سامي الجميّل عن سلاح حزب الله: أي كلام عن التمسك بالسلاح هدفه دوس كرامة الآخرين

وقال في ذكرى شهداء سن الفيل: “لا يصحّ أن يُقارن أحد بين مقاومة الكتائب، أي المقاومة اللبنانية وشهدائها، وبين من كان يخوض معارك لا علاقة لها بلبنان؛ من ذهب إلى سوريا، أو إلى أي مكان آخر، ليقاتل في قضايا لا علاقة لها بلبنان، أو من خاض معارك سلطة. نحن لم نخض معارك سلطة، بل خضنا معارك مقاومة ودفاع عن لبنان، وعن مجتمعنا، وقرانا، وأهلنا، وعائلاتنا، ويشرّفنا أن نقول إنه حين بدأت معارك لا علاقة لها بالمقاومة، كانت الكتائب غائبة عنها وخارجها.
وأضاف: “بالنسبة لنا، المقاومة ليست هواية، ولا ترفًا، ولا لأننا أفضل من غيرنا، بل كانت المقاومة واجبًا، وأُجبرنا على خوضها، وفعلنا ذلك ببطولة وبقلب كبير، وقدّمنا آلاف الشهداء. ونحن اليوم نفتخر أن نقول: لولا مقاومة هؤلاء الأبطال، ولولا مقاومة 77 شهيدًا من قسم سن الفيل، و5513 شهيدًا كتائبيًا، لما بقي لبنان. ننطلق من التاريخ ومن تجربتنا لنتحدث عن الحاضر. لم يكن أي منا، لا قيادة الحزب ولا شباب الحزب، ليوافق على حمل “خردقة” أو بندقية، لو أن هناك دولة تقول لنا: نحن هنا، الجيش هنا، ولن نسمح لأحد بالاقتراب منكم أو بالاعتداء عليكم. بل قفوا معنا ولا تقلقوا، فالدولة اللبنانية هي من ستدافع عنكم، وهي من ستنزل الجيش، ولن تسمح لأي ميليشيا مسلحة بأن تسيطر على أي شبر من أرض لبنان.
لو حدث ذلك، لكنا وفّرنا على أنفسنا آلاف الضحايا من إخوتنا وأهلنا وأصدقائنا، فكلّ واحد من الحضور هنا لديه شهيد أو أكثر، ربما اثنان، أو خمسة، أو عشرة من عائلته. كنا نفضل أن يكونوا بيننا اليوم، وأن تكون الدولة هي من تدافع عنّا، ولكن، للأسف، في ذلك الوقت قالت لنا دولتنا: “لسنا قادرين على الدفاع عنكم، دافعوا عن أنفسكم”. هذا ما قاله سليمان فرنجيه للشيخ بيار وكميل شمعون.
وتابع: “أمّا اليوم، فماذا يقول فخامة الرئيس جوزف عون؟ ماذا يقول القائد الأعلى للقوات المسلحة؟ يقول: “الأمر للدولة، والأمر للجيش، والجيش موجود لحماية كل اللبنانيين”، فما هي الحجة اليوم لمن يتمسك بسلاحه، ويقول: هذه مسؤوليتي وأنا أتحمّلها؟
ولفت إلى أنّه في عام 1975 قلنا إننا لا نريد السلاح، وأصلاً السلاح الذي كان مع الشباب اشتروه من جيوبهم للدفاع عن بيوتهم وعائلاتهم، كان حلمنا أن تقول الدولة في ذلك الوقت الكلام ذاته الذي يقوله فخامة الرئيس جوزاف عون اليوم. لكن، في المقابل، نسمع اليوم تهديدات ووعيدًا وكأنّ شيئًا لم يتغيّر، هذا الكلام انتهى، فنحن اليوم في عهد الشرعية، في عهد الدولة والسيادة والاستقلال، في عهد الجيش اللبناني الذي يستشهد ويتحمّل مسؤولية الدفاع عن كلّ اللبنانيين.
وأردف “يقولون إذا أردتم أن نسلّم سلاحنا، فليسلّم الجيش سلاحه!” سلاحكم سلاح خارج عن القانون والدستور، أما سلاح الجيش فهو شرعي، دستوري، ووطني، جامع لكلّ اللبنانيين. سلاحكم بأمر دول خارجية لا علاقة لها بلبنان، أما سلاحنا فهو بأمرة قائد القوات المسلحة، رئيس الجمهورية المنتخب شرعيًا من الشعب اللبناني، ومجلس الوزراء، ومجلس النواب، الممثلين للشعب اللبناني. سلاحكم جرّ الويلات على البلد، وأدخل لبنان في حروب لا علاقة له بها، بينما سلاح الجيش هو للدفاع عن لبنان فقط، ولا يورط الشعب في مغامرات لا شأن له بها، فآخر ما يمكنكم فعله هو مقارنة سلاحكم بسلاح الجيش، ثم نسمع كلامًا عن “شرف السلاح”، و”ماذا سيحدث إن فقدنا سلاحنا؟”، هذا السلاح لم يُستخدم إلا للاستقواء على اللبنانيين الآخرين، وليس لشيء آخر. هذا السلاح أثبت أنه غير قادر على الدفاع عن لبنان، بل ورّطه ودمّر قياداتكم وأهلكم وبيوتكم وقراكم.”
مصدر الخبر
للمزيد Facebook