لجنة مهرجانات بعلبك نعت زياد الرحباني

واشارت الى انه “منذ ولادته، كانت مهرجانات بعلبك الدولية حاضرة في ذاكرته الفنيّة، كيف لا، وقد شهد هناك على خطوات والدته فيروز، حين نقل الرحابنة المهرجان من فضاء العروض الغربيّة إلى قلب الثقافة اللبنانيّة. زياد، حمل تلك اللحظات في وجدانه، ونما معها شغف الفنّ الملتزم. في عمر السابعة عشرة، وأثناء مرض والده، كتب زياد أولى ألحانه لوالدته في مسرحيّة (المحطة)، لتبدأ شراكة إنسانيّة وفنيّة فريدة بين أم وابنها، بين صوت وملحّن، شراكة نحتت ملامح الأغنية اللبنانيّة الحديثة. في الثمانينيات والتسعينيات، أبدعت فيروز من كلمات وألحان زياد: (كيفك إنتَ)، و(عودك رنّان) و(إيه في أمل)، أعمال شكّلت انقلاباً فنياًّ وصوتاً حرّاً تجاوز المألوف، جسّدت لقاء جيلين ووجعين. كانت حفلاتهما أكثر من عروض موسيقيّة، كانت مواقف علنيّة، مساحات حريّة للّحن، للضحكة، للناس. تميّز زياد بأسلوب فني خاص مزج بين الجاز الشرقي، والمسرح السياسي الساخر، والواقعيّة الجريئة. في أعماله المسرحية مثل (نزل السرور) و (بالنسبة لبكرا شو؟)، و (فيلم أميركي طويل)، صوّر قضايا الناس بلغتهم، ونطق بأوجاعهم دون تزييف أو مراوغة. في هذه اللحظة القاسية، نتوجّه بتحيّة إجلال ومحبّة إلى السيّدة فيروز، في خسارة لا تشبه سواها. فقد كانت علاقتها بزياد أكبر من رابطة أم بابن. كانت حواراً عميقاً بين صوتٍ وألحان، بين رؤية ورسالة، جعلت الفنّ مِساحة للصدق والحريّة”.
وختمت:”ستبقى مهرجانات بعلبك الدوليّة شاهدةً على هذه المسيرة، وسيظل إرث زياد ينبض في قلوب الأجيال، وفي كل نغمة تُعزَف تحت أعمدة التاريخ. وداعاً زياد، موسيقاكَ خالدة، وكلماتك أعمق من الغياب”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook