آخر الأخبارأخبار محلية

رحلة كوميدية لأزمات مؤلمة… هذه هي القصة كلها مع جو قديح

 
ليس من السهل أن يسرد الفنان ويلات هزّت بلاده على مدى سنوات، من دون أن يثير الجدل أو أن يمسّ بـ”مقدّسات البعض”. إلا أن “القصة كلها”، التي تختصر أزمات اللبنانيين، إختارها الكاتب والمخرج والممثل جو قديح لتكون عملاً مسرحياً على طريقته، يُلقي الضوء من خلالها على حكايات تتشابك فيها خيوط الواقع اللبناني المعاصر، عاكسًا تحدياته وهمومه وأحلامه.

 

تستعدّ إذاَ خشبة مسرح كازينو لبنان يوم السبت 28 من حزيران الحالي، لاستقبال هذا العرض المسرحي الذي يتنظره كثيرون، إذ يحمل في طياته عمق القصص الاجتماعية التي تمسّ كل فرد منا في لبنان.

 

وفي حديث لـ”لبنان 24″، لفت قديح إلى أن “القصة كلها” هي مونولوغ مسرحي مبتكر يمزج بين الكوميديا والموسيقى، وهي نتاج سنوات من التفكير إنطلاقاً من زيارته لطبيب نفسي ليأخذ معه الجمهور في جولة كوميدية ومؤثرة على مواقف صعبة خاضها لبنان واللبنانيون خلال السنوات الأخيرة.

 

ولأن الموسيقى هي أيضاً طريقة لافتة للتعبير، يلعب دور الطبيب النفسي المايسترو بسام شلّيطا عن  طريق العزف الموسيقي على البيانو، لتتحول المسرحية إلى رحلة ثقافية واجتماعية لوقائع ساخرة على وقع عزف جميل.

 

 

وأكّد قديح أن المسرحية تستقبل كل من يريد أن يضحك ويتأمل بمشاكل هّزت المجتمع كأزمة المودعين والثورة وغيرهما من المراحل التي طبعت أزمات في عمق اللبنايين مؤخراً، مشيراً إلى أنه يعود عن طريق “الفلاش باك” إلى أمور مسّته شخصياً سواء في طفولته أو في مراحل لاحقة من حياته، لإضفاء المزيد من لمساته الخاصة على هذا العمل المتميّز.

 

وقال إن هذه المسرحية هي من كتابته وأدائه، ومن إخراج باتريك حجا وتساعده ميرنا مكرزل، وإنتاج الياس دياب.

 

وعلى صعيد آخر، ولكن دائماً في إطار الفنّ، كشف قديح لـ”لبنان 24″ أنه بات حائزاً على شهادة الماستر في علم النفس، ويخوض حالياً تجربة عملية مع سجناء سجن رومية بالتعاون مع جمعية nusroto بإشراف الأب مروان غانم، حيث يجمع بين المسرح وعلم النفس من دون اي استفادة مادية بما فيه من خير لمصحلة السجناء وإنسانيتهم، بعيداً من أي إطار طائفي أو سياسي أو قضائي.

 

وتطرّق قديح إلى ظاهرة الـStand up comedy التي باتت رائجة جداً بفضل مواقع التواصل الإجتماعي على وجه الخصوص.

 

وقال: “لا “تابو” على اي موضوع بالنسبة لي، وانا مع الحرية المطلقة ولكن الطريقة هي المهمة”، مشدداً على أن التشهير بالمقدسات وبالمعتقدات وحتى بالأشخاص ليس هو الطريق الأفضل للوصول إلى الشهرة.

 

واعتبر أن الابداع لا يمكن شراؤه، فليس كل من لديه اي فكرة يمكن ان يقولها بأي طريقة بل يجب تنظيمها، كاشفاً أنه بحث هذا الأمر مع نقيب الممثلين نعمي بدوي.

 

وعن جديده، كشف قديح أنه يكتب حالياً مسرحية مختلفة تتناول سيرة بولس الرسول لا تزال في طور جمع المعلومات، لأنه من أهم الشخصيات الفلسفية في التاريخ.

 

وشدد على أنه يفضل التمثيل بمفرده لأن الأمر افضل من كل النواحي بالنسبة له علماً أنه خاض تجارب إخراجية مهمة مع عدد من الممثلين، لافتاً إلى أن ما يهمه كممثل هو أن يثق بالمخرج الذي يعمل معه، إذ أنه لن يقدم أي عمل ما لم يكن مقتنعا به كي يستفيد مادياً فقط.

 

لطالما كانت بيروت مسرحًا حيًا للعديد من الحكايات التي لم تُروَ بعد. و”القصة كلها” تأتي اليوم في توقيتٍ بالغ الأهمية، حيث تُشجع الجمهور على رؤية أنفسهم ومشاكلهم من زاوية أخرى. فهل أنتم مستعدون لاكتشاف الشقّ المستتر من مشاعركم على خشبة المسرح؟

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى