آخر الأخبارأخبار محلية

حزب الله أمام تصعيد.. الدولة أول المستهدفين

4 سرديات يعتمدها “حزب الله” في خطاباته مؤخراً، الأولى تتصلُ بعدم التنازل عن السلاح، والثانية ترتبطُ بدفع الدولة نحو إعادة الإعمار والثالثة تتصلُ باعتبار أي قرار يتعلق به بمثابة “تحدّ”، بينما السردية الرابعة تتعلق بأن “حزب الله” قادر على مواجهة إسرائيل مُجدداً.

السرديات الـ4 تتعارض تماماً مع الدولة التي يقول “حزب الله” إنه يقف خلفها، وبالتالي يفتح التصعيد ضدها.. فكيف ذلك؟

إن تمّ الحديث عن الأولى، أي عدم التنازل عن السلاح، فهي تعبر عن “تمرّد” ضمني على توجه عام للدولة اللبنانية تم اتخاذهُ بشكلٍ واضح ولا رجعة فيه. صحيحٌ أن التواصل فعال بين “الحزب” والدوائر المعنية بالقرار داخل الدولة، لكنّ إصرار الحزب على عدم المضي بخطوة “حصر السلاح” تعتبرُ مقدمة لاستمرار الإشتباك الداخلي بمعزلٍ عن المخاطر.

السردية الثانية تتصلُ بمطالبة الدولة بإعادة الإعمار. الجهة التي يُخاطبها “الحزب” هي ذاتها التي يتمثلُ بها الأخير، عبر نواب ووزراء، ويوجه إليها تصريحات تتسم بالحدة.

في تصريحٍ مؤخراً للنائب حسن فضل الله، كانت واضحة نبرة التحدي تجاه حكومة الرئيس نواف سلام، حينما قال للأخير إن “يبل قرار سحب ترخيص جمعية “رسالات” ويشرب ميته”، وذلك في إطار الحديث عن ملف الجمعية ودورها في واقعة الروشة التي أثارت جدلاً واسعاً في لبنان قبل أكثر من أسبوع.

مع هذا، فإن سردية إعادة الإعمار تتنافى تماماً مع اندفاع “حزب الله” نحو فتح حربٍ جديدة ضد إسرائيل. ففي حال مضت الدولة بإعادة الإعمار من دون حلّ مسألة الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الـ5 في الجنوب، وفي حال كان السعي لذلك محاطاً بمخاطر اندلاع حرب جديدة تعيد تدمير ما تهدّم، عندها ستكون الدولة قد أهدرت أموالها خصوصاً إن قرر “حزب الله” مُجدداً شن حرب جديدة لـ”رد الاعتبار” أو لتأكيد أحقية وجود سلاحه في مواجهة إسرائيل.

لهذا السبب، يبدو واضحاً وبشكلٍ كبير أن ملف إعادة الإعمار قد يبقى مؤجلاً لجلاء ملابسات وضع “حزب الله”، فالمخاطرة اليوم كبيرة بهذا الملف ولا يمكنُ المجازفة بأي فلسٍ واحد ما دام الوضع الأمني في جنوب لبنان غير مُستقر.

السردية الثالثة ترتبط باعتبار أن أي قرار يمثل “تحدياً له”. هذه النبرة غير مُطمئنة، وتعتبرُ دليلاً عن أن الحزب عاد ليرفع سقف المواجهة في الداخل. المسألة هذه تفتح الباب أمام صدامات، بينما يتم تهميش منطق الركون إلى الدولة.

عملياً، كلام فضل الله لرئيس الحكومة والتهجم على رئيس الجمهورية جوزيف عون من بيئة “حزب الله” يمثل حملة ممنهجة لا يمكن التغاضي عنها بسهولة.

أما في ما خص سردية “المواجهة مع إسرائيل” وإمكانية فتح “حزب الله” للجبهة مُجدداً لـ”رد الاعتبار” بعد ضربات كثيرة يتلقاها، فيمثل تأكيداً على أن قرار حرب السلم والحرب ما زال مُهدداً وورقة غير مضبوطة. أيضاً، يُبرز هذا الأمر أن الكلام عن الوصول إلى إستراتيجية أمن وطنيّ ليس قريباً، والدليل على ذلك شعارات الحزب بالمواجهة.

ما إن يتم النظر في كل هذه السرديات، حتى يتضح أن المستهدف الأول والأخير هو الدولة.. والسؤال: إلى متى سيبقى هذا الأمر قائماً؟ وإن كان “حزب الله” يشكك بالدولة وقدراتها، فلماذا يتمثل بها؟ ولماذا يطالب بها وينكرها في الوقت نفسه؟

هذه التساؤلات يطرحها كثير من اللبنانيين، لكن الإجابات تضيعُ في مهاترات السياسة المحكومة بمخاوف الانفجار الداخلي، وهنا الكارثة الكبرى.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى