مَن أوحى لقاسم بضرورة الانفتاح على السعودية؟

-الحوار مع السعودية يجب أن يبنى على أن إسرائيل هي العدو وليست المقاومة.
-تجميد الخلافات التي مرت في الماضي على الأقل في هذه المرحلة الاستثنائية من أجل مواجهة ولجم إسرائيل.
-التأكيد أن سلاح المقاومة موجه ضد العدو الإسرائيلي وليس لبنان ولا السعودية ولا أي جهة في العالم.
-إن الضغط على المقاومة يعني ربحاً صافياً لإسرائيل، وأن غياب المقاومة يعني أن الدور سيأتي على الدول.
-أن المقاومة في فلسطين هي جزء من هذه المقاومة وتعتبر سداً منيعاً أمام التوسع الإسرائيلي.
فالمسؤولون السعوديون لم تربطهم أي علاقة مباشرة مع أي طرف لبناني داخلي إلاّ وفق ما كانت وجهات النظر متقاربة في ما له علاقة بانتظام الحياة اليومية للبنانيين من ضمن الاحترام المتبادل. وكانت علاقة الرياض محصورة بالدولة اللبنانية، ولم تكن يومًا تنظر إلى لبنان إلاّ من خلال ما كان يربط بينهما من مصالح عربية مشتركة في إطار جامعة الدول العربية والاجماع العربي.
فالسعودية لم تقف مع أي طرف لبناني ضد طرف آخر، ولم يكن لديها ما كان لغيرها من نفوذ على الساحة اللبنانية، وإن كانت تؤيّد الذين كانوا ينادون بالسيادة والحرية والكرامة. وليس لديها عداوات مطلقة مع أي فريق، وهي ليست في حاجة إلى أن تفتح أي صفحة جديدة مع أي فئة لبنانية، وذلك انطلاقًا من حرصها على أن تكون علاقاتها مباشرة مع الدولة اللبنانية. فهي تؤيد وتدعم مطلب حصرية السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية، وهي ضد ما يتعرّض له لبنان من اعتداءات يومية على يد إسرائيل، وضد أي مشروع لبناني غير توحيدي، وضد أن يكون القرار اللبناني مجيّرًا لمصالح خارجية لا تتوافق على مشروعيتها أغلبية اللبنانيين.
لا شك في أن هذا التطور المفاجئ في كلام قاسم، هو حتمًا انعكاس لمناخ إقليمي ودولي. ولا يمكن أن يكون هذا الموقف الجديد منفصلًا عن اللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وما تبعه لاحقًا، حيث قام أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني بزيارة للرياض. ولا يُستبعد بأن الملف اللبناني وتعقيداته كان حاضراً بقوة خلال هذه الزيارة، خصوصًا أن ما جاء في تصريح لاريجاني عن أن إيران حريصة على الاستقرار في لبنان، وتحترم قرارات الدولة اللبنانية، يؤكد أن هذا الملف كان من صلب محادثاته مع المسؤولين السعوديين في الرياض.
ولا يُستبعد أن يكون لاريجاني هو من أوحى لقاسم بأن يتطرق إلى موضوع فتح صفحة جديدة مع السعودية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook