زيارة البابا للبنان: بُعدٌ جيوسياسي ورسالة دعم

وفق معلومات صادرة عن مسؤول في الفاتيكان بأنّه تجري دراسة خطة لزيارة البابا إلى تركيا في أواخر تشرين الثاني (في 30 منه) والى لبنان في أوائل كانون الأول.
ولهذا بدأت الاستعدادات بالفعل لهذه الزيارة التاريخية للبابا لاون 14 إلى لبنان، من دون تأكيد مواعيدها بعد. ولدى السؤال عن تفاصيل هذه التحضيرات، يُقال إنّ لا شيء مؤكّدا بعد. وكأنّ لبنان لم يعد يُصدّق بأنّ البابا سيزوره، أو أنّه سيكون من ضمن رحلته التاريخية الأولى إلى الخارج منذ انتخابه رأساً للكنيسة الكاثوليكية في 8 أيّار المنصرم. رغم ذلك، تؤكّد المصادر، أنّه غالباً ما تكون زيارة البابا إلى لبنان لمدّة يومين، يجتمع خلالها مع رئيس الجمهورية والمسؤولين السياسيين، ومع رجال الإكليروس، ويُقيم قدّاساً احتفالياً لجميع اللبنانيين في مكان ضخم يتسع لأكبر عدد ممكن من المؤمنين، إلى جانب الاحتفال بقدّاس الشبيبة في بكركي أو حاريصا يُخصّص للشباب والشابات. ويتخلّل هذه اللقاءات السياسية والشعبية عظات للبابا وتوجيهات للمرحلة المقبلة. ولا يُعلم حتى الآن إذا ما كان البابا لاون 14 سيضع برنامجاً آخر، لزيارته هذه أو سيسير على خطى أسلافه.
1* السلام والاستقرار: فقد دعا البابا لاون 14 مراراً وتكراراً، على غرار البابا فرنسيس ملهمه، إلى إنهاء الصراعات وإيجاد طريق للسلام في الشرق الأوسط.
2* الأهمية الدينية ودعم المجتمع المسيحي: يشعر الفاتيكان بالقلق إزاء عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في لبنان، ما يهدد وجود مجتمعه المسيحي. ومن شأن الزيارة البابوية أن توفر الدعم للكنيسة المحلية، وتعطي دفعاً للمسيحيين عموماً وللعهد الجديد خصوصاً.
3* رمز الحوار بين الأديان: إن تركيز البابا على الحوار بين الأديان، واجتماعاته الأخيرة مع وفود من مختلف الأديان، يجعلان زيارته إلى تركيا ولبنان في توقيت مناسب للغاية. واختار لبنان لأنّه بلد متنوع يضم عدداً كبيراً من السكان المسيحيين، ما يجعله رمزاً للتعايش بين المسلمين والمسيحيين، وهي رسالة يريد البابا نقلها إلى المنطقة.
4* صلة رمزية بالزيارات البابوية السابقة: ستسير هذه الزيارة على خطى البابوين السابقين، يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس 16، اللذين زارا لبنان أيضاً من أجل تعزيز رسائل السلام والتعايش الديني.
كذلك تأتي هذه الزيارة التاريخية والراعوية للبابا الجديد، على ما تضيف المصادر، كرسالة قوية إلى المتقاتلين في المنطقة، كونها الأولى له إلى الخارج عقب انتخابه. هو الذي يُعرف بخبرته العالمية والتزامه بتعزيز السلام. كما انه ضد استمرار الحرب في لبنان والمنطقة، وضدّ تهجير المسيحيين وشعوب هذه الأرض. إلى جانب احتفاله أخيراً بالذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، وهو حدث مهم للبنان.
وتجد أنّه سيكون لها أهمية جيوسياسية أيضاً، كونها ستضع البابا على مقربة من الصراع في غزًّة والصراع الفلسطيني – “الإسرائيلي” الأوسع، ما قد يسمح له بضم صوته إلى دعوات السلام.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook