آخر الأخبارأخبار محلية
لهذه الأسباب لم يتدخّل الحزب في الحرب بعد!

كتب عماد مرمل في “الجمهورية”:
ربما هناك مَن يفترض أنّ الضرر الذي لحق بـ”حزب الله” جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان هو السبب في امتناعه عن دعم طهران عسكرياً، لكنّ التدقيق في دوافع موقف “الحزب” يُبيِّن أنّه يعود بالدرجة الأولى إلى الاعتبارات الآتية:
– اعتبار إيران أنّ هذه الحرب هي حربها أولاً وأخيراً، بعدما تعرّضت إلى عدوان موصوف عدم حاجة طهران إلى أي مساعدة، وبالتالي فإنّ الكبرياء الإيراني المعروف يمنع طهران من انتظار أو طلب أي مساعدة خارجية.
– حرض الحزب على الاستمرار في احترام اتفاق وقف إطلاق النار والقرار1701 ، وبالتالي سعيه إلى تفادي منح تل أبيب أي ذريعة لاستئناف العدوان الواسع على لبنان.
– مراعاة الحزب للواقع اللبناني الذي لا يتحمّل أكلاف معركة جديدة.
وهناك مَن يلفت إلى أنّ الهدوء الراهن ل “حزب الله” لن يستمر في الحالتَين الآتيتَين:
– الأولى، أن تعاود تل أبيب شنّ عدوان واسع عليه وعلى بنان، الأمر الذي سيدفع “الحزب” إلى استخدام الحق المشروع في الدفاع عن وجوده وعن البلد، وهو يتهيّأ لمثل هذا الاحتمال ويضعه ضمن حساباته.
– الثاني، أن يُخفق الخيار الديبلوماسي وتحرُّك الدولة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية واستعادة الأجزاء الجنوبية التي لا تزال تحت الاحتلال، الأمر الذي قد يدفع “الحزب” مستقبلاً إلى اتخاذ قرار بالردّ على الاعتداءات وبتحريرالأرض، عبر العودة إلى اعتماد نمط عمليات المقاومة بين 1982 و 2000.
يبقى هناك تساؤل “معلّق” ومحاط بالغموض، ويتحمّل أكثر من اجتهاد وإجابة، وهو الآتي: كيف يتصرّف”الحزب” إن قرّرت واشنطن الانضمام إلى الحرب دعماً لحليفتها “إسرائيل”؟ هل سيتدخّل عندها عسكرياً لمؤازرة طهران بدوره ومنع الاستفراد بها، أم سيظل “صابراً”، خصوصاً أنّه قد يكون من الصعب عليه إقناع شريحة من اللبنانيِّين بمبرّر المشاركة في حرب بعيدة، خلافاً لحيثيات خوضه تجربة إسناد قطاع غزة القريب في الجغرافيا الطبيعية والسياسية من لبنان، والمؤثر عليه بشكل أو بآخر؟
على أنّ اللافت في هذا السياق، تأكيد الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أنّ الحزب ليس على الحياد “وسنتصرّف وفق ما نراه ناسباً في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأميركي الغاشم”. كذلك، لفت تنبيه الحزب في بيان من أنّ التهديد بقتل مرشد الجمهورية الإسلامية الإمام علي الخامنئي ستكون له عواقب وخيمة. فما الذي تخفيه هذه الرسائل التحذيرية المتلاحقة؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook