زعيتر: لسنا ضد ملاحقة المطلوبين لكن نرفض القتل الميداني بالطائرات

واستهل زعيتر مؤتمره بالقول: “بداية بكل أسى وحزن أتقدم من عوائل الضحايا ومن أبنائهم وعوائلهم ومن عشيرة آل زعيتر، ومن أهلنا في كل المنطقة بأحر التعازي. سبب هذا اللقاء معكم هو ما حصل بالأمس، وبعدما قرأت بيان المؤسسة العسكرية الذي بعد أن استقصيت كل الحقائق والوقائع، فقد جاء هذا البيان مجافيا للحقيقة، حيث أن الضحايا الثلاثة، طبعا منهم مطلوبين، ومن بينهم غير مطلوبين أيضا، كانوا في سيارتهم، والصور تظهر لنا هذه الحقيقة، كانوا في السيارة عندما تعرضت هذه السيارة لصاروخ من طائرة أو لأكثر من صاروخ، مشهد السيارة وشكلها يؤكد أن السيارة تعرضت للاستهداف، وليس من خلال اشتباك حصل مع الجيش اللبناني الذي نجل ونحترم. على كل حال أنا أناشد فخامة رئيس الجمهورية ومعالي وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش العماد هيكل أن يدققوا بهذا الموضوع، وأن يتحروا عن ما جرى”.
وتابع: “البعض قد يقول أن ما حصل ملاحقة مطلوبين، نحن منذ عشرات السنين، كسياسيين وكأبناء منطقة، كعشائر وعائلات، كنا دائماً نبلِّغ أنه لا يوجد أي سقف فوق أي مخل بالقانون مهما كان نوع إخلاله وارتكابه. وتعرضت أيضاً منازل وهناك إصابات أطفال كما أبلغت في هذا الموضوع، سواء بالقرب من منزل الأستاذ طارق دندش، أو في بيت من آل زعيتر ليس له أي صلة بالمطلوبين، لا بل علاقاته جيدة جدا مع القوى العسكرية مع الجيش، لقد تعرضت بعض المنازل لأضرار وهذا سوف تظهره التحقيقات”.
واعتبر انه “لا يحق لأي جهة في العالم ولا لأي دولة ولا لأي مؤسسة عسكرية أن تستهدف المطلوبين بالطائرات، هذا أمر معروف عند الجميع، وكأنها تنفذ حكما بالإعدام خارج القانون. نعم بالأمس حصل اغتيال لهؤلاء المطلوبين، ولم يكن جميع الضحايا مطلوبين، وكان من الممكن أن يصادف في السيارة التي تعرضت لصاروخ أو عدة صواريخ من الطائرة، وجود أطفال أو نساء. تم بالأمس تنفيذ حكم بالإعدام، الأمر الطبيعي وبحسب الأصول والقانون، كان ينبغي إلقاء القبض على المطلوب ومحاكمته وفق الأصول، إذا لم نتمكن من توقيفه اليوم نسعى في الغد لتوقيفه ومحاكمته أمام القضاء، ولكن لا نرتكب مجازر، ولا أن يعدم المطلوب بطريقة ميدانية دون محاكمة ودون دفاع عن نفسه. وأكرر مناشدتي لفخامة الرئيس العماد جوزف عون، ولمعالي وزير الدفاع، ولسعادة قائد الجيش، بأن يأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار، ويحققوا بهذا الموضوع، أو يتابعوه مع الجهات المعنية”.
وأضاف: “أقول لكل الصائدين في البحر الخطأ، ما بيننا وبين الجيش، هو ما بين الأعمدة الستة والسهل، وشائج القربى والأخوة والمصير، مهما كانت الظروف والمآسي والأحزان، ونحن سواء على المستوى الشخصي والعائلي، أو على مستوى الإنتماء السياسي، الجيش ونحن، منذ كان جيشنا، كنا بيتا وعشيرة وحركة وطائفة ومنطقة، حصنا حصينا وسدا منيعا في مواجهة كل أولئك الذين ناصبوا جيشنا العداء، ولم يكن لنا من شعار إلا قول رئيسنا دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري: “جيشك على حق ولو كان ظالمًا”. نعم أيها الأخوة ستسقط كل محاولات زرع أسافين الشقاق بين أهل الجيش وجيشهم، بين خزان شعب البقاع الأبي ومؤسستهم التي أعطوها أغلى ما يملكون أبناءهم”.
وختم زعيتر: “سنبقى خلف الجيش اللبناني، لا سيما في هذه الظروف الخطيرة، ليست صعبة وحسب، إنما ظروف خطيرة، العدو الصهيوني في أجوائنا ومحتل لأرضنا، يرتكب الجرائم في كل البقع من أرض لبنان. نحن اليوم خلف هذا الجيش، خلف هذه المؤسسة التي فيها أبناؤنا من كل لبنان، ومن كل الطوائف والمذاهب اللبنانية، ومن كل جغرافية لبنان، للدفاع عن الوطن والدفاع عن الإنسان. أكرر العزاء لهؤلاء الضحايا، وأكرر بأن الجيش خط أحمر، وأدعو الجميع إلى التهدئة بانتظار أن يبت في مجمل التحقيقات حول كيفية حصول هذا الحادث الأليم ليبنى على الشيء مقتضاه”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook