الحرب قريبة: تهويل ام واقع؟

في موازاة هذا المشهد، برز موقف لبناني رسمي حول سلاح “حزب الله”، وهو موقف قد لا يرضي الأميركيين ولا الإســرائيليين، إذ يتعامل مع الملف من زاوية الواقع المحلي وتوازناته، لا من باب التسويات المفروضة. هذا الموقف اللبناني، يترافق مع تصعيد في الخطاب الإسـرائيلي يُلمّح إلى احتمال تسخين الجبهة مع لبنان، لكن هل هذا الخيار واقعي؟ وهل من مصلحة إســرائيل فعلاً خوض حرب جديدة؟
التهويل موجود، لكن الحسابات أكثر تعقيداً. بالرغم من ظروفه الداخلية والضغوط الاقتصادية، إلا أن “حــزب الله” قد يخرج مستفيداً من أي حرب جديدة، لعدة أسباب. أولاً، يملك اليوم شرعية داخلية صلبة، كونه التزم بوقف إطلاق النار بعد حرب أيلول ولم يرد على الخروقات المتكررة، ما يمنحه مبررًا شعبيًا لأي رد فعل مستقبلي، اقله في بيئته.
ثانياً، إســرائيل لا تملك اليوم بنك أهداف مشابه لما كان في ايلول. فبناء هذا البنك تطلب نحو عشرين عاما من العمل الاستخباراتي، بينما “الحزب” اليوم بات أكثر تعقيدًا، وأكثر تمرساً في إخفاء البنية التحتية والقيادة. منذ اغتيال الصفين الأول والثاني، لم تعد القيادات معروفة، كما أن أساليب التفكير والتخطيط داخل “الحزب” لم تعد مكشوفة أمام أجهزة الاستخبارات الإســرائيلية.
وأخيرًا، فإن الحرب، وإن كانت مكلفة على الحزب وبيئته، إلا أنها ليست مغامرة سهلة كما يتخيّل البعض في تل أبيب. فتح جبهة جديدة قد يعني مواجهة مفتوحة لفترة، وهو ما قد يشكل مجازفة سياسية وعسكرية في توقيت حساس.
فهل تخاطر إسـرائيل فعلاً؟ الجواب لا يزال في مهبّ التصعيد..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook