الوكالة الوطنية للإعلام – الديار: إسرائيل تفشل في تحقيق أهدافها وتطلب تدخل واشنطن اتصال بريطاني ــ لبناني يؤكد:لا مصلحة لبيروت في خوض الصراع قلق خليجي من تسرّب نووي…وتحذيرات من كارثة إقليمية

وطنية – كتبت صحيفة الديار تقول: ظنّت إسرائيل أنها قضيّة ساعات وأيام وتنتهي حكاية النظام الإيراني. أبعد من ذلك، أخذ الإعلام الموالي لـ>إسرائيل> بالترويج لسقوط النظام تحت تأثير الضربات الإسرائيلية. وما لم تكن تتوقّعه <إسرائيل> هو ردّة الفعل الإيرانية، حيث إنهالت عليها الصواريخ البالستية مُخترقة القبة الحديدية وبمواكبة أكثر من ألف مُسيّرة تمّ إطلاقها حتى الساعة بإعتراف <إسرائيل> نفسها.
هذه التطوّرات أعادت خلط الأوراق وعطّلت أهداف <إسرائيل> التي كانت تُريد ضرب وتدمير المُنشآت النووية الإيرانية كما والقواعد العسكرية، ولما لا إسقاط النظام. فبإعتراف الغرب، هناك إستحالة لـ>إسرائيل> على مواجهة إيران وحيدة وهي بالتالي تضغط بكل ما أوتيت من قوّة في إتجاه إشراك الأميركيين في الحرب ومن خلالهم الدول الغربية مثل فرنسا وبريطانيا.
دخول واشنطن الحرب ليس مضموناً
عمليًا، تمّ إظهار قرار دخول الحرب على أنه قرار الرئيس دونالد ترامب. إلا أن هذا الأمر ليس بدقيق خصوصًا أن قرارات الحرب يتمّ إتخاذها من قبل مجموعة تضمّ البنتاغون، ووكالة الإستخبارات الأميركية، ووزارة الخارجية الأميركية، والمستشار القومي، ومجموعات تأثير تضمّ مُنتجي السلاح في الولايات المُتحدة الأميركية ولوبيات من بينها اللوبي اليهودي. ووالواضح مما تقدّم أن القرار إتُخذ بعدم الدخول في الحرب حتى اللحظة، مع الحفاظ على دعم كامل للجيش الإسرائيلي. وأتى الإستفتاء الشعبي الذي قامت به بعض وسائل الإعلام الأميركية لتُظهر أن أغلبية الأميركيين ليسوا مع دخول الحرب حتى ولو كان ذلك دفاعًا عن <إسرائيل>. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن ترامب خفف من حماسته للمشاركة المباشرة في الحرب ضد إيران وذلك بعد لقائه مع مساعده السابق ستيف بانون منظر اليمين المحافظ، إذ قال له بانون أن نتنياهو بدأ بالحرب ولا يعرف كيف ينهيها ويريدك أن تنهيها.
إستراتيجية إيرانية جديدة
في المُقابل، بدأت إيران بإعتماد إستراتيجية جديدة في مواجهة <إسرائيل> وتنصّ على إستخدام صواريخ دقيقة أكثر تطورًا وذلك بهدف ضرب مراكز عسكرية وأمنية إسرائيلية حساسة بدلاً من إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ يومياً وهي الإستراتيجية العسكرية التي إعتمداتها سابقًا بهدف خرق أنظمة ثاد وباتريوت ومقلاع داود والقبة الحديدية. إلا أن التجارب التي قامت بها طهران أثبتت أن الصواريخ الدقيقة التي تمتلكها قادرة على الوصول إلى الهدف المُحدّد سابقًا وإصابته إصابة مباشرة كما أثبت ذلك إستهدف مقر قرب وزارة الداخلية في حيفا.
وبالتالي، وخلافًا لما تمّ نشره في الإعلام الموالي لـ>إسرائيل> عن أن إيران قلّصت عدد الصواريخ التي تطلقها يوميا نحو <إسرائيل>، بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بمنصاتها الصاروخية، هناك تغيير في إستراتيجية الردّ الإيراني على الهجوم الإسرائيلي.
كلفة مالية وإقتصادية مُرتفعة
ميدانيًا، فاتورة الحرب وصلت إلى أرقام كبيرة بسبب الإنفاق العسكري لدى الطرفين والأضرار المادية جسيمة. وإذا كان من الصعب تحديد الكلفة بدقّة إلا أن الصراع مستمر وتداعياته الاقتصادية تتكشف ببطء.
بالنسبة لـ»إسرائيل»، يُشكّل الإنفاق العسكري المرتبة الأولى مع تقديرات بقيمة مليار دولار أميركي يوميًا على العمليات العسكرية المباشرة. أما من جهة الأضرار، فقد أشارت التقديرات إلى أضرار مادية بأكثر من نصف مليار دولار أميركي، وخسائر غير مباشرة أصبحت تُقدّر بعشرات المليارات من الدولارات: النمو الإقتصادي من 4.3% إلى 3.6%، خفض التصنيف الإئتماني وهو ما يرفع بشكل كبير كلفة الإقتراض ويُقلّل من ثقة المستثمرين. وبحسب تقارير مراكز دراسات غربية، فإن الكلفة الإقتصادية على إسرائيل قد تفوق الـ 30 مليار دولار أميركي وهو ما يُمثّل 5% من الناتج المحلّي الإجمالي.
إيرانيًا، الوضع مُشابه من ناحية كلفة العمليات العسكرية المباشرة. أضف إلى ذلك الأضرار المادية في بعض المواقع النووية والعسكرية وبعض المنشآت النفطية بالإضافة إلى أضرار كبيرة في البنية الحربية التحنية. إقتصاديًا، هناك توقّعات بأن تُكلف الحرب الإقتصاد الإيراني ما يوازي 2.5% من الناتج المحلّي الإجمالي، وإنحفاض سعر صرف العملة بشكلٍ حاد.
تداعيات على الإقتصاد العالمي
التداعيات الإقتصادية لا تقف عند حدود الدولتين المُتصارعتين، بل تصل إلى كل دول العالم وذلك من باب أسعار النفط التي إرتفعت وقد تُشكّل صدمة في السوق إذا ما إستهدفت إيران مضيق هرمز أو منشآت نفطية في المنطقة. ويولّد إرتفاع أسعار النفط إرتفاعًا في الأسعار وتضخمًا ويُقوّض النمو الإقتصادي العالمي. ويُساهم إرتفاع أسعار التأمين والشحن في هذا التضخّم الذي قد يصل إلى رقمين في المرحلة القادمة وسيؤدّي إلى رفع أسعار السفر والشحن والمواد الأولية والمواد الغذائية والسياحة… وهو ما سيؤدّي إلى صدمة رابعة للإقتصاد العالمي منذ جائحة كورونا.
وعلى الصعيد اللبناني، يتحمّل لبنان تداعيات إضافية عما تتحمّله دول العالم، إذ هناك مخاوف على سلسلة توريد الفيول العراقي إلى شركة كهرباء لبنان. أضف إلى ذلك الإرتفاع في الأسعار والذي بحسب خبراء إقتصاد ناتج بشق منه عن تداعيات الحرب وبشق أخر عن جشع بعض التجار في ظل غياب الرقابة الفعلية.
مخاوف من إستهداف النووي
يتخوّف العديد من الخبراء والأكاديميين وبعض الحكومات خصوصًا الخليجية من ان يؤدّي إستهداف «إسرائيل» للمنشآت النووية الإيرانية إلى تسرّب الإشعاعات النووية القاتلة وتمدّدها في منطقة الشرق الأوسط في حدثٍ قد يُشبه كارثة تشرنوبيل! على هذا الصعيد، حّذر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي من «الأثار الخطيرة» لإستهداف المنشآت النووية الإيرانية.
إستمرار خرق «إسرائيل»
إتفاق وقف إطلاق النار
لبنانيًا، وبالتحديد في الجنوب، قام شبان من بلدة السلطانية بمنع دورية تابعة لقوات اليونيفيل من إكمال تحركها وذلك لعدم مواكبة دورية من الجيش اللبناني معها.
الى ذلك، تستمر الخروقات الإسرائيلية لإتفاق وقف إطلاق النار حيث قام جيش العدو بإستهداف مبنى سكني في منطقة الناقورة قال عنه المتحدث بإسم جيش العدو أنه تابع لمخابرات قوة الرضوان. وقبلها، قام العدو الإسرائيلي بإستهداف مواطن في بلدة برعشيت.
اتصال بريطاني – لبناني
وامس تلقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، اتصالًا من وزير الخارجية البريطاني دافيد لامي الذي نقل له دعم بلاده والمجموعة الأوروبية للبنان، مشددًا على أهمية بقائه خارج الحرب الدائرة بين إيران و«إسرائيل»، ومحذرًا من تداعيات خطيرة على البلد في حال أي تدخل في هذا الصراع.
وأبلغ لامي رجي أن بريطانيا تعمل لعدم توسع الحرب والتوصل إلى حل دبلوماسي، واعتبر أن على إيران الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة بالملف النووي.
وفي ما يتعلق بالوضع في الجنوب، أكد أن بلاده ستستمر في بذل كل ما يلزم للتوصل إلى انسحاب الجيش الاسرائيلي من النقاط الخمس، مؤيدًا مطلب لبنان التجديد لقوات <اليونيفيل< واستمرارها في مهامها.
موقف لحزب الله
في الانتظار، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن عز الدين «أنّ التهديدات الأميركية التي تُطلق بوجه إيران وقيادتها، هي تهديداتٌ موجهةٌ للمنطقة بأكملها، لا للجمهورية الإسلامية وحدها، وعلى الشعوب الحرّة أن تعي خطورة هذه المواجهة، وأن تقف بثبات إلى جانب الحق». ولفت إلى أنّ «انخراط أميركا في العدوان إلى جانب العدو الصهيوني سيؤدي إلى تصعيد كبير، ويضع المنطقة بأسرها على صفيحٍ ساخن، يُهدد أمن الجميع واستقرارهم، ويقود إلى مزيدٍ من التوتر والحروب». وشدّد على أنّ «أميركا وحلفاءها لن يكونوا في مأمن من تداعيات هذا العدوان وتكبد خسائر مادية ومعنوية، وسيفرض على الشعوب والحكومات والقوى السياسية اتخاذ موقف واضح إلى جانب الحقّ والمقدسات».
وختم »نُعلنُ بكلّ وضوح أنّنا إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي لم تتخلَّ يومًا عن لبنان، وقد وقفت دائمًا مع شعبنا ومقاومتنا في كل المراحل. وسنبقى أوفياء لهذا الحضور والدعم».
القوات اللبنانية
من جهته، أكد وزير الصناعة جو عيسى الخوري على أهمية أن تعيد قيادة حزب الله النظر في مواقفها، خاصة بعد الحرب التي خاضتها في 8 تشرين الأول 2023، والتي قال إنها «لم تخدم غزة، بل جلبت مآسي للبنان، خصوصا في الجنوب». وشدد الخوري، في حديث اذاعي، على «ضرورة التزام لبنان بالحياد عن صراعات المنطقة»، مشيرا إلى أن «موقع لبنان الجغرافي والسياسي لا يسمح له بخوض معارك نيابة عن الآخرين». واعتبر أن «توريط لبنان في رهانات خاطئة لن يجلب إلا المآسي»، داعيا إلى «اعتماد الحياد كخيار وطني جامع يحقق مصلحة لبنان العليا، مستشهدا بالدعوات السابقة، ومن بينها دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الحياد».
===
مصدر الخبر
للمزيد Facebook