آخر الأخبارأخبار محلية

تقريرٌ إسرائيليّ: من لبنان.. هكذا انهار محور المقاومة!

نشر موقع “غلوبز” الإسرائيليّ تقريراً جديداً تحدث فيه عما أسماه كيفية “انهيار محور المقاومة” الذي كانت تدعمهُ إيران في منطقة الشرق الأوسط.

 

وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه “لعقود، استثمرت إيران في بناء مجموعة من المنظمات المسلحة المُصممة لتهديد إسرائيل وردعها عن مُهاجمتها”، وأضاف: “لكن في لحظة الحقيقة، عندما احتاج المُرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تلك الجماعات، لم تكُن موجودة”.

 

واعتبر التقرير أنَّ “الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران تعكسُ الإنهيار النهائي لمحور المقاومة”، وأضاف: “في السابع من تشرين الأول 2023، مُنيت إسرائيل بهزيمة تاريخية ساحقة، لكن كرة الثلج التي بدأت تتدحرج أدت في النهاية إلى تفكيك مخالب الأخطبوط الإيراني”.

 

التقرير ذكر أنَّ القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، قضى سنواتٍ في تطوير هذا المحور بهدف إحكام قبضته على إسرائيل وذلك من خلال المُنظمات المُسلّحة في غزة، بقيادة حماس، ونظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في سوريا، جماعة الحوثي في اليمن، الجماعات الموالية لإيران في العراق، وفوق كل ذلك حزب الله في لبنان”.

 

واعتبر التقرير أنه “كان من المُفترض في يوم الحسم والمعركة الكبيرة، أن يحلق وكلاء إيران فوق حدود إسرائيل، بينما سترى إيران استخدام القدرات الصاروخية والطائرات المسيرة الواسعة التي طورتها. لكن في المقابل، فقد أدرك الإيرانيون ضعفهم، فأرادوا أيضاً إبقاء الحرب بعيدة عنهم، وبهذه الطريقة، أملوا ألا تبرز قدراتهم المحدودة، بما في ذلك سلاحهم الجوي المبني على طائرات مقاتلة عمرها 50 عاماً”.

 

ويلفت التقرير إلى أن النظام الإيراني كرّس موارد هائلة لدعم الجماعات التابعة له في المنطقة، مشيراً إلى أن “الحرس الثوري الإيراني حصل على 2.3 مليار دولار في ميزانية السنة المالية 2021 – 2022، أي ما يُعادل ثلث ميزانية الدفاع تقريباً و 3 أضعاف ميزانية الجيش”، وأكمل: “في الوقت نفسه، قدّرت شركة جينز للاستخبارات أنَّ حصة الحرس الثوري ارتفعت من 27% إلى حوالى 37.3% من إجمالي ميزانية الدفاع بين عامي 2013 و2023”.

 

وقال: “لقد جرى اغتيال سليماني على يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بغداد عام 2020 ولم يشهد انهيار نظريته نهائياً بالهجوم الأميركي على المنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان. وإثر ذلك، دخل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ من دون عودة حزب الله إلى الحرب، علماً أنَّ الأخير تكبد خسائر فادحة، فيما لم يضاعف الحوثيون وتيرة إطلاق الصواريخ، ولم تهاجم الجماعات الموالية لإيران في العراق أهدافاً أميركية. كذلك، لا تزال قضية الرهائن هي الأهم بالنسبة لحماس، ولكن يبدو أن كل ما تبقى في قطاع غزة هو الصواريخ قصيرة المدى التي يتم إطلاقها باعتدال، فيما ولا يُوجد أي تهديد لعمق إسرائيل”.

 

وذكر التقرير أن “حزب الله استمدّ قوته الرادعة عشية حرب تشرين الأول 2023، من مجموعة متنوعة من القدرات التي امتلكها، أبرزها، 150 ألف صاروخ وقذيفة. ومع اندلاع المعركة في الـ2023، استخدم الإيرانيون محور المقاومة كوسيلة بقاء لحماس”.

 

ويلفت التقرير إلى أن “الاختراق الإستخباراتي الإسرائيليّ كان عميقاً”، وتابع: “بأمرٍ من القيادة الإسرائيلية، تم شن عملية تفجير أجهزة البيجر ضد حزب الله وتدمير بنية تحتية صاروخية مهمة، كما قُضي على معظم القيادة السياسية والعسكرية لحزب الله. مع هذا، فقد أدى ذلك إلى استسلام حزب الله وموافقته على وقف إطلاق النار وهو ما رفضه أمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله بشدّة قبل اغتياله في الضاحية الجنوبية لبيروت”.

 

كذلك، وجد التقرير أن “من أهم الركائز التي فقدتها إيران تماماً في الحرب هي سوريا”، وأردف: “لقد ضمن النظام الإيراني بقاء بشار الأسد في السلطة لإحكام قبضته على إسرائيل والحفاظ على طريق تهريب مناسب وواسع النطاق لحزب الله. إلا أن انقلاب أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) المفاجئ فور إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ساهم بإضعاف محور المقاومة بشكل كبير، وصعّب نقل الأسلحة والأموال الإيرانية إلى لبنان”.

 

وأردف: “في المقابل، كانت المنظمات المسلحة في غزة، وخاصة حماس، هي التي تسببت في كارثة السابع من تشرين الأول، إلا أن ذلك اليوم كان أيضاً التاريخ الحاسم في انهيار محور المقاومة. لقد تمَّ القضاء على قيادة حماس العليا بشكل شبه كامل، كما دُمرت بنيتها التحتية في غزة. ومع ذلك، فإن الحملة في قطاع غزة معقدة للغاية، والواقع على الأرض يشير إلى أن إسرائيل لن تتمكن من استعادة جميع المختطفين عبر العمل العسكري. في الوقت نفسه، لا تزال حماس تتمتع بميزة تتمثل في أصول تزيد قيمتها عن نصف مليار دولار يديرها زاهر جبارين، الذي أُطلق سراحه في صفقة شاليط”.

 

وقال: “لم تصل شحنات الأسلحة الإيرانية الأولى إلى الحوثيين إلا في عام 2009، ومن بين أمور أخرى، مكنتهم من غزو مناطق واسعة، بما في ذلك العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية الاستراتيجية، في الحرب الأهلية في البلاد التي اندلعت من عام 2015 إلى عام 2022. وفي الوقت نفسه، أطلق الحوثيون الصواريخ والطائرات من دون طيار على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مما جعلهم لاعباً إقليمياً مهماً”.

 

واستكمل: “رغم كل هذا، تجاهلت إسرائيل هذا التهديد إلى حد كبير، ولم تُدركه إلا في الحرب الحالية، وقد تجلّت ذروة تراكمنا الاستخباراتي في محاولة اغتيال رئيس أركان الحوثيين، عبد الكريم العمري، قبل نحو أسبوع ونصف الاسبوع. وطوال الحرب، استخدمت إيران هذه المعلومات كعامل إزعاج ضد إسرائيل، بإطلاقها المتكرر للصواريخ والطائرات المسيرة”.

 

وتابع: “الحوثيون استثناءٌ في هذا المحور، فقد نجحوا، بانتهاكهم حرية الملاحة في البحر الأحمر والقواعد الأميركية بالمنطقة، في التوصل إلى وقف إطلاق نار مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. علاوةً على ذلك، عندما بدأ ضعف إيران يتكشف، سعى الحوثيون إلى إيجاد دعم جديد، وطوال فترة الحرب، ازدادت علاقاتهم مع روسيا والصين توتراً، لكنهم لم يتخلوا عن إيران بعد، بل أعلنوا أن الهجوم الأميركي عليها سيؤدي إلى تجدد هجماتهم على القواعد الأميركية في المنطقة”.

 

وأضاف: “طوال فترة الحرب، كانت الجماعات في العراق الساحة الأقل أهمية. لقد أدى الغزو الأميركي للعراق عام 2003 إلى زعزعة استقرار البلاد، التي يشكل الشيعة حوالى 65% من سكانها. استغل قاسم سليماني هذا الفراغ، فأسس عشرات الجماعات، وقبل نحو عقد من الزمان، ونتيجةً لسيطرة داعش على المنطقة، تأسس الحشد الشعبي، وهو التنظيم المظلة للجماعات الموالية لإيران في العراق، لكن في يناير 2020، قُتل نائب قائده، أبو مهدي المهندس، مع سليماني”.


المصدر:
ترجمة “لبنان 24″


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى