أبرزها ارتبط بلبنان.. هذه أبرز صفقات تبادل الأسرى مع إسرائيل

بعد حربٍ استمرّت لعامين في غزّة، توصلت حركة “حماس” وإسرائيل إلى إتفاقٍ لوقف إطلاق النار أنهى معاناة أسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات داخل القطاع الفلسطيني.
الاتفاق نصّ على تبادل الأسرى والرهائن بين “حماس” وإسرائيل، وهو الأمر الذي حصل فعلياً اليوم الإثنين، حيث تم تحقيق هذا الأمر في ظلّ زيارة قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إسرائيل، حيث أعلن منها أنّ “حرب غزة انتهت”.
“صفقة التبادل” التي حصلت بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل سبقتها صفقات تبادل أخرى عديدة حصلت قبل عقود.. فماذا نعرف عنها وماذا تقولُ المعلومات بشأنها؟
– عدد صفقات تبادل الأسرى التي تمت بين العرب وإسرائيل يبلغُ 38 صفقة في الفترة الواقعة بين عامي 1948 و2011، وتمخضت عن إطلاق سراح آلاف العرب، أغلبهم من الفلسطينيين ودول الجوار. وفي المقابل أُفرج عن أسرى إسرائيليين، كما تضمن التبادل جثثا ورفاتا من الجانبين، وخرائط ألغام والكشف عن مفقودين.
– كثيراً ما كانت صفقات التبادل تمرّ عبر الصليب الأحمر الدولي، وبعضها يتم بوساطة ألمانية أو مصرية، وبعضها كان اتفاقات ثنائية تقوم بها الدول العربية بشكل مباشر مع إسرائيل.
أبرز صفقات التبادل
1- صفقة التبادل عام 1968: في ذلك العام، خطفت المقاومة الفلسطينية طائرة إسرائيلية كانت متجهة من روما إلى إسرائيل، والعملية حصلت على يد يوسع الرضيع وليلى خالد من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”.
الخاطفون بدّلوا اتجاه الطائرة فحطت في الجزائر، وطالبوا بتحرير جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وكان على متن الطائرة ما يزيد على 100 راكب، مما أجبر سلطات الاحتلال على الدخول في صفقة تبادل يوم 23 تموز 1968، وبوساطة الصليب الأحمر أُفرج عن 37 أسيراً فلسطينياً، من ذوي الأحكام العالية من ضمنهم أسرى فلسطينيون كانوا قد اعتقلوا قبل 1967، مقابل إطلاق سراح المختطَفين.
2- صفقة التبادل عام 1971
وبعد 4 أيام أعلنت “فتح” أن الحارس أسير عندها، وطالبت بالإفراج عن 100 أسير من الحركة في سجون إسرائيل مقابل الإفراج عن الحارس. لكن المفاوضات التي جرت بين الحكومة الإسرائيلية وحركة “فتح” عبر الصليب الأحمر تمخضت عن صفقة مبادلة “أسير مقابل أسير”.
وفي 28 كانون الثاني 1971 أُطلق سراح الجندي الإسرائيلي “شموئيل فايز” مقابل الأسير محمود بكر حجازي، الذي كان يواجه حكماً بالإعدام، ويعدّ أول أسير فلسطيني في الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت عام 1965.
3- صفقة “تبادل الليطاني” عام 1979
نفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في جنوب لبنان في مارس/آذار 1978، عُرفت بعملية “الليطاني”، وتم فيها احتلال مناطق واسعة من جنوب لبنان، وصلت حتى الليطاني ومشارف صور ومخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين، وجزء من مناطق القطاع الشرقي.
وخلال الاجتياح الإسرائيلي نصبت الجبهة الشعبية – القيادة العامة كمينا لشاحنة إسرائيلية قرب صور يوم 5 نيسان 1978، وأسفرت العملية، التي أطلق عليها “النورس”، عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وأسر جندي من قوات الاحتياط يدعى أبراهام عمرام.
ومن خلال الصليب الأحمر، تمت صفقة تبادل للأسرى في قبرص بين الجبهة وإسرائيل يوم 14 آذار 1979، وأُخْلِيَ سبيل الجندي الإسرائيلي، مقابل إطلاق سراح 76 معتقلاً فلسطينيا من فصائل المقاومة المختلفة، من بينهم 12 فتاة فلسطينية.
4- صفقة التبادل عام 1980
احتجزت حركة “فتح” أمينة المفتي، التي تم اكتشافها أثناء عملها لصالح المخابرات الإسرائيلية في لبنان، حيث كانت تقدم معلومات عن منظمات المقاومة الفلسطينية وقادتها.
وتحمل المفتي الجنسية الأردنية، وتنتمي لعائلة شركسية مسلمة، لكنها اعتنقت اليهودية وتزوجت طياراً يهودياً في النمسا، واستقرت معه في إسرائيل، وفي حرب تشرين الثاني 1973 أُسقطت طائرة زوجها فوق الأراضي السورية، ولما يئست من العثور عليه عادت إلى النمسا، وعرضت عليها المخابرات الإسرائيلية هناك العمل جاسوسة.
وفي يوم 13 شباط 1980 تمت عملية تبادل عبر الصليب الأحمر في قبرص، وأُطلق سراح أمينة المفتي مقابل الإفراج عن المعتقلين مهدي بسيسو “أبو علي” ووليام نصار.
5- صفقة التبادل عام 1983
شنت إسرائيل حرباً على لبنان عام 1982، تحت شعار “عملية سلامة الجليل”، فاجتاحت المدن والقرى والمخيمات، واستطاعت المقاومة الفلسطينية واللبنانية إيقاع خسائر في صفوف جيش الاحتلال، وأسرت حركة “فتح” يوم 4 أيلول 1982 ثمانية جنود إسرائيليين من قوات “الناحال” الخاصة، بمنطقة “بحمدون” في لبنان.
وتم الاتفاق مع الجبهة الشعبية – القيادة العامة للمساعدة على إجلاء الأسرى إلى منطقة البقاع، نظراً للتسهيلات وحرية الحركة التي تتمتع بها سيارات القيادة العامة، وقد احتفظت الجبهة الشعبية – القيادة العامة مقابل ذلك بجنديين، وبقي لدى “فتح” 6 آخرون.
ويوم 23 تشرين الثاني 1983 تمت عملية تبادل بين حركة “فتح” والحكومة الإسرائيلية، عبر الصليب الأحمر، في ميناء طرابلس بشمال لبنان، حيث تم تسليم الجنود الستة الإسرائيليين المحتجزين لدى فتح، وهم: “إلياهو أفوتفول” و”داني جلبوع” و”رافي حزان” و”روبين كوهين” و”أبراهام مونتبليسكي” و”آفي كورنفلد”.
وأطلقت إسرائيل سراح جميع معتقلي “معسكر أنصار” في الجنوب اللبناني، المعتقلين خلال الاجتياح وعددهم 4700 معتقل فلسطيني ولبناني، إضافة إلى معتقلين آخرين في النبطية وصيدا وصور، وكذلك أُطلق سراح 65 أسيراً من السجون الإسرائيلية، وأُعيدت أرشيفات منظمة التحرير الفلسطينية، التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي أثناء غزو بيروت عام 1982.
ووصل مجموع عدد الأسرى المطلق سراحهم إلى أكثر من 5000 أسير، اختار 3500 منهم البقاء في لبنان، ونُقل الباقون بطائرات فرنسية إلى الجزائر عبر مطار اللد.
وخلال صفقة التبادل أَخلّت إسرائيل بالاتفاق، فاختطفت نحو 100 من معتقلي “معسكر أنصار” أثناء نقلهم من المعتقل إلى مطار اللد، واحتفظت بهم، كما أبقت على بعض المعتقلين في السجون الأخرى، الذين كانوا مشمولين بعملية التبادل، وأُنزل 5 أسرى من الناقلات بعد كشف الصليب الأحمر عليهم، واقتيدوا إلى أماكن مجهولة وزجّ 3 أسرى في زنازين.
6- صفقة “الحرائر” عام 2009
نفذت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” يوم 25 حزيران 2006 بالتعاون مع” ألوية الناصر صلاح الدين”، الذراع العسكري لـ”لجان المقاومة الشعبية “في فلسطين، و”جيش الإسلام”، عملية عسكرية نوعية نجحت خلالها المقاومة في التسلل عبر نفق أرضي تحت الحدود، ومباغتة القوات الإسرائيلية.
واستهدفت العملية التي أُطلق عليها “الوهم المتبدد” مواقع الإسناد والحماية التابعة للجيش الإسرائيلي “كيريم شالوم” على الحدود الشرقية لمدينة رفح، وأسفرت عن مقتل قائد دبابة ومساعده، وإصابة 5 بجراح، وتدمير دبابة “ميركافا” وناقلة جند مصفحة، إضافة إلى أضرار في الموقع العسكري، وأُسر خلال العملية الجندي” جلعاد شاليط”، وانسحب المهاجمون دون التمكن من تعقبهم.
وبهدف حصول إسرائيل على معلومات حول وضع الجندي الإسرائيلي، تمت عملية تبادل بين إسرائيل وحماس، عبر وسيط ألماني، يوم 1 تشرين الأول 2009، سميت “صفقة الحرائر” أطلقت إسرائيل بموجبها سراح 20 أسيرة فلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة، وقدمت المقاومة مقابل ذلك شريط فيديو لمدة دقيقتين يظهر فيه شاليط بصحة جيدة.
8- صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011
لم تسفر سنوات من المفاوضات عبر أكثر من وسيط بين إسرائيل والجانب الفلسطيني في تحرير شاليط على الرغم من بذل إسرائيل جهودا كبيرة لذلك، عبر قنوات مختلفة، وشنت حربا على القطاع في نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009، لكنها لم تفلح في الوصول إلى مكان الجندي الأسير.
وبعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر، اضطرت إسرائيل يوم 18 تشرين الأول 2011، إلى الرضوخ للمطالب الفلسطينية في صفقة تبادل تاريخية، عبر الوسيط المصري، أطلق عليها “وفاء الأحرار” كانت هي الأضخم بين صفقات المقاومة كافة على المستويين الفلسطيني واللبناني.
وتضمنت الصفقة الإفراج عن 310 معتقلين يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، والإفراج عن جميع النساء المعتقلات في السجون الإسرائيلية، ومنهن 5 معتقلات يقضين أحكاما بالسجن المؤبد، وبقية الأحكام غير المؤبدة هي أحكام طويلة تتراوح مدتها بين 20 و25 عاماً.
كذلك، تم إطلاق سراح كافة الأسرى من كبار السن والمرضى، فيما جرى إطلاق سراح 45 معتقلا من مدينة القدس.
أيضاً، تم إطلاق سراح 6 معتقلين يحملون الجنسية الإسرائيلية، على الرغم من تشدد الاحتلال الكبير تجاه تحرير أسرى يحملون جنسية الدولة، فيما تقليص عدد المحررين الذين كانت إسرائيل تطالب بإبعادهم من 500 محرر إلى 203 محررين، إذ أُبعِد 163 محرراً من الضفة الغربية بينهم 15 محرراً من القدس إلى قطاع غزة. كذلك، أُبعد 40 محرراً إلى الخارج (سوريا والأردن وقطر وتركيا) منهم 29 محرراً من الضفة و10 من القدس وواحد من غزة.
وأطلق سراح المعتقلين، الذين بلغ عددهم 1027 أسيرا على مرحلتين:
– المرحلة الأولى: إطلاق سراح 450 أسيراً فلسطينياً و27 أسيرة فلسطينية مقابل الإفراج عن شاليط وتسليمه للسلطات المصرية يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011.
– المرحلة الثانية: إطلاق سراح 550 أسيرا فلسطينيا يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2011، وإعادة شاليط إلى إسرائيل.
8- صفقات طوفان الأقصى
نفذت المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول 2023 عملية أطلقت عليها اسم طوفان الأقصى، شملت هجوماً برياً وبحرياً وجوياً وتسللاً للمقاومين إلى عدد من مستوطنات غلاف غزة.
وأسفرت العملية في ساعاتها الأولى عن مقتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين، وأسر وفقدان أكثر من 100، بعضهم جنود، فيما شنت إسرائيل حربا على القطاع ردا على العملية.
صفقة التبادل تشرين الثاني 2023
بعد مرور أكثر من 46 يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي 22 تشرين الثاني صدقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في غزة مع حركة حماس، وإرساء هدنة مؤقتة في القطاع مدتها 6 أيام.
وشملت بنود الاتفاق الخاصة بالأسرى، إطلاق سراح 50 امرأة وقاصرا تحت سن الـ19 عاما من الأسرى عند حماس، مقابل الإفراج عن 150 امرأة وقاصرا من الفلسطينيين المعتقلين في سجون إسرائيل.
صفقة التبادل في كانون الثاني 2025
مطلع العام الجاري 2025، وبعد أكثر من عام من الحرب على القطاع بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني.
بينما تحتجز المقاومة الفلسطينية نحو 100 إسرائيلي في غزة، وأعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
وبعد أشهر من جولات المفاوضات، تم الإعلان يوم 15 كانون الثاني 2025 في العاصمة القطرية الدوحة عن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة شمل 3 مراحل للتنفيذ.
تضمنت المرحلة الأولى إطلاق سراح 30 أسيراً فلسطينياً مقابل كل محتجز إسرائيلي مدني، وشملت هذه المرحلة الأسرى الذين شملهم اتفاق التبادل عام 2011 وأعادت إسرائيل اعتقالهم لاحقا وعددهم 47 فلسطينيا.
ومقابل كل جندي إسرائيلي، يتم إطلاق سراح 50 أسيراً فلسطينيا، بينهم 30 من المحكومين بالسجن المؤبد، و20 من أصحاب الأحكام العالية.
شمل الاتفاق جميع الأسرى الإسرائيليين، فيما تضمنت المرحلة الأولى من الاتفاق 33 أسيرا ممن يعرفون بأنهم “حالات إنسانية” ويقصد بهم النساء والأطفال دون 19 عاما وكبار السن فوق 50 عاما والمدنيين الجرحى والمرضى من غير الجنود.
وتضمنت المرحلة الثانية الجنود الأسرى بينما شملت المرحلة الثالثة الجثث والرفات.
عقد حزب الله صفقات تبادل ناجحة مع إسرائيل، من بينها ما تضمن تحرير أسرى فلسطينيين، وأبرزها صفقتان هما، الأولى عام 2004 والتي عقدتها إسرائيل من أجل استعادة القائد في الجيش الإسرائيلي “إلحنان تانينباوم” المحتجز لدى حزب الله، عبر الوسيط الألماني “آرنست أورلاو”.
حيث جرى شملت 23 أسيراً لبنانياً وأسرى من دول عربية أخرى، هم 5 سوريين وواحد من ليبيا و3 مغاربة و3 سودانيين، و400 فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة، وأسير ألماني مسلم يدعى ستيفان مارك، اتهمته إسرائيل بالانتماء إلى حزب الله.
الصفقة الثانية كانت عام 2008 وجاءت بعد حرب تموز عام 2006 التي شنها “حزب الله” ضد إسرائيل وأُسر خلالها جنديان إسرائيليان هما “إيهود غولدفاسر” و”إلداد ريغف” وكان الهدف من العملية القيام بصفقة تبادل أسرى.
وتمت الصفقة يوم 15 تموز 2008، عبر الوسيط الألماني المكلف من قبل الأمم المتحدة “غيرهارد كونراد”، إذ أطلق الاحتلال سراح الأسير اللبناني سمير القنطار، المعتقل لديه منذ عام 1979، إضافة إلى 4 أسرى لبنانيين، كانوا قد اعتقلوا في حرب تموز 2006، وأعادت إسرائيل 199 رفاتاً لشهداء فلسطينيين ولبنانيين وعرب كانت تحتفظ بها. (الجزيرة نت)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook