباً على حاله، مع استمرار الاحتلال الاسرائيلي للتلال الخمس، ومواصلة عمليات اغتيال واستنزاف الارواح، من مدنيين وعناصر حزبية، وتدمير الممتلكات الخاصة والبنى التحتية، بلا طائل، وتعرُّض الدولة للاهتزازات والمخاطر المتواصلة، بما يهدد الوضع العام بالبلد كله، ولذلك لا بد وأن تتحمل الدولة مسؤولياتها وتبادر لاتخاذ موقف جريء بإجراء المفاوضات مع اسرائيل استنادا لاتفاق انهاء الاعمال العدائية وتنفيذ القرار١٧٠١، وحفاظا على مصلحة لبنان واللبنانيين.
ولكن هل موقف رئيس الجمهورية سالك لاجراء المفاوضات مع اسرائيل؟
معظم الاطراف السياسيين يؤيدون رئيس الجمهورية والحكومة باتخاذ قرار التفاوض مع اسرائيل لانهاء الوضع المتردي جنوبا، واخراج لبنان من دوامة عدم الاستقرار، لاسيما وأن الدولة تستند الى سابقة التفاوض التي جرت حول ترسيم الحدود البحرية في العام ٢٠٢٢، في حين ان موقف حزب الله من اجراء المفاوضات، يتعلق بموضوع سلاحه الذي مايزال يرفض تسليمه للدولة، تحت حجج وذرائع ملتوية، بينما يعتبر غياب ايران عن المشاركة بمؤتمر السلام في شرم الشيخ مؤشراً، لرفض الحزب الموافقة على انخراط لبنان بمفاوضات مع اسرائيل، بإيعاز منها، لانها احجمت بنفسها عن المشاركة ووضعت نفسها خارج مسار السلام المنشود بالمنطقة، ويخشى ان تدفع بالحزب ليكون ضد مسار المفاوضات المقترحة ويعارض نتائجها، لانها تنزع منه اهم ورقة لإبقاء لبنان ساحة مفتوحة لايران ونفوذها ومصالحها مع الغرب.  
وكتب عمر البردان في” اللواء”: ينقل العارفون بالتوجه الأميركي الجديد تجاه لبنان في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، أن سفير الولايات المتحدة المعين لدى بيروت ميشال عيسى، والذي يتوقع وصوله آخر الشهر، يحمل معه الخطوط العريضة لهذا التوجه المنتظر الذي ستسلكه بلاده في طريقة تعاطيها مع حكومة لبنان، بعد الإنجاز الذي حققه الرئيس دونالد ترامب بإنهاء الحرب على غزة. بحيث أن واشنطن ستعمل مع لبنان وإسرائيل على المضي في تهدئة الجبهة الجنوبية، تزامناً مع تفعيل عمل لجنة “الميكانيزم”، في ظل الدعم الأميركي والدولي لخطة الجيش اللبناني بشأن حصرية السلاح . وهو أمر في غاية الأهمية برأي الأميركيين الذين يعولون على الجيش اللبناني من أجل بسط السلطة اللبنانية على كامل أراضيها .  
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن إرسال السفير الجديد إلى بيروت، يعكس استمرار وقوف واشنطن إلى جانب لبنان في المرحلة المقبلة، في إطار تنفيذ خطة حصرية السلاح، وبما يمكن الجيش اللبناني من تسلم كل السلاح غير الشرعي. وإذا كان لبنان لم يدع إلى قمة شرم الشيخ التي أعلنت انتهاء الحرب على غزة، إلا أن التداعيات لنتائج هذه القمة ستترك انعكاساتها على لبنان في المرحلة المقبلة، في ظل تصميم الإدارة الأميركية على تعميم فكرة السلام في المنطقة، على غرار ما حصل في غزة . ولهذا تتوقع المصادر الدبلوماسية أن يصار إلى تزخيم الحراك الأميركي والدولي تجاه لبنان، من أجل تأمين الدعم المطلوب للجيش اللبناني في خطته لحصر السلاح، باعتبارها الطريق الوحيد لبسط سلطة الدولة . وبالتالي فإن المجتمع الدولي حريص على نجاح عملية حصرية السلاح. وهذا يكون من خلال تقديم الدعم اللازم للجيش اللبناني . ومن أجل تحقيق هذا الأمر، فإن الاستعدادات مستمرة لتأمين ظروف نجاح مؤتمر دعم الجيش اللبناني، المزمع عقده في ضيافة المملكة العربية السعودية في الأسابيع القليلة المقبلة . ويتوقع أن تعلن دول عديدة عن تقديم مساعدات للجيش لتنفيذ المهام المطلوبة منه .  

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى