آخر الأخبارأخبار محلية

من الشاشات إلى النشاطات.. هكذا يصنع الصيف فرقًا في حياة أطفالكم

مع انتهاء العام الدراسي، يجد الأهل أنفسهم أمام تحدٍّ جديد. كيف يمكنهم استثمار العطلة الصيفية لأبنائهم بطريقة تجمع بين الفائدة والمتعة؟ في ظل تزايد الانشغال بالتكنولوجيا والجلوس المطوّل أمام الشاشات.









تبرز أهمية البرامج الصيفية كوسيلة فعالة لإشراك الأطفال في أنشطة تُنمّي قدراتهم وتُفرغ طاقتهم في بيئة آمنة وهادفة.

ضمن هذا الإطار، أجرينا لقاءً مع السيدة مريم غصن، صاحبة Hi5 champers، التي تشرف على تنظيم برنامج صيفي مميّز للأطفال، وشاركَتنا أبرز ملامحه وتجربتها فيه.

وقالت غصن “انطلقت فكرتنا من الحاجة إلى مكان آمن وممتع للأطفال خلال عطلتهم الصيفية، بعيدًا عن الشاشات والملل، ومليء بالأنشطة التي تُنمّي مهاراتهم وتُفرغ طاقتهم. أردنا أن نوفر بيئة يشعرون فيها بالسعادة والانتماء، ويتعلّمون من خلال اللعب والتجربة”.

وأضافت “برنامجنا متنوّع ويجمع بين الترفيه والتعليم. يشمل ألعابًا مائية وحركية، وأشغالاً يدوية، وموسيقى، وقراءة قصص، ومسرح، وزيارات خارجية. نركّز بشكل رئيسي على الجانب الترفيهي، لكننا نُدخل الجوانب التعليمية بشكل غير مباشر يتناسب مع أعمار الأطفال ويُشجّعهم على التعلّم من خلال المرح”.

وأشارت غصن الى أن “تجاوب الأهالي دائمًا مشجّع وإيجابي. كثير من العائلات تُسجّل أبناءها بناءً على توصيات من أهلٍ جرّبوا البرنامج سابقًا. ونلاحظ عامًا بعد عام تزايدًا في الإقبال، خصوصًا من العائلات التي عادت وسجّلت أطفالها بعد تجربة ناجحة”.

وتابعت “نستقبل الأطفال من عمر 3 إلى 10 سنوات، ونقسّمهم إلى مجموعات بحسب فئاتهم العمرية. لكل فئة برنامج خاص يراعي قدراتهم واهتماماتهم، من أنشطة حسّية وبسيطة للصغار، إلى تحديات ذهنية وألعاب جماعية للأطفال الأكبر سنًا”.

وختمت بالقول“تواجهنا تحديات متعددة مثل تقلبات الطقس، وتنظيم الوقت بما يتناسب مع الفئات المختلفة، إضافة إلى التعامل مع احتياجات كل طفل بشكل فردي. لكن بفضل التخطيط الجيد، ووجود فريق محبّ ومؤهّل، وتواصل دائم مع الأهل، نستطيع تجاوز هذه التحديات وتقديم تجربة ناجحة وآمنة للجميع”.

إلى جانب رأي الخبراء، لا تكتمل الصورة دون الاطّلاع على تجارب الأهل الواقعية. لذلك، التقينا أمًّا لثلاثة أطفال (تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات)، شاركوا هذا العام في برنامج صيفي، وعبّرت عن رضاها الكبير عن هذه التجربة.

وقالت ابتسام دوغان “بصراحة، لم أُرِد أن يقضوا أيامهم أمام الشاشات. كنت أبحث عن مكان آمن ونشيط، يقدّم لهم تجربة ممتعة ومفيدة في الوقت ذاته، وقد سمعْتُ عن مدرسة صيفية من إحدى صديقاتي”.

وقالت دوغان “لم يعودوا يشعرون بالملل، بل يستيقظون صباحًا بحماسة للذهاب. لاحظتُ تحسّنًا في سلوكهم، وتراجعًا في توتّرهم. كما اكتسبوا أصدقاء جدداً، وأصبحوا أكثر تعاونًا وتفاعلًا”.

وأشارت الى ان “في السنوات الماضية، كانت العطلة مرهقة لي ولهم. أما هذا العام، فقد اختلفت الأمور تمامًا. أشعر بالراحة لأنني أعلم أنهم في مكان آمن ويستفيدون، وفي الوقت نفسه، أحظى ببعض الوقت لإنجاز أموري اليومية”.

وقالت “أنصح كل أم وأب بتسجيل أطفالهم في برنامج صيفي موثوق. ليس بالضرورة أن يكون مكلفًا، المهم أن يكون مضمونًا ويقدّم تجربة تربوية وترفيهية في آنٍ واحد. هذه البرامج تُنمّي شخصية الطفل وتعلّمه المسؤولية والتفاعل”.

في الختام، العطلة الصيفية ليست مجرّد استراحة من الدراسة، بل هي مساحة ذهبية للنموّ، والتعلّم، والضحك، وتكوين الذكريات الجميلة. عندما يُشارك الأطفال في أنشطة صيفية هادفة، فإنهم لا يُنمّون مهاراتهم فقط، بل يعيشون تجارب ستبقى محفورة في ذاكرتهم لسنوات طويلة.

أما الأهل، فليست راحة البال أمرًا ثانويًا، بل هي حقّهم أيضًا. برنامج صيفي مدروس، أو حتى جدول أنشطة بسيط في المنزل، كفيل بأن يُحوّل شهور العطلة إلى رحلة مشتركة من الفرح والاكتشاف.
فليكن صيف هذا العام مختلفًا… مليئًا باللعب، والابتكار، والضحكات العالية.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى