تقرير أميركي يكشف: حزب الله بعيد عن الهزيمة

وبحسب الموقع، “لقد خدع حزب الله الدبلوماسيين والمحللين الأميركيين في أجهزة الاستخبارات ومراكز الأبحاث، بإعادة تقديم نفسه كوجه للقومية اللبنانية. في الواقع، لطالما كان قوةً تُقوّض السيادة اللبنانية لصالح مموليه ورعاته على بُعد أكثر من ألف ميل. واستأنف حزب الله حربه مع إسرائيل في 8 تشرين الأول 2023، سعيًا منه لمشاركة حماس مجدها واستغلال تشتت انتباه إسرائيل. إنما، بالنسبة للحزب التابع لإيران، سيكون ذلك خطأً فادحًا. فقد أطلقت إسرائيل لعناتها على الحزب، وقضت على كبار قادته الميدانيين وقياداته العسكرية. لقد مر الآن ما يزيد قليلاً على عام منذ أن فجّر الجيش الإسرائيلي أجهزة “البيجر” الخاصة بحزب الله في وقت واحد، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من عناصره. ويعتقد كثيرون في واشنطن والقدس أن حزب الله أصبح اليوم قوة منتهية الصلاحية، ويتعاملون مع السياسة تجاه لبنان كما لو أن حزب الله لم يعد يشكل تهديداً ذا معنى”.
وتابع الموقع، “سيكون هذا بمثابة خطأ كبير في التقدير، على قدم المساواة مع الاستخفاف الأولي الذي أبدته إسرائيل بالحزب في عام 1982، وذلك لسببين. أولا، لا تزال الشبكة المالية لحزب الله سليمة إلى حد كبير. ربما جفت التحويلات النقدية الإيرانية، ولكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعارض وجود إسرائيل بقدر معارضة آية الله الخميني وخامنئي، يبدو مستعداً لسد بعض هذه الفجوة. كما ولا تزال الشبكة المالية الأوسع لحزب الله سليمة إلى حد كبير. لطالما كان شعب لبنان هو أهم صادراته، ويبلغ عمر الجالية اللبنانية في غرب أفريقيا وأميركا الجنوبية أكثر من قرن. وفي كوت ديفوار وغيرها من دول غرب أفريقيا، يدير اللبنانيون أكبر الأعمال ويسيطرون على التجارة الرئيسية. ليس كل لبناني في أفريقيا وأميركا الجنوبية ينتمي إلى حزب الله، بطبيعة الحال، فالعديد من اللبنانيين يتمنى مستقبلاً أفضل للبنان. ولكن حتى يتم القضاء على شبكات حزب الله لغسل الأموال والتهريب في أفريقيا، فإن الحزب سيمتلك الموارد اللازمة لإعادة بناء نفسه”.
وأضاف الموقع، “هذا يقودنا إلى السبب الثاني، وهو أن إعلان “المهمة أُنجزت” قبل أوانها سيكون له أثر عكسي. فما دام حزب الله مُسلّحًا، على الرغم من صدق الرئيس جوزاف عون، فإن لبنان مُعرّض لخطر تجدد التمرد. ولكن إيران لم تستسلم، كما أن تركيا، الراعي الجديد لحزب الله، حريصة أيضاً على استنزاف إسرائيل وتشتيت انتباه عون، بينما تعمل على توسيع نفوذها في طرابلس وشمال لبنان”.
وبحسب الموقع، “إذا فشل عون في نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام، وستكون هناك دائمًا أسباب سياسية وتكتيكية للتأخير، فإن الحزب سيعود. إن الناجين من حزب الله لن يختفوا في الظل أو يقبلوا بالتقاعد الهادئ أو يندمجوا في النظام الذي كرهوه ذات يوم كما فعل العديد من الهيبيين الأميركيين بعد ستينيات القرن العشرين، فحزب الله يتبنى أيديولوجية لا تقبل أي تسوية. إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادرة على المساعدة، سواء من خلال الضغط الدبلوماسي على عون، أو من خلال تقديم المساعدة للجيش اللبناني التي أتيحت له للمرة الأولى فرصة التخلص من حزب الله، وإعادة إعمار جنوب لبنان، ربما باستخدام عدة مليارات من الدولارات الموجودة في حسابات إيرانية في البنوك القطرية. وإذا كان البيت الأبيض أو الكونغرس يشعران بالقلق بشأن تحويل الأموال كما في الماضي، فإن عليهما إنشاء آليات بديلة لتجاوز النخب الفاسدة في بيروت”.
وختم الموقع، “هناك أمر واحد مؤكد: إذا كان البيت الأبيض والكنيست يعتقدان أن حزب الله سوف يلتزم بالجدول الزمني الذي وضعاه، فإن حزب الله سوف يعود إلى الظهور”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook