صحة

ما سر رشاقة مؤثري الطعام على مواقع التواصل؟

تغزو منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك وإنستغرام، موجة هائلة من مقاطع الفيديو التي تُظهر مؤثري الطعام وهم يتناولون وجبات ضخمة أو أطعمة غنية بالسعرات الحرارية، في مشاهد تجذب ملايين المشاهدات خلال ساعات قليلة.

واجتاحت ظاهرة “الموكبانغ” الكورية، التي تعتمد على تصوير شخص وهو يتناول الطعام بكميات كبيرة، منصات التواصل، حيث تحقق مقاطعها على تيك توك وحده ملايين المشاهدات، لتتحول إلى صناعة رقمية مربحة، لكنها في الوقت ذاته تثير قلق الخبراء الذين يحذرون من أن هذه المقاطع تطبع في أذهان الجمهور، خاصة المراهقين، صورة مضللة عن العادات الغذائية الصحية، وتشجع على الإفراط في استهلاك الوجبات السريعة.

ورغم الكميات الهائلة التي يبدون وكأنهم يستهلكونها أمام الكاميرا، إلا أن أجسامهم النحيلة تثير تساؤلات لا تنتهي حول سر حفاظهم على رشاقتهم.

من جانبها، كشفت صحيفة “دايلي ميل” البريطانية عن جانب خفي ومظلم لهذا العالم، حيث يلجأ كثير من هؤلاء المؤثرين إلى حيل مختلفة، مثل تذوق الطعام فقط ثم بصقه بعيداً عن الكاميرا، أو تصوير عدة مقاطع في يوم واحد يعقبها صيام لأيام متتالية، إضافة إلى ممارسة تمارين رياضية مكثفة لتعويض أي سعرات مكتسبة. 

وأكد بعض المطلعين أن كثيرين منهم يتناولون أطعمة خفيفة وصحية في الأيام التي لا يصورون فيها، بينما يقتصر المحتوى على مشاهد “الانغماس في الطعام” لجذب المشاهدات وتحقيق الأرباح.

وتتجاوز الحيلة مجرد إخفاء البلع؛ إذ يعمد بعض صناع المحتوى إلى تناول منشطات للشهية قبل التصوير، أو اختيار زوايا تصوير وإيقافات ذكية تخفي حقيقة الكميات الفعلية المستهلكة.

واعترف عدد قليل منهم، أحياناً على سبيل “المزاح” أو خلال لحظات صراحة نادرة، بأنهم لا يأكلون كل ما يظهر في المقاطع، في حين يستمر آخرون في إنكار ذلك للحفاظ على صورتهم أمام المتابعين.

في نفس السياق، حذّر خبراء التغذية والسلوك الغذائي من أن هذه الممارسات، رغم كونها مربحة للمؤثرين، قد تؤدي إلى تشكيل عادات غذائية ضارة لدى الجمهور، مؤكدين أن وراء المشاهد الجاذبة للشهية واقعاً مختلفاً تماماً، تحكمه الخوارزميات، وتغذيه المنافسة الشرسة على المشاهدات.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى