بو عاصي: في 5 آب ربحنا جولة سيادية

وفي مقابلة مع الإعلامي أنطوان سعادة في برنامج “كلام يوصل” عبر “صوت كل لبنان” وموقع “أخبار البلد” و VTV، أشار الى أنه “ما زال هناك خوف عند الشيعة المعارضين لـلحزب من امرين، وهما أن الاخير قادر أن يغتالهم وأن مجتمعهم سينبذهم”، مضيفاً: “لا أدري كم سيحتاج هذا التردّد من وقت كي ينتهي، ولكن آمل ان يكون قصيراً. اليوم الحزب حصد 27/27 نائباً شيعياً في ظل سلاحه، وإن حصد مجدداً هذه المقاعد من دون السلاح فلا مشكلة لدينا، لأننا نحترم الديموقراطية ونتائج صناديق الاقتراع. الناس هي من يقرّر ولكن أتمنى ان تكون متحرّرة من الخوف من الحزب ومن فكرة أن الأخير هو من يحميها ومن يضمن دورها ووجودها”.
في حديث عن الثقافة السياسية اللبنانية، أشار الى أن “اساس هذه الثقافة هي مفاهيم السيادة والتعددية والديموقراطية”، مضيفاً “الديموقراطية ليست لحظة ممارسة الاقتراع فقط بل أيضاً مناخ الحريات السائد قبلها وبعدها. لا توجد ديموقراطية في العالم إلا وتقدّس حياة الانسان وحريته وكرامته. إذا نَمَت في مجتمعنا أفكار لا تقدس هذه الثلاثية، فنحن أمام مشكلة خطيرة وجوهرية. يبقى الإنسان هو الأساس”.
وعن ثقافة “حزب الله” وخطورة أن تستمر لأجيال قال بو عاصي: “لنتذكّر كيف كانوا ينشّؤون الأولاد في المدارس على تمجيد موسوليني وهيتلر وستالين وصدام حسين وآل الأسد، وفي لحظة إنهاروا جميعاً ولم يعد لا الأطفال ولا الكبار يمجدونهم. الظرف السياسي وقوة الدفع المجتمعية تطيح بكل الأنظمة الشمولية والمجتمعات تستمر. لم تعش إيران عبر تاريخها وكذلك المكون الشيعي اللبناني تحت منظومة عقائدية دينية كالتي تعيشها اليوم، وبالتالي ما نعيشه هو الاستثناء وليس القاعدة. المشكلة أن فاتورته أضحت مكلفة كثيراً للبنان وشعبه وللمكون الشيعي فيه”.
وأشار بو عاصي الى ان “بونهوفر احد كبار الفلاسفة الالمان يقول الأنظمة الشمولية تنمو على غياب الحس النقدي عند الفرد، فيتحول عنصراً في قطيع يلحق الديكتاتور، كذلك تقول الفيلسوفة هَنا ارنت “الشمولية تبدأ من الصمت” أي حين يصمت المواطن تحضر الشمولية”.
ولفت الى أن “الحديث عن مسألة المحرومين ليس دقيقاً، كما ولو ان المحرومين كانوا فقط من الشيعة، فيما كان الحرمان يطال مزارع التبغ في الجنوب كما المزارع في عكار أو البقاع، حيث مسيحيو ومسلمو الاطراف عانوا كثيراً من الحرمان”.
وتابع: “حزب الله والشيخ نعيم قاسم يصوّر الطائفة الشيعية كضحية مهدَّدة ويصور نفسه حامياً لها لا بل منتقماً لها. الفكر الشمولي أصبح طاغياً لدى حزب الله مع تأثيره الكارثي على الشيعة وعلى لبنان”.
وختم بو عاصي: “أننا في لبنان لسنا أمام تعددية بالمعنى الديني بل تعددية مكوّنات أحد عناصرها ديني، والتحدي هو بالحفاظ على مساحات مشتركة ضمن التنوع والسعي الدائم لتأمين ظروف الاستقرار والازدهار لشعبنا”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





