الرئيس عون: لبنان متمسك ببقاء اليونيفيل في الجنوب

واكد الرئيس عون “أن لبنان بدأ اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي، والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمديد ل” اليونيفيل” نظرا لحاجة لبنان اليها من جهة، ولضرورة المحافظة على الامن والاستقرار في الجنوب ومواكبة تمركز الجيش بعد قرار الحكومة زيادة القوى اللبنانية العاملة في الجنوب الى 10 الاف عسكري، وهذا امر يتطلب تعاونا مع “اليونيفيل” التي تقوم بواجباتها كاملة وتنتشر في بلدات ومواقع عدة لها أهميتها في الحفاظ على الامن في الجنوب، وبالتالي فأن أي تحديد زمني لانتداب “اليونيفيل” مغاير للحاجة الفعلية اليها سوف يؤثر سلبا على الوضع في الجنوب الذي لا يزال يعاني من إحتلال إسرائيل لمساحات من أراضيه”.
وإذ أكد الرئيس عون “أهمية التعاون القائم بين الجيش “واليونيفيل”، نوه خصوصا بالعلاقات بين القوة الدولية وأهالي البلدات والقرى الجنوبية الذين يلقون كل اهتمام ورعاية صحية واجتماعية وتربوية من القوات المشاركة في “اليونيفيل”.
وكان الجنرال Abagnara الذي رافقه مستشاره السياسي Herve lecoq تداول مع الرئيس عون في الوضع الراهن في الجنوب وعمل القوة الدولية والمداولات الجارية في الأمم المتحدة تمهيدا للتمديد ل ” اليونيفيل” المقرر في الأسبوع المقبل.
كما إستقبل الرئيس عون رئيس لجنة الاشغال والنقل النائب سجيع عطية الذي تحدث، بعد اللقاء قائلاً: “جلستنا مع فخامة الرئيس كانت عملية وفعالة ومفعمة بالايجابية. لمست لديه تفاؤلا كبيرا بالمرحلة المقبلة. وقد جئت للوقوف الى جانبه وتأييد مواقفه وحكمته وأسلوبه الوطني الذي يتعاطى من خلاله بمسائل عدة، منها موضوع الاتفاق المتعلق بجنوب لبنان والمقترحات الأميركية. وبحسب ما قاله لي فخامة الرئيس، هناك تعاط إيجابي، وهو يريد المحافظة على الشعور الوطني والكيان اللبناني، واكد لي ان الجيش جاهز في وجه التهديدات التي تطلق، وتشكل علاقاته الدولية ضمانة كبيرة للبنان”.
وأضاف:”الأمر الثاني الذي تكلمنا به هو الموضوع الإنمائي بشكل عام والاصلاحي، وقد اكد لي الرئيس عون في هذا الخصوص على السير بالمسائل الإصلاحية على المستوى الاقتصادي والمالي، وهو يتابع تفاصيل الملفات، وخاصة المتعلقة بمكافحة الفساد، حيث أكد ضرورة اصدار قوانين في هذا المجال لمكافحة الرشوة المالية. وتكلمنا أيضا بمواضيع إنمائية تخص منطقة عكار، وخاصة الجامعة اللبنانية وإنشاء مستشفى عسكري لأبناء الشمال، وموضوع المطار”.
وتابع :”وقد أكد لي فخامة الرئيس على تنفيذ كل ما ورد في خطاب القسم والتعاون المطلق مع الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس نواف سلام. وفخامة الرئيس الى جانبنا، كمجلس نيابي وكلجنة الأشغال العامة والنقل، لاسيما في موضوع مكافحة الفساد والهدر. وهناك أمل كبير في هذا العهد في الانتقال الى بر الأمان”.
كما استقبل الرئيس عون النائب اديب عبد المسيح الذي نقل الى رئيس الجمهورية “كل الدعم والتأييد لمواقفه الوطنية في ما خص حصرية السلاح وما صدر عن مجلس الوزراء في هذا الصدد”. وقال :”أثنيت على المواقف السيادية الحازمة الهادفة الى قيام دولة قوية، وخصوصا الحكمة التي يتحلى بها الرئيس عون لتجنيب البلاد أي فتنة داخلية وإدراكه لخطورة الوضع ودقته واعتماده طريقة مثالية تحقق جمع اللبنانيين ولا تعرض وحدتهم لاي خطر”.
وأضاف :”تطرقنا الى مواضيع تهم أبناء منطقة الكورة، وركزنا على أهمية الإصلاح الإداري والمالي ومشروع قانون الفجوة المالية الذي تعمل الحكومة على إنجازه. ونوهت امام فخامة الرئيس بالتشكيلات والمناقلات القضائية والأمنية التي صدرت مع ضرورة استكمال كل التعيينات، بحيث لا تبقى إدارة واحدة يتولاها مدير بالنيابة او بالتكليف لأن ملء الشواغر هو الوسيلة الفضلى لانتظام العمل الإداري وتوفير الخدمات للمواطنين”.
وأشار النائب عبد المسيح الى انه “بحث مع الرئيس عون في وضع عدد من ضباط أمن الدولة بهدف رفع الغبن عنهم”.
ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير الاوروغواي في لبنان السيد كارلوس جيتو في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء فترة عمله الديبلوماسي والتي تتزامن مع مرور 80 عاما على إقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان والاوروغواي.
وشكر الرئيس عون السفير جيتو على الجهود التي بذلها خلال وجوده في لبنان بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين، وتمنى له التوفيق في مسؤولياته الجديدة.
وقدم السفير جيتو للرئيس عون صورة تذكارية تمثل يوم الإعلان عن بدء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين قبل 80 عاما، وهي التقطت في القصر الجمهوري في الاوروغواي وتجمع الرئيس الاوروغواني آنذاك مع وزراء ووجوه من الجالية اللبنانية هناك”.
وفي قصر بعبدا، وفد من “مؤسسة سعادة للثقافة” برئاسة الدكتور ميلاد السبعلي الذي اطلع الرئيس عون على نشاطات المؤسسة التي تأسست العام 1999، “وهي مؤسسة ثقافية فكرية وطنية جامعة “تسعى الى إعادة الاعتبار الى دور الفكر والعقل والثقافة والعلم في الحياة العامة وتعمل على بث روح النهضة والتفاعل الاجتماعي عبر برامج ثقافية وفنية وشبابية متنوعة تستهدف الداخل والاغتراب معا”.
وأشار الدكتور السبعلي الى دور الشبكات الرقمية لربط العقل اللبناني من طاقة مهاجرة الى رافعة ديناميكية داخل الاقتصاد الوطني المنتج ومساهم وفاعل في الاقتصاد الرقمي المحلي والعربي والعالمي.
وتحدث السبعلي عن أهمية التحول الى اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي، لافتا الى “ان هذا التحول لا يمكن ان يقتصر على وزارة واحدة، بل هو مشروع وطني متكامل يتطلب تنسيقا بين وزارات عدة مثل الذكاء الاصطناعي والتربية والعمل والتنمية الإدارية والاتصالات والشؤون الاجتماعية والصحة والخارجية وغيرها ويستلزم مشاركة الجامعات ومراكز الأبحاث والقطاع الخاص والنقابات والهيئات الاغترابية، ضمن رؤية واحدة واطار عمل واضح وفاعل، حتى لا يبقى العمل مشتتا ويعطي انطباعا بعدم الجدية في احداث هذا التحول النوعي في الاقتصاد والدور الاستراتيجي”.
واقترح السبعلي انشاء ” المجلس الأعلى للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي” برئاسة رئيس الجمهورية، ويضم جميع الأطراف المذكورة ليكون المرجعية الوطنية العليا لهذا التحول ينسق بين الجهات كافة ويسعى لاصدار حزمة متكاملة من التشريعات الضرورية، ويضع خارطة طريق تنفيذية شاملة، تسهم في اخراج لبنان من ازماته، وتعيد اليه دوره في المشرق العربي والعالم كمركز اشعاع فكري وعلمي واقتصادي متقدم”.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد منوها بالتوجه الذي اعلن عنه رئيس المؤسسة لا سيما التركيز على التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مشيرا الى انه “يولي الشأن الرقمي اهتماما أساسيا وان العمل جار لانجاز مشروع الحكومة الالكترونية والاستفادة من خبرات اللبنانيين في الداخل والخارج”.
وأشار رئيس الجمهورية الى “أهمية الحوار بين اللبنانيين كي يكون ولاؤهم للوطن والتعاون للبناء على التطور التقني والعلمي والرقمي”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook