قاسم حسم النقاش: حزب الله لن يسلم سلاحه

إلا أن موقف حزب الله جاء واضحًا وجازمًا. قاسم شدد على أن “السلاح يُناقَش داخليًا فقط”، ولا دخل لإســرائيل به، داعيًا إياها إلى تطبيق ما يتوجب عليها من بنود الاتفاق، لا فرض شروط إضافية. وهذا الموقف يتقاطع مع ما يقال في الكواليس عن أن الرد اللبناني الرسمي على المقترح الأميركي سيكون قريبًا من مضمون كلام قاسم، أي رفض أي تدخل اسرائيلي في مسألة السلاح، الذي سيناقش داخليا لكن بعد انسحاب اسرائيل.
وتعني هذه المقاربة أن المبادرة الأميركية، التي تحظى بترحيب شكلي من بعض القوى الرسمية، قد لا يُكتب لها النجاح فعليًا، إذ أن جوهرها يصطدم برفض قاطع من حزب الله، الذي لا يزال يعتبر السلاح جزءًا من معادلة الردع، ومكوّنًا أساسيًا في سياسته الدفاعية، وربما التفاوضية أيضًا.
وبذلك يكون نعيم قاسم قد سحب من التداول فكرة الربط بين التهدئة وبين نزع السلاح أو ضبطه، معتبرًا أن هذه الملفات ليست قابلة للربط أو المقايضة، بل تُدار وفق رؤية الحزب وحده. هذا الخطاب لا يوجّه فقط إلى الأميركيين، بل أيضًا إلى الداخل اللبناني، وتحديدًا إلى القوى التي تراهن على تسوية إقليمية تؤدي إلى تحجيم دور الحزب وسلاحه ضمن المرحلة المقبلة.
بدا واضحًا أن أي مبادرة دولية لا تأخذ في الحسبان موقف الحزب، وتحديدًا تمسّكه بسلاحه، ستكون محكومة بالتعثر، حتى لو تم تقديمها بغلاف ديبلوماسي أو اقتصادي ناعم.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook