منشّط قاتل… مشروبات الطاقة تسرق حياة شباب لبنان

ومع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يزداد الإقبال عليها بشكل ملحوظ، إذ يراها البعض مصدرًا سريعًا للطاقة. غير أن ما يجهله كثيرون، هو أن خلف هذه “الطاقة الفورية” تختبئ مخاطر صحية جدية قد تكون مميتة.
تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن نحو 64% من شباب لبنان يستهلكون مشروبات الطاقة بانتظام، من دون وعي بحقيقة محتواها المرتفع من الكافيين والسكّر.
هذه التركيبة قد تؤدي إلى تسارع ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وأعراض كأرق مزمن وصداع متكرر. وفي بعض الحالات، قد تتطور المضاعفات لتصل إلى جلطات قلبية أو دماغية، فضلًا عن تأثيرات خطيرة على الجهاز العصبي.
وتزداد الخطورة بشكل كبير عند استهلاك هذه المشروبات تحت أشعة الشمس الحارقة أو خلال ممارسة مجهود بدني، إذ تؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى رفع احتمالات الإصابة بمضاعفات حادة قد تهدد الحياة.
وفي الآونة الأخيرة، سُجّلت في لبنان حالات وفاة مفاجئة بين شبّان كانوا يستهلكون مشروبات الطاقة بكثرة، ما دفع الأطباء إلى دق ناقوس الخطر. وقد أكّد أطباء لبنانيون أن التأثيرات المباشرة لمشروبات الطاقة على القلب والجهاز العصبي، وخصوصًا في ظل ظروف مناخية قاسية، قد تكون السبب في هذه المآسي المتكررة.
أمام هذا الواقع، لا يمكن البحث عن الحل في طاقة صناعية قصيرة المدى، بل في العودة إلى أساسيات الحياة الصحية. فالنوم المنتظم، والتغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات، وشرب كميات كافية من المياه، إلى جانب ممارسة الرياضة، تشكل مصادر الطاقة الحقيقية والمستدامة التي تعزز صحة الجسم وتحافظ على توازنه.
من هنا، لا بد من التنبيه بوضوح الى أن مشروبات الطاقة ليست وسيلة بريئة لتعزيز النشاط أو كسر التعب، بل قد تتحوّل، عند الإفراط في استخدامها، إلى خطر صامت يهدّد الصحة والحياة.
والمطلوب اليوم ليس منعها، بل نشر الوعي حولها، وتمكين الشباب من اتخاذ قرارات مدروسة تحميهم من أضرار يمكن تجنّبها بسهولة، إذا وُفِّرت لهم المعرفة الصحيحة والرغبة الصادقة في حياة أكثر توازنًا وسلامة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook