العلامة فضل الله دعا من يتولون أمور البلد إلى تأمين الاستحقاق النيابي في وقته

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وحشد من المؤمنين. ومما جاء في خطبته السياسية:
وتابع :”إننا أمام هذا الواقع الذي يمر به الشعب الفلسطيني والذي يخير فيه بين الاستسلام أو الموت إن لم يقبل بالخطة، سنبقى نراهن على وعي هذا الشعب وحرصه بعد كل التضحيات الجسيمة التي قدمها على عدم التفريط بحقوقه المشروعة… ومن هنا ندعو كل القيادات والفصائل الفلسطينية إلى موقف موحد لمواجهة هذا التحدي والوقوف في وجه ما يتهدد الشعب الفلسطيني وقضيته بعد أن أصبح واضحا أن ما جرى لا يمس فريقا أو طرفا منه بل يهدد كل مكوناته والسلطة فيه”.
ودعا العلامة فضل الله الدول العربية والإسلامية إلى “مساندة هذا الشعب وعدم تركه وحيدا أمام الضغوط الهائلة التي يتعرض لها، وأن تعي أن إعطاء العدو الفرصة لتحقيق أهدافه في فلسطين سوف لن تكون بمنأى عن تداعياته، بل سيشجع العدو على الاستمرار بعدوانه والحصول على مزيد من المكتسبات التي يسعى إليها على صعيد المنطقة، ونقول للعالم الذي يريد السلام من وراء ذلك أن يعي أن عدم نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه سيبقي هذا الجرح مفتوحا واستقرار المنطقة مهددا”.
وتوقف فضل الله عند “الموقف الصلب والتحدي الذي أظهره الناشطون الدوليون والعرب عبر الأسطول البحري الذي جاؤوا به لكسر الحصار اللاإنساني المفروض على غزة بإصرارهم على هذا الموقف وتحديهم لإجراءات الكيان الصهيوني رغم وعيهم للمخاطر التي قد تترتب على خطوتهم هذه ولما قد يتعرضون له من هذا العدو مما حصل بعد ذلك”.
وإذ حيا “الموقف الإنساني والشجاع والذي يعبر أن في هذا العالم من لا يزال يحمل المشاعر الإنسانية الخالصة البعيدة عن أي اعتبار”، دعا إلى “موقف عالمي موحد رافض لما حصل وإدانة ما قام به العدو وللإسراع بالإفراج عمن لا ذنب لهم سوى أنهم لم يقبلوا أن يشبعوا فيما أطفال غزة يموتون جوعا”.
وداخليا، قال العلامة فضل الله : لبنان لا يزال يعاني من وقع العدوان المتواصل من خلال الغارات التي شهدناها فجر هذا اليوم وعمليات الاغتيال التي باتت تطاول المدنيين والاستهداف المستمر لقرى الشريط الحدودي المحاذي لهذا الكيان لمنع الأهالي من العودة إليها أو الاستقرار فيها.
إننا أمام ما يجري، نجدد دعوتنا للدولة اللبنانية للقيام بالدور المطلوب منها لإيقاف نزيف الدم والدمار حفظا لهيبتها وسيادتها على أرضها التي هي معنية بها والذي به تؤكد حضورها وثقة مواطنيها بها بأن تجعل ذلك من أولى أولوياتها”.
وجدد فضل الله التأكيد “على اللبنانيين، أن يعوا مخططات هذا العدو وأن يخرجوا من حال الانقسام التي يعيشونها وأن يرتقوا إلى مستوى التحديات التي تحدق بهذا البلد، حيث لا يمكن أن نواجه التحديات الراهنة والمستقبلية بالترهل الذي نشهده”.
ودعا “من يتولون أمور البلد”، إلى “تعزيز التفاهم وإزالة كل ما يؤدي إلى التوتر كالذي شهدناه أخيرا والذي ينعكس سلبا على الساحة الداخلية، في بلد تحكمه الحساسيات الطائفية والمذهبية، فيما ندعو وفي ظل الانقسام الحاد الذي شهدناه حول القانون الانتخابي، في المجلس النيابي في جلساته الأخيرة إلى دراسة جادة وموضوعية لهذا القانون وألا يؤدي إلى ما بات يكثر الحديث عنه بتأجيل الانتخابات والذي معه يفقد لبنان الفرصة في تجديد الحياة السياسية وإجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة أو يؤدي إلى تعطيل عمل المجلس النيابي في وقت هو أحوج ما يكون إلى العمل واتخاذ قرارات تخص اللبنانيين وتؤدي إلى إصلاحات في مؤسسات الدولة اللبنانية، وأن يكون هاجس كل الكتل المتمثلة في المجلس هو تأمين هذا الاستحقاق في وقته وإذا كان من تعديل أن لا يكون بابا للمس بهذا الاستحقاق”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook