عكس ما تؤكده إدارة فيسبوك من أن قواعدها تسري على الجميع، تبين أن عملاق التواصل يستثني المشاهير على منصته، ممّن لديهم جمهور واسع، من عدد من قواعد النشر، وبالتالي لا تسري عليهم القوانين ذاتها التي تسري على بقية مستخدمي الموقع، وذلك عبر نظام اسمه “إكس تشيك”.
وكشفت جريدة “وول ستريت جورنال” عبر تحقيق أن فريق فيسبوك لا يراجع منشورات المشاهير (الذين يحظون بمتابعة كبيرة) في عالم الفن والرياضة والسياسة والإعلام وغير ذلك، بالمعايير نفسها التي يراجع بها منشورات بقية المستخدمين.
وتحت هذا النظام، يمنح فيسبوك استثناءً للمشاهير من قواعد النشر، فما يعدّ خرقا للقواعد في منشور مستخدم آخر، ويؤدي إلى منع المنشور أو حذفه لاحقا، أو حتى إلى معاقبة المستخدم بمنعه مؤقتاً من النشر، لا يسري على عدد من المشاهير عندما ينشرون المنشور ذاته.
ومن المعايير التي يضعها فيسبوك للتفريق بين مستخدم وآخر هناك القيمة الإخبارية والشهرة والتأثير، ويوجد حوالي 5.8 مليون مستخدم في نظام “إكس شيك”، حسب ما نقلته الغارديان عن تحقيق الصحيفة الأمريكية.
وتبين أن نظام “إكس شيك” منح استثناءً لللاعب البرازيلي نيمار دي سيلفا، لأجل نشر صور عارية لسيدة سبق لها أن اتهمته بالاغتصاب، وقام فيسبوك لاحقا بحذف الصورة.
اقرأ أيضا: بسبب ترامب.. فيسبوك يتعهد بمراجعة السياسات الخاصة بالمحتوى
وسيقوم مجلس الرقابة في فيسبوك، وهي هيئة تتمتع باستقلالية كبيرة، بمراجعة هذا النظام بعد خروج تحقيق “وول ستريت جورنال” إلى العلن، وسينشر المجلس محادثاته مع فيسبوك حول هذا النظام في تقريره القادم خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول.
وقال أعضاء في المجلس للصحيفة الأمريكية إنهم قد يقدمون توصيات بعدم استمرار تطبيق معايير هذا النظام، وإنه سبق لهم أن نبهوا الإدارة إلى الطريقة غير المتسقة التي تتخذ بها القرارات، ولماذا من الضروري جدا التأكيد على مبادئ الشفافية والرقابة المستقلة.
ورد فيسبوك على سؤال للصحيفة أن إنشاء هذا النظام كان ضروريا لخلق خطوة إضافية تمكن من تطبيق سياسات دقيقة على محتوى يتطلب مزيدا الفهم. لكنه كذلك أكد أن الانتقادات التي وُجهت للنظام كانت عادلة وأنه سيعمل على إجراء إصلاحات على النظام.
إ.ع/ع.ج.م
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
البداية من هارفارد
لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسمياً، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي “فيسبوك” إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
إقبال متزايد
كان لـ”فيسبوك” قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية (2017) على “فيسبوك” أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه (2004).
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
كوكب مواز
اختراق “فيسبوك” للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه “الكوكب الموازي”.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
“استحواذ” وشراكات
استطاع “فيسبوك” أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من “الاستحواذ” على برامج أخرى. وتعتبر شركة “مايكروسوفت” من بين الذين قدموا عرضاً لشراء “فيسبوك” عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم “فيسبوك”. أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق “إنستغرام” أولها عام 2012، تلاها “واتساب” عام 2014.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
“نافذة للرقابة والقمع”
اعترفت بعض المحاكم بـ”فيسبوك” منذ 2008. كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى “لم يرق” لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلاً، قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع “فيسبوك” “للتحريض” ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
أفيون الثورات؟
شكل “فيسبوك” مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من “فيسبوك”، الذي لعب دوراً مهماً في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه “ثورة 2.0”. لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكترونية ضمن ما تعاقب عليه هناك.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
منصة للجيوش الإلكترونية
خلق “فيسبوك” أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (2011-2012) واحداً من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقاً من الموقع حرباً إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ”فيسبوك” بإغلاق حسابات لمعارضين.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
انتقادات متكررة!
“انتهاكات خصوصية المستخدمين، تسريب البيانات وإمكانية استغلالها من طرف الاستخبارات، فضلاً عن نشر مواد تدعو إلى العنف والكراهية والتمييز…” كلها انتقادات وجهت لـ”فيسبوك”. لكن كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الشركة سابقاً، رد على هذه الانتقادات بقوله: “لم نقم من قبل مطلقاً بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق”، حسب ما تناقلته عدة مواقع إلكترونية.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
دعاوى قضائية متعددة
رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضد “فيسبوك”، كما رفع هو الآخر ضد مستخدمين. كان أول الدعاوى ضد الشبكة عام 2004، إذ اتهمت شركة “كونكت يو” مارك زوكربرغ بسرقة الأفكار التي وضعوها حول الموقع واستخدام الكود الرئيسي الخاص بهم. كما رفع الموقع هو الآخر دعوة ضد ضد آدم جوربوز، وحصل على تعويض قيمته 873 مليون دولار.
-
فيسبوك – من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
“إخفاق كارثي”
مسألة الحصول على بيانات المستخدمين جعلت “فيسبوك” محط محاسبة في مرات كثيرة؛ آخرها يوم 20 مارس/ آذار 2018. فقد دعت لجنة من المشرعين البريطانيين من مختلف الأحزاب رئيس “فيسبوك” إلى تقديم تفسير بخصوص “إخفاق شركته الكارثي” في حفظ البيانات الشخصية. كما قررت السلطات البريطانية التحقيق بشأن شركة “كامبريدج أناليتيكا” البريطانية، التي اتهمت بحيازة غير قانونية لمعطيات مستخدمي الشبكة. إعداد: مريم مرغيش
الكاتب: مريم مرغيش
document.addEventListener(“DOMContentLoaded”, function (event) {
if (DWDE.dsgvo.isStoringCookiesOkay()) {
facebookTracking();
}
});
function facebookTracking() {
!function (f, b, e, v, n, t, s) {
if (f.fbq) return;
n = f.fbq = function () {
n.callMethod ?
n.callMethod.apply(n, arguments) : n.queue.push(arguments)
};
if (!f._fbq) f._fbq = n;
n.push = n;
n.loaded = !0;
n.version = ‘2.0’;
n.queue = [];
t = b.createElement(e);
t.async = !0;
t.src = v;
s = b.getElementsByTagName(e)[0];
s.parentNode.insertBefore(t, s)
}(window, document, ‘script’,
‘https://connect.facebook.net/en_US/fbevents.js’);
fbq(‘init’, ‘157204581336210’);
fbq(‘track’, ‘ViewContent’);
}
مصدر الخبر للمزيد
Facebook
مرتبط