مسؤولية حزب الله أن يقتنع بأن الدولة حامية للجميع

ولا يقتصر التهديد عند هذا الحد، بل يتعداه إلى احتمال توسع إسرائيل في منطقة جبل الشيخ، حيث تعمل على تعزيز مواقعها العسكرية وفتح طرقات جديدة تسهل لها التوغل باتجاه الداخل اللبناني. في حال تحقق هذا السيناريو، سيجد لبنان نفسه أمام معادلة شديدة الخطورة، وهي احتلال في الجنوب واحتلال آخر في البقاع، وهو ما يعني خلطًا شاملًا للأوراق العسكرية والسياسية، وتفجيرًا لمعادلة الاستقرار الممسوك، وربما إدخال لبنان في مرحلة أشد تعقيدًا من الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
التحدي المطروح أمام اللبنانيين اليوم يتجاوز مسألة إقرار خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة، وهذا الأمر يفترض أن يكون من البديهيات، ليصل إلى مستوى رسم معادلة وطنية متماسكة تحصّن الداخل وتمنع إسرائيل من استغلال أي شرخ. فالقرار يجب أن يكون لبنانيا بالكامل، وأن يُبنى على شراكة حقيقية بين المكونات كافة، لأن أي إخلال بهذه القاعدة سيجعل من الساحة اللبنانية مسرحًا مفتوحًا أمام مشاريع خارجية لا ترى في لبنان سوى ساحة لتصفية الحسابات، وهنا تكمن مسؤولية “حزب الله” في الاقتناع بأن الحل هو بأن تكون الدولة بمؤسساتها هي الحامية للجميع، وأن يكون الجميع على قدم المساواة تحت سقف الدستور والقانون.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook