إسرائيل تُعرقل وقف النار والانسحاب وحزب الله يصعّد موقفه ضد الداخل

ويبدو أن هناك سباقاً بين السير بقرار مجلس الوزراء وبين الانفجار على وقع تهديد قاسم بحرب أهلية، إذ إن ما ستحمله الأيام المقبلة بعد زيارة برّاك وأورتاغوس، وما يمكن أن يكون عليه الوضع على الحدود السورية، فضلاً عن التصعيد الإسرائيلي، قد يفتح على احتمالات عدة. فلا أحد يمكن أن يتنبأ بالخطوات التي سيقوم بها الحزب، علماً بأن مشاوراته مع الرئيس نبيه بري وضعت جانباً استخدام الشارع حتى الآن، إذ إن رئيس مجلس النواب لا يريد أن تذهب الأمور إلى فوضى قد ترتد على الطائفة نفسها. لكنْ هناك خطر من أن يفتح التصعيد على خطوات شبيهة بمرحلة 2008، وإن كان “حزب الله” لا يستطيع تكرار تجربة اجتياح بيروت والجبل كما فعل في 7 أيار من ذلك العام، إذ إنه في حينها كانت المعادلات مختلفة وموازين القوى أيضاً، فيما اليوم هناك حصار على الحزب، وسوريا مقفلة أمامه، أي إن الحزب عندما يهدد بحرب أهلية، ليست لديه اليوم القدرة على تنفيذ انقلابات، خصوصاً بعد الضربات التي تلقاها خلال الحرب الإسرائيلية، ووسط الضغوط الأميركية والتغييرات في المنطقة كلها. لكن الخطر هو من الانفلات الذي يمكن أن يجر البلاد إلى الحرب الأهلية، وان كانت مختلفة هذه المرة، إذ ليس من طرف مقابل الحزب يريد الحرب، إلا إن كان التهديد يستهدف الدولة والجيش حصراً. وحتى إن تمكن الحزب من تعديل قرار الدولة، وفرض العودة إلى استراتيجيته، فإن لبنان سيتعرض لمزيد من الضغوط الخارجية، فيما إسرائيل تستثمر ما يقدمه الحزب من ذرائع، تضع البلاد أمام مصير مجهول.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook