أنقذوا الانتخابات

وعليه، عُقدت جلسة للحكومة بتاريخ 16/9/2025، وعوض إرسال مشروع قانون مُعجّل مُكرّر إلى مجلس النواب، قرّرت تكليف معالي وزير الداخلية للتواصل مع اللجنة الفرعية لعرض العقبات والعوائق.
وبذلك ارتكبت الحكومة هفوةً في مُقاربة هذا الملف. فالتخاطُب بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لا يحصل عبر زياراتٍ اجتماعية، إنّما عبر مشاريع قوانين.
علماً، أن إرسال مشروع قانون مُعجّل إلى المجلس النيابي، يولي الحق لرئيس الجمهورية بعد مضي أربعين يومًا من طرحه على المجلس وتلاوته دون البت به، أن يُصدِر مرسومًا قاضيًا بتنفيذه بعد موافقة مجلس الوزراء.
وعلى هذا السؤال نُجيب، أن عدم إدراج رئيس المجلس النيابي مشروع القانون المُعجّل على جدول أعمال أوّل جلسة تشريعية، فيه انتقاصٌ مِن حق دستوري ممنوح للحكومة، بإعطاء صفة العجلة لأي مشروع قانون. وهذا ما أكّده رئيس الحكومة آنذاك الدكتور سليم الحُصّ، في الجلسة التي عُقِدَت لتعديل الدستور بتاريخ 21/8/1990. علمًا، أنّ مجلس النواب لا يُمكنه التعرُّض لصفة الاستعجال التي تُقرّرها الحكومة، أي أنه لا يحّق له رفع أو نزع صفة الاستعجال عن مشروع القانون، كما يُمكنه أن يفعل مع اقتراحات القوانين (الفقرة الأخيرة من المادة 105 من النظام الداخلي لمجلس النواب).
لذلك، كان مِن الأجدى على الحكومة إحالة مشروع قانون معجّل إلى المجلس النيابي لإلغاء أو تعليق المواد والمومأ إليها أعلاه. علمًا أنّ وزراء “القوّات اللبنانية”، كذلك وزير “الكتائب”، كانوا مع هذا التوّجُه. والمُلفِت أنّ وزراء “القوّات اللبنانية” كانوا قد اصطحبوا معهم إلى الجلسة الحكومية، مسوّدة مشروع قانون مُعجّل بهذا الخصوص، وزعوها على رئيس الحكومة والوزراء والإعلام.
بالتالي، يُفترض على الحكومة وفي أوّل جلسةٍ تعقدها، إدراج بند الانتخابات النيابية العامة على جدول أعمالها، وتحضير مشروع قانون مُعجّل بإلغاء أو تعليق نفاذ المواد ذات الصِلة. ونحن بالانتظار.
وتابع مالك : “هذا يعني ان الرئيس بري اختصر واختزل صلاحية الهيئة العامة لمجلس النواب بشخصه، نتيجة إحالته دون أي مسوغ مشروع اقتراح القانون المقدم من تكتل الجمهورية القوية إلى اللجان المشتركة، لاسيما إلى اللجنة الفرعية المخصصة لدراسة سائر اقتراحات قوانين الانتخاب”.
وأضاف: “صحيح ان مجلس النواب سيد نفسه، الا ان السيادة على الذات لا تعطي رئاسة المجلس الحق بارتكاب المخالفات الدستورية والقانونية أو التصرف بالنظام الداخلي بما تمليه عليه مصالحه السياسية والشخصية ومصالح حلفائه ضمن الثنائية الشيعية وخارجها، خصوصا انه لا توجد جهة دستورية صالحة للبت بالمخالفات، باستثناء إمكانية مساءلته سياسيا من قبل النواب، وشعبيا في صناديق الاقتراع”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook