آخر الأخبارأخبار محلية

ماذا يعني أن يستثمر إيلون ماسك في قطاعي الاتصالات والإنترنت في لبنان؟

لم يكن الاتصال الذي أجراه الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي “تيسلا” و”سبيس إكس” ومالك منصة “إكس”، برئيس الجمهورية جوزيف عون، اتصالًا عاديًا. فقد أعرب ماسك خلال المكالمة عن اهتمامه بلبنان، وتحديدًا بقطاعي الاتصالات والإنترنت، كاشفًا عن رغبته في دخول السوق اللبناني عبر شركاته.


Advertisement










وقد أثار هذا الاتصال اهتمامًا واسعًا في الأوساط اللبنانية، وفتح الباب أمام تساؤلات عديدة، أبرزها: ماذا يعني أن يستثمر إيلون ماسك في قطاعي الاتصالات والإنترنت في لبنان؟
ليست هذه المرة الأولى التي يُبدي فيها ماسك اهتمامه بلبنان، إذ سبق أن أعلن عن نيّته تقديم خدماته في البلاد، بحسب ما أكده إيلي غبش، الرئيس التنفيذي لشركة “The Intelligent Academy”.
وأوضح غبش أنه حتى الآن لا يوجد تصور رسمي أو واضح حول طبيعة الخدمات التي قد يقدّمها ماسك في لبنان، مشيرًا إلى أن التحديات في هذا القطاع لا تزال كبيرة، لا سيما أن لبنان يُعد ثاني أغلى بلد في العالم من حيث كلفة خدمات الاتصالات. وأضاف أن الإنترنت في لبنان لا يزال يعتمد على “الكاش داتا”، والبنية التحتية متأخرة، كما أشار إلى أن لبنان يكاد يكون الدولة الوحيدة التي لا تزال خطوط الهاتف تُشحن فيها شهريًا أو سنويًا.
فرص استثمارية واعدة في قطاع الإنترنت
ومن هنا تأتي أهمية دخول ماسك إلى السوق، إذ لفت غبش إلى أن شركات ماسك، قبل اتخاذ أي خطوة، تجري دراسة سوق شاملة (market study) لتحديد ما ينقص المستخدم من حيث نوعية الخدمة والأسعار. ومن شأن ذلك أن يفتح باب المنافسة بشكل واسع، ما يُجبر الشركات المحلية على تحسين أدائها وخدماتها حفاظًا على حصّتها السوقية.
وأشار إلى أن معظم الأعمال أصبحت تعتمد على الإنترنت، ما يجعل ضعف الشبكة وانقطاعها المتكرر في لبنان عائقًا كبيرًا أمام الإنتاجية اليومية. وفي هذا السياق، فإن دخول خدمات مثل “ستارلينك” قد يُحدث نقلة نوعية في استقرار الشبكة وسرعتها.
هل من داعٍ للمخاوف الأمنية بشأن استخدام “ستارلينك” في لبنان؟
لكن، برزت مخاوف أمنية تتعلق باستخدام “ستارلينك”، خاصة لجهة تجاوز البيانات لشركات الاتصالات اللبنانية واحتمال دخول المستخدمين إلى مواقع محظورة (كمواقع إرهابية). وأكد غبش أن هذه المخاوف قابلة للمعالجة. إذ تستطيع الدولة اللبنانية، من خلال اتفاق رسمي مع “ستارلينك”، أن تطلب حق الوصول المباشر إلى سجلات الاستخدام الخاصة بالمستخدمين داخل لبنان. فالشركة قادرة تقنيًا على تحديد الحسابات اللبنانية، وبالتالي لا تحتاج الدولة إلى تقديم طلب خاص في كل مرة تُجري فيها تحقيقًا أمنيًا، طالما أن هذا الحق مضمون مسبقًا في الاتفاق.
وفي سياق متصل، تناول غبش موضوع احتكار سوق الاتصالات في لبنان، معتبرًا أن إمكانية كسره تعتمد على نوع وحجم الاستثمار الذي سيقدّمه ماسك.
فإذا شمل الاستثمار قطاع الاتصالات بشكل مباشر، فهناك فرصة حقيقية لكسر الاحتكار، وفتح السوق أمام شركات عالمية مهتمة بالاستثمار في لبنان مثل “Orange” و”AT&T”، الأمر الذي سيخلق بيئة تنافسية صحية.
ورغم أن خدمة “ستارلينك” بحد ذاتها لن تؤدي بالضرورة إلى خفض الأسعار، نظرًا لكلفتها المرتفعة قليلاً، إلا أن نوعية الخدمة ستُشكّل فارقًا كبيرًا بالمقارنة مع ما هو متاح حاليًا في لبنان.
وبناءً عليه، تبقى هذه التوقعات تحليلية حتى تتضح الخطوات التي سيقدم عليها الملياردير الأميركي، وعندها ستتجلى النتائج بشكل أوضح. فهل ستكون هذه الخطوة قريبة؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى