من هوكشتاين واورتاغوس الى برّاك :موقف أميركي ثابت باسلوب مختلف

على هذه الخلفيات، يمكن القول إنّ السعي لوضع جداول مقارنة بين الموفدين الأميركيين إلى لبنان والمنطقة ليس صعباً، ذلك أنّ الفوارق قليلة، فجميعهم يتقنون تنفيذ الخطط التي يحملونها من إدارتهم العميقة كما من قادتهم السياسيين والعسكريين والديبلوماسيين، وهي مهمّة متكاملة لا يمكن التلاعب بمضمون رسائلها وثوابتها. وإن كانت هناك قدرة على تنفيذها بآليات وأشكال مختلفة، وهو ما تعكسه المواصفات الشخصية لكل منهم. فإلى ما تركه آداء الموفد السابق عاموس هوكشتاين، وما اتصف به من مميزات تعاطى معها اللبنانيون بردّات فعل منطقية ومتناقضة، فأنّه نجح في تحقيق بعض الخطوات والمهمّات الإيجابية التي توّجها بتفاهم 27 تشرين الثاني 2024 وتجميد الأعمال العدائية التي لم تصل حتى اليوم إلى مرحلة ترتيب وقف شامل وثابت لإطلاق النار. ولو سمعت قيادة “حزب الله” التي فوّضت أمرها إلى “الاخ الأكبر”، وتفهمت مبادراته واقتراحاته قبل فترة طويلة من نهاية العمليات العسكرية، لاختصرت مأساتها الخاصة والتي عاشتها البيئة الشيعية خصوصاً واللبنانيون عموماً. فهو من نبّه أكثر من مرّة إلى “فرص ذهبية” قد تنتهي فعاليتها في اي وقت، حتى انّها وفي مثل هذه الفترة من العام الماضي لم تصدّق مخاوفه من إمكان تفلّت الامور من يد إدارته الديموقراطية عندما تدخل مدار الانتخابات الرئاسية في نهاية صيف 2024 التي أطاحت بهم وجاءت بالجمهوريين إلى البيت الابيض، وكانت حرب الايام الـ66 الأخيرة بما حملته من نكبات.
وجاءت زيارته الثالثة في مهمّة توضيحية، أنهى فيها آمال البعض بإمكان قيام أي حوار مباشر بين بلاده و”حزب الله”، وعدم وجود أي مؤشر يحيي أذرع إيران في لبنان والمنطقة، بعدما ذكّرهم بأنّ “حزب الله” “منظمة إرهابية” بالنسبة إلى بلاده.
وتنتهي المراجع الديبلوماسية والسياسية إلى التأكيد انّ “البرنامج الأميركي واحد وثابت، وإن اختلفت النظرة إليه بسبب مدرائه. فعليهم التفهم انّ الأسلوب قد يتغيّر من موفد إلى آخر، وانّ النتيجة واحدة لا تتبدّل ولا تتغيّر… وعلى اللبيب من الإشارة أن يفهم”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook