هل تثبت هذه الصور أن المتحدث باسم طالبان يعيش حياة مزدوجة؟
نشرت في: 21/09/2021 – 16:34آخر تحديث: 23/09/2021 – 17:26
على وسائل التواصل الاجتماعي في أفغانستان وخارجها، نشر عدد كبير من الأشخاص صورا مركبة تدعي أنها تظهر المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد يعيش حياة مزدوجة في تعارض مع صفة “الملا” التي يتمتع بها داخل الحركة الإسلامية المتشددة.
تظهر المنشورات من جهة أن المتحدث باسم طالبان يرتدي العمامة السوداء التي تميز عددا كبيرا من قادة الحركة ومن جهة أخرى صورا لثلاثة رجال يبدون مشابهين له وهو عاري الرأس. وفي إحدى هذه الصور، نرى الرجل برفقة امرأة لا ترتدي حجابا يغطي شعرها. وجاءت هذه الصور مرفقة بتعليقات تشير إلى أن ذبيح الله مجاهد يعيش حياة مزدوجة وأنه عاش في المملكة المتحدة بالخصوص. ولكن كل هذه الصور لا تتعلق بذبيح الله مجاهد ولا تثبت أنه عاش خارج أفغانستان.
في الوقت الذي تبدو فيه الحرب على الأرض في أفغانستان شبه محسومة، فإنها تستمر على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي ينشر فيه مناوئو الحركة مقاطع فيديو تبدو أنها حقيقة صورا لمقاتليها يعتدون على أشخاص، فإن هناك منشورات أخرى كاذبة تم تركيبها للسخرية من حكام أفغانستان الجدد بغية تشويههم.
ومن بين هذه المنشورات، يستهدف بعضها ذبيح الله مجاهد الذي يتولى منصب المتحدث باسم الحركة منذ وقت طويل والذي ظهر للعلن في 17 آب/ أغسطس بعد أن بقي وجهه غير معروفا لسنوات طويلة. وتنتشر الرسائل التي تحتوي على صور مركبة تستهدفه بشكل كبير على تطبيق تليغرم وعلى تطبيقات دردشة أخرى في أفغانستان.
إحدى المنشورات هي في الحقيقة لممثل باكستاني التقطت أثناء حفلة عيد ميلاد
وتحتوي إحدى المنشورات الأكثر رواجا على صورة حقيقة لذبيح الله مجاهد وهو يرتدي عمامة سوداء بالإضافة إلى صور لرجلين آخرين: إحداها يلتقط صورة مع امرأة مكشوفة الرأس في تعد صارخ على مبادئ الإسلام التي تتبانها حركة طالبان.
ويحتوي المنشور، الذي راج على فيس بوك ومنصات رقمية أخرى، على تعليق يقول “ذبيح الله مجاهد هو اسم مستعار، واسمه الحقيقي هو عبد الغفار. لقد كان يعيش في لندن ومن ثم عاش في منزل (حميد) قرضاي (الرئيس الأفغاني الأسبق).”
ولكن بحثا عكسيا عن الصورة (انظر هنا كيف يمكن القيام به) يظهر أن الرجل الذي يرتدي بدلة رسمية سوداء الذي يتلقط صورة مع امرأة هو ممثل باكستاني يدعى ياسر نواز وكان بصدد التقاط صورة مع زميلته جافريا سعود خلال حفل عيد ميلاد في شباط/ فبراير 2021.
في تركيب الصور هذا المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي في أفغانستان، نرى الرجل الذي يرتدي عمامة سوداء في الأسفل على اليمين هو المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد. أمام الرجل الموجود على اليسار فهو الممثل الباكستاني ياسر نواز مع ممثلة أخرى. ولم يتم تحديد الرجل الظاهر في الصورة الثالثة ولكن برنامج للتعرف على الوجه يؤكد أنه ليس ذبيح الله مجاهد. صورة مراقبون فرانس24.
صور ملتقطة في سهرة عيد ميلاد نيدا ياسر. صورة مراقبون فرانس24.
الرجل الثالث الغامض
وتحتوي المنشورات أيضا على صورة رجل ثالث ذي شعر قصير ويرتدي سترة ذات غطاء للرأس وهو جالس في مقهى. ولم نتوصل إلى تحديد هوية هذا الرجل. ولكن مقارنة وجهه مع صورة حقيقة لذبيح الله مجاهد باستخدام برنامج للتعرف على الوجوه من إنتاج شركة مايكروسفت يدعى “أزور” تدل أن هناك اختلافا واضحا بين الوجهين.
مقارنة مع صورة فوتوغرافية حقيقة لذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان (على اليمين) مع صورة الرجل غير المعروف الذي قيل إنه مجاهد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي (على اليسار). تؤكد هذه المقارنة أنهما ليسا نفس الشخص. وتمت المقارنة هذه المرة باستخدام أداة التعرف على الوجوه “بيتا فايس”. وتستخدم أدوات مثل “بيتا فايس” و”أزور” التي طورتها شركة مايكروسوفت معطيات بيومترية لمقارنة وتحديد نقاط الاختلاف بين الوجوه. صورة مراقبون فرانس24.
إحدى المنشورات تظهر ناشطا هنديا على تطبيق “تيك توك”
كما يظهر تركيب صور آخر ذبيح الله مجاهد مع رجل يحمل منديلا أزرق على تطبيق “تيك توك”. ولكن الصور تخص في الحقيقة أمير جوت النجم الهندي الذي نشر رد فعل ساخر على هذه الصور المركبة عبر حسابه في “تيك توك”.
يدعي تركيب الصور هذا أن الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد (على اليسار) يعيش حياة مزدوجة. ولكن الرجل الظاهر في الصورة الموجودة على اليمين هو في الحقيقة نجم هندي على تطبيق تيك توك يدعى أمير جوت. صورة مراقبون فرانس24.
سخر النجم الهندي على “تيك توك” أمير جوت من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعي أنه المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook